عَ مدار الساعة


شهادة أنطوانيت شاهين: الكل بيعرف انواع التعذيب بس مش الكل يتصوّر صعوبتو مع بنت بريئة.. (Video+Audio)

– الشهيد فوزي الراسي مات تحت التعذيب عم يصرخ “يا عدرا”
– صرخت وقلت رح امضي… ولكن العناية الإلهية وقعّت القلم، وصرخت “قتلوني”!

شهادة أنطوانيت شاهين عن مرحلة الوصاية السورية، واتهامها وشقيقها بتفجير سيدة النجاة:

  • يمكن الله إختارني، تكون شاهدي عَ الظلم وما إسكتْ.
    كان بهيداك الوقت، هدفن الوحيد إمضي عَ ورقة تيثبتو على القوات تهمة تفجير الكنيسة.
    وقول: خيي جان كان بلبنان.
    وشفتو مع رفقاتو قاعدين مع الحكيم.
    بس خيي ما كان. لأنو كان ترك لبنان من سنة 1992 متل كتير شباب.
  • انا هون حتى اشهد ظلم طال القوات اللبنانية،
    وعَ صفحة من تاريخا اللي نكتب بحبر دموع أمّات.
    عَ شهدا شباب بعزّ عمرن وعنفوانن.
    وبوجع شباب تمّ التنكيل والتعذيب فيون بأقبية السجون. ونفي آخرين، وقهر نساء كأنو ضحايا ملفات مفبركة.
  • فكرو إنو شو ما بقولولي قول، رح قول.
    ما عرفو إنّو إمّي مزودتني بالإيمان القوي.
    وشو بدي خبركم عن التعذيب اللي عشتو بالوزارة.
  • اصوات صريخ الشباب بعدو بدينيّي.
    وجعن بقلبي.
    وهون ما بقدر ما إذكر وانحني، واترحّم عَ الشهيد فوزي الراسي.
    سمعت آخر صرخة لالو: يا عدرا.
    لما مات فوزي الراسي تحت التعذيب، وطلعت خبرية، إنّي أنا متتْ…

fawzi_rassiشهيد المعتقل فوزي الراسي

  • تمرمرتْ إمّي.
    وما عرفت شو بدها تعمل.
    ركضت لعند أحد الضباط المسؤولين، بمطرح توقيفي: ركعت عَ إجريه.
    تترجاه. يقلا: إذا بعدني عايشي؟
    بقلكم أو ما بقلكم.. جوابو كان لبطة.
    atoinette-chehine-mother
  • هونيك كمان شفت الحكيم.
    بس شفتك، متل بطل قاعد.
    اكيد كانت نيتن يذلونا.
    بس صدقني يا حكيم. أخدت قوة، وصرت صلّي تنخلص كلنا، وفهمت قد ما لازم إفهم هونيك،
    لحتى طلعت، وفهمت الظلم.
    وهلق بقول نيالّي، اني شاركتك سجنك
  • لما توقفت، ما عرفت شو كانت التهمة؟؟؟
    طلعت بعد 46 يوم باسترداد مذكرة التوقيف،
    بس طلعت عرفت بشاعة التهمة.
    انا بنت العيلة المسيحية المؤمنة. 
    نحنا ولاد الكنيسة والحزب المسيحي، بيتهمونا بتفجير مذبح الرب.
    شو كذابين.
  • حملت الظلم ورجعت عَ البيت.
    بس رجعو بعد كم جمعة وسحبوني من حدّ إمّي.. ليعيشوني ايام ظلمن.
    وبالتوقيف التاني، متل التوقيف الأول، كل أسئلتن، كانت عن جان خيي ورفقاتو وهدفن ذاتو..
  • بجونية لما عذبوني، كان الوجع أكبر من الكبير.
    الكل صار يعرف أساليب التعذيب اللي اعتمدوها، مع الكل.
    بس الكل بيتصوّر صعوبتو مع بنت بريئة.
    – تعليق
    – فروج
    faroujj

    – ضرب
    بوقتا بس كانو بدن يتسلّو، يكمشوني بشعري، ويخبطوني بالحيط، متل الطابة.
    – عشت الجوع
    – تعذبت من العطش
    مرة طلبت بالحاح ماي، عطشتْ، جابولي ماي. وصارو يكبوها عَ جبهتي. حتى ولا نقطة ماي توصل عَ شفافي. وبدل ما يسقوني، كبّو عليّ ماي سخنة. ايه هيك كتب بتقريرو الطبيب الشرعي، لأنو أنا عَ كترة الخبيط غبيت عن الوعي. وهني زتّو ماي سخنة عليّي احترقت..
  • أنا ما كان بدي امضي.
    ما كان بدي اشهد زور.
    بليلة سودا، عذبوني كتير. وصار يضربوني محل الحرق. لدرجة طلبولي الصليب الأحمر.
    وهون العدرا كانت معي.
    ليلتها ما عدت اتحمّل التعذيب.
    – ضعفت.
    – صرخت.
    رح إمضي. رح إمضي.. 
    – صليّت..
    – طلبت السماح، من خيّي، من حزب القوات اللبنانية. من شهدا الكنيسة وأهلن، لأني بهالأمضا رح إحمي المجرم الحقيقي…
    – شربوني ماي. وأخدوني عَ مكتب. كان في ناس مرسمين. وقالولي: برافو عليكي.
    حملت القلم لأمضي، وهيك بقدرة الهية وقع القلم من ايدي، وما مضيت، وصرخت: اقتلوني ما رح امضي.
    والحمدالله ما شهدت زور، بس الثمن كان غالي.
    بس مش أغلى من الضمير

antoinette-chehine

  • يللي عم قولو، بعرف عم يوجعكم.
    رغم انو نقطة ببحر اللي عشتو بوقتها.
    نقلوني عَ سجن بعبدا، مع ملف مفبرك بقتل  كاهن.
    هونيك الززانات كانت مليانة ناس وجرادين.
    بالأول عشت بالإنفرادي. وكنت حاملي وجعي من الضرب القاسي، وفوق هيك اضطريت احمل عملية من دون بنج بقلب الحبس.
  • عشت 5 سنين ونص،
    اشتقت للشمس.
    اشتقت للهوا.
    وشو اشتقت أغمر وبوس إمّي.
  • بقيت سنتين تقريباً بلا محاكمة، ونطرت كتير. تيطلع أوّل حكم. ما كنت ناطرة غير الحق.
    وبيومها خلص الحق.
    حتى ما اعرف شو الحكم. والكل حاول يكذّب عليّي..
    بس وصلت أمي، قلتلا: أنا هون، لأنك علمتينا ما نكذب.
    قالتلي: شو بعمل، يا ريت بقدر انحبس حدّك.
    وطلع الحكم إعدام.
  • بعد الحكم الظالم، خرست أنا. وما عاد إجريّ يتحركو.
    بقيت حوالي الشهر خرسا، ومشلولة.
    وشو كان صعب، لما كان يحملوني لعندا، تتشوفني وشوفا من ورا الشريط.
    وشو كنت اتعذّب بس تقلي: بدّي اسمع كلمة ماما، وما إقدر قولا
  • هلق،
    لأني صرت امْ.
    adraaaaaaaaaaaaa
    صرت إفهم وجعا زيادة.
    أمي سنين حملت حالا وتبعا وعمرا من جبيل عَ بعبدا، تتزورني مرتين 10 دقايق. وقت كل زيارة.
    ولو منّا، أكيد ما قطعت صحرا الظلم.
    وصدقوني، كل أهلي كانو محبوسين معي.
    وخلال هالفترة، كتبت وصيتي، وبعتتا لسيدنا البطريرك صفير، إظهار برائتي، والشغل لإظهار براءة القوات.
    geagea-antoinette-chehine
    وهون ما بقدر ما فكّر بشكر كل إنسان صلالي، وكاتبني. وزارني.
    أهل ضيعتي كفرعبيدا.
  • رفاقنا اللي توقفو، وانضربو، وتلاحقو كرمالنا، وكرمال الشهدا..
    وما رح انسيهم، لآخر دقيقة بحياتي.
  • الحكم الظالم علّي، وعّى المنظمات الدولية، بفضل رفاقنا بالخارج.
    Amnesty International أصدرت تقرير بعنوان “انطوانيت شاهين – تعذيب ومحاكمة غير عادلة”، وصارت المكاتيب توصلني بكميات من كل انحاء العلم. وبكل اللغات، وجمعيات كتيري دولية تحركّت، و في جمعيات بلبنان ما وقفت عَ جنب. وقفو بوجّ الظلم. وساعدو بفتح باب سجني. وصارت المحاكمة التانية، بحضور منظمة عضو منظمة العفو الدولية، وكانت البراءة وكانت الحرية بعد 5 سنين ونص..
  • يمكن كل شي الو ثمن.
    وبعد ما دفعت ثمن الظلم القاسي، اجا وقت عيش عذاب من نوع تاني.
    لازم اتعلّم عيش من جديد. واعرف امشي، واحكي، وواجه أسئلة الناس.
    ضهرت من الحبس، وصرت كأني كائن من كوكب تاني.
  • لقيت خيارين قدامي:
    1) اقعد بالبيت،
    2) أو احمل القضية
    أكيد نقيت التانية.
    كيف بدي اسكت، والحقيقة معي…

    والحقيقة مكتوبي عَ جسمي.
  • سافرت وحكيت. وقدمّت شهادات حياة عَ منابر كبيري، ليعرف العالم قديش في ناس مظلومين بلبنان، وعم يدفعو ثمن انتماؤن السياسي. وعرفت انو عندي رسالة لازم قدمها.
  • حصلت عَ منحة من الحكومة الفرنسية لكمّل دراستي بفرنسا.
    واليوم عم ناضل بمجال حقوق الإنسان،
    وعم اشهد ع بشاعة الظلم بالمؤاتمرات العالمية.
    وأنا عضوة بعدد من الجمعيات العلمية، والمحلية. واليوم صرت سفيرة لحقوق الإنسان.
  • وتحية لهالشي، فرنسا بلد حقوق الإنسان، عطيتني الجنسية الفرنسية.
  • وهدية السما…
    متل ما انو شهدا مذبح كنيسة سيدة النجاة، اختارن الظلم، وضحايا لمخططات. وهنّي ما اختارو انو يصيرو أسامي محفورة عَ لوحات الرخام. وأنا ما اخترت كون ضحية الملفات المفبركة، ولا صير معروفي بظلمي ووجعي. الصلا والرجا ما رح يوقفو ولا يوم، وخاصة معكم انتو الشباب. بكرا الكم. بكرا الحلو. يللي في الأحلام والنضالات لتزهّر واقع بيلبقلكم. انتو الأمل حتى ما يتكرّر الظلم. لازم نشتغل كلنا سوا..
  • ايه لازم نشتغل لبلد ما يعيشو ولادو يوم هيك أنواع من الظلم.
    kezb-hakika
    لنوصل للبنان شارل مالك.
    يعني بلد حقوق الإنسان.
    بلد الحريات.
    بلد الديمقراطية.

https://www.youtube.com/watch?v=tQIpF4TeyW0&feature=youtu.be

رصد Agoraleaks.com