– الاباتي ابي خليل: نكبر في شخصكم، وبايمانكم الكبير بالله، وبمحبتكم لكل اللبنانيين
شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القداس الاحتفالي الذي اقيم قبل ظهر اليوم في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، شفيعة البلدة والشوف، لمناسبة عيدها والذكرى السادسة عشر للمصالحة التاريخية في الجبل التي حصلت في آب من العام 2001 برعاية البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير، تجسيدا لرسالة لبنان في عيشه المشترك.
ولدى وصول رئيس الجمهورية الى ساحة الكنيسة، قرعت الاجراس في كنائس دير القمر، واستقبل الاباتي ابي خليل رئيس الجمهورية الذي دخل الى الكنيسة وسط تصفيق وزغاريد المؤمنين المحتشدين في ساحتها وعلى مداخلها وفي الداخل.
ترحيب الاباتي ابي خليل
- ان مشاركة فخامتكم لنا بعيد امنا سيدة التلة، شفيعة دير القمر والشوف، لمدعاة فرح وفخر واعتزاز لمواقفكم الجريئة والمشرفة ودوركم الرائد في جمع اللبنانيين وتوحيدهم حول محبة وطنهم لبنان والعمل على تعزيز العيش المشترك بين كل ابنائه من خلال دفاعكم عن الدستور والدعوة الى الحوار والتشاور لترسيخ الثقة بين الافرقاء والتوصل الى تفاهم وطني حقيقي واستقرار امني ثابت.
- نكبر في شخصكم الكريم، يا صاحب الفخامة، ايمانكم العميق بالله ومحبتكم الصادقة لكل اللبنانيين وقد عبّرتم يوما عن هذه الحقيقة بكلمة مؤثرة: “انا بيي كل اللبنانيين!”
- لقد احب اللبنانيون في شخصكم الكريم: الجرأة والصدق وقول الحقيقة، والتواضع والعمل على توطيد قيم الحرية والعدالة والكرامة الانسانية لكل ابناء الوطن. سدد الله خطاكم يا صاحب الفخامة في قيادة سفينة الوطن الى الشاطىء الامين وابقاكم لكل اللبنانيين ذخرا ورمزا لوحدة الوطن وكرامته وازدهاره.
عظة البطريرك
- فخامة الرئيس،
- دير القمر، عاصمة لبنان التاريخيّة، ومدينة الأمراء المعنيّين والشهابيّين، تبتهج اليوم بحضوركم على رأس المصلّين الوافدين ككلّ سنة لتكريم سيدة التلّة العجائبية في عيدها، وهي شفيعة دير القمر والدّيريين الذين ينظرون إليها كأمّ حنون ترافقهم حيثما حلّوا. وأنتم بذلك تحيون تقليدًا يرقى إلى سنة 1936…
- إنّ المؤمنين المحيطين بكم، وعلى رأسهم مطران أبرشيّة صيدا الجديد.. يصلّون كلهم من أجلكم، كي يعضدكم الله ومعاونيكم في قيادة سفينة الوطن، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيدة التلّة، ويزيّنكم بالحكمة والروح الرئاسي، لتواجهوا التحدّيات الكبيرة:
– قيامَ الدولة بمؤسساتها وإداراتها المحرَّرة من التدخل السياسي والتمييز اللوني في التوظيف خلافًا لآلية مبنية على الكفاءة والأخلاقية؛
– إحياءَ اقتصاد منتج يُنهضه من حافّة الانهيار، ويرفع المواطنين من حالة الفقر، ويفتح المجال أمام الشباب لتحفيز قدراتهم، ويحدّ من هجرتهم؛
– تعزيز التعليم الرسمي والخاص والمحافظة على المدرسة الخاصة المجانية وغير المجانية وإنصافها ومساعدة الأهالي في حرية اختيارها؛
– حماية المالية العامة بإيقاف الهدر والسرقة والفساد، وحفظ التوازن بين المداخيل والمصاريف ضمن موازنة واضحة ومدروسة، وضبط العجز والدَّين العام؛
– بناء قضاء شريف حرّ ومسؤول يكون حقًّا وفعلًا أساس الملك؛ الإسراع في تطبيق اللامركزية الإدارية، المناطقيّة والقطاعيّة. - إنّ دير القمر عظّمت الله بتاريخها الكنسي والمدني، الثقافي والسياسي، الإنمائي والحضاري. فيضيق الوقت والمكان عن سرد رجالاتها وتراثها. لكن الديريّين يعزون نجاحات أجيالهم إلى سيدة التلّة العجائبية. فهي لهم كلّ شيء، هي المعبد والمرجع والشفيع والمنقذ والمحامي. فلا سَفرَ بلا وداعها، ولا رجوع بدون زيارتها وشكرانها. الدرزي يؤمن بها كما المسيحي، يزورها ويؤدّي لها النذور.
- والديريون يحفظون الجميل والعرفان للرهبانية المارونية المريمية وللآباء الذين تعاقبوا على الخدمة فيها. وقد بنوا منذ سنة 1752، قرب الكنيسة، الأنطش لسكن الرهبان، ومدرسة في الأقبية والدكاكين الموقوفة من الستّ أمّون، والدة الامير يوسف المعني. فكانت المدرسة الديموقراطية الأولى التي جمعت تحت سقفها طلّابًا من كلّ مذهب، ومن أولاد الأمراء والستّات وأهل البلدة. وظلّت الرهبانية وفيّة للخدمة الراعوية والتربوية معًا فأنشأت، قرب دير مار عبدا على تلّة دير القمر، مدرسة حديثة وفرعًا لجامعة سيدة اللويزة، لخدمة أبناء الشوف جميعًا. فبادلها أهل الدير إخلاصهم ومحبّتهم. والعلامة ما يُروى عن أنّ الأمير الكبير سأل مرّة الرئيس العام آنذاك عن عدد رهبانه، وكانوا دون المئتين، فأجابه: “عددهم أكثر من خمسة آلاف”. وإذ أبدى الأمير استغرابه وإعجابه، قال الرئيس: “لا غرابة، سعادة الأمير، فإنّي أعدّ أهل دير القمر من أبناء رهبانيّتي!” فلتبقَ هذه الروابط متجدّدة جيلًا بعد جيل.
- إلى أمّنا مريم العذراء، سيّدة التلّة العجائبية نرفع صلاتنا، راجين من الله، بشفاعتها، أن يفيض علينا جميعًا نعمه وبركاته، فنجعل من حياتنا وأعمالنا الصالحة نشيد تعظيم للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.”
لافتات ترحيب وتنظيم لافت
- وكانت ازدانت الطريق الساحلية من الدامور الى دير القمر وصولا الى بيت الدين بلافتات الترحيب بالرئيس عون والمؤيدة لمواقفه الوطنية، وبالبطريرك الراعي، ورفعت اقواس النصر وعليها صور رئيس الجمهورية.
- وجاء في بعض اللافتات:
-“كل الشوف يرّحب برئيس كل لبنان”،
– “اهلا بصاحب الفخامة وغبطة البطريرك في جبل المصالحة”،
– “بعزمكم وارادتكم يا فخامة الرئيس ستبنون مستقبل لبنان”،
– “انت الذي اخرجت لبنان من الظلمة الى النور”،
– “من قلب الشوف نشكر فخامة الرئيس”،
– “بلدية دميت واهاليها يرحبون بفخامة الرئيس العماد ميشال عون”،
– “فخامة الرئيس زيارتكم شرف، حضوركم نور”،
– “مبارك الآتي باسم الحق”، “دير القمر عاصمة التاريخ ترحب بفخامة الرئيس”.