وطن مجد بعلبك، ودولة “منى البعلبكي”…! (أمين أبوراشد)

أخبار عالنار- كتبت هذه المقالة، لأني مؤمنٌ بأن الجالس على كرسي رئاسة الدولة اللبنانية رجلٌ بحجم وطن، ولأني إبن وطنٍ مبهرٍ بتناقضاته، وأتابع على الشاشات ندوات عن تاريخ بعلبك وأمجاد الفن اللبناني، وحفلاتٍ من الغناء والرقص، وعلى مقربةٍ من بعلبك، يكتب الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية بدماء الشهادة تاريخاً جديداً من المجد والكرامة.

وأدرك أن الدولة اللبنانية ما كانت يوماً تشبه الوطن اللبناني، لا بل اعتدنا أن نراها مومساً اقترنت بعريسٍ “متل القمر” ويحمل كل مواصفات الرجولة، وهي تحمل كل صفات القذارة والحقارة والدناءة، وكنا نصمت ونصمت، عن كل الموبقات التي تُرتكب في كافة وزارات ودوائر هذه الدولة المومِس ولكن: ما تبادر الى ذهننا يوماً، أن تبلغ الدعارة في المؤسسات الحكومية حدود الجريمة التي لامست القتل عن سابق تصوُّرٍ وتصميم، ليس بحقِّ أشخاصٍ عاديين، بل بحقّ مرضى يُصارعون مرض السرطان تحت عناية ورعاية من هم سرطان بحق القِيَم والأخلاق والحدود الدنيا من المشاعر الإنسانية والحيوانية على حدٍّ سواء.

لا يُدرك حجم جريمة الشيطانة التي إسمها منى البعلبكي، سوى من عايش مُعاناة قريبٍ حبيبٍ له في صراعه مع السرطان، مع أملٍ يبلغ أحياناً حدود الوهم أن هذا القريب الحبيب سوى يشفى بفضل هذه الأكياس المُعلَّقة من أدوية العلاج الكيميائي، التي يتوجَّب تبريدها وحفظها وصونها كي لا تفسُد، لأن كل الأحلام  معلَّقة عليها من أجل إنسانٍ يتعذَّب ونعيش معه وبعده كل العذابات، ثم نُفاجأ، أن شيطانة إرهابية مصَّاصة أموالٍ ودماء، ترتكب أشنع الجرائم بحق مرضى السرطان في مستشفى حكومية، وعلى مرأى وإدراك من متعاونين ومتواطئين.. وحتى من مشاركين بصمت، في ارتكاب جرائم قتل بحق مرضى لم تًرتكب أقذر منها عبر العصور…

يا “دولة منى البعلبكي”: صمتنا عشرات السنوات عن السرقة والفساد والتزوير، وعن التهام لقمة عيشنا وتجويعنا ودفع شبابنا الى الهجرة ولكن،
إذا لم تُعدم المجرمة منى البعلبكي قبل أي مجرمٍ آخر- لأن جريمته ليست أفظع من جريمتها – فالسلام على كل الإنجازات الوطنية لجيشنا ومقاومتنا، ولا جدوى من تطهير أرض الوطن من الإرهاب، ولا جدوى أن يكون لنا وطن والإرهاب يسكن دوائر دولتنا، ولا جدوى أن نكتب بدماء شبابنا تاريخاً يستعيد أمجاد بعلبك، لدولةٍ تُعشِّش في دوائرها شياطين من أشباه منى البعلبكي ؟!!! 

كم “منى بعلبكي” يوجد… !!