– لا تُحَرَّر الأوطان بالقيل و القال إنّما بالأفعال
طالما انتشرت مقولة “لا تُحَرَّر الأوطان بالقيل و القال إنّما بالأفعال” و ها هم يفعلونها ؛ عناصر الجيش اللبناني بمؤازرة رجال المقاومة يحرّرون جرود عرسالنا من كفرةٍ يقتلون و ينهبون باسم الاسلام ، ها هي سواعدهم تطهِّر الأرض و النفوس من تشدّدٍ لا ينتمي لا لدين و لا لعقيدة و لا لأيّ ايمان سماوي.
ننظر إلى المعارك الحاصلة من بعيد ، ننتشي بالتّقدّم الملحوظ يوماً بعد يوم و نترحّم على من ضحّوا بحياتهم على مذبح الوطن ليجنّبوا لبنان بأكمله الكوارث الارهابية و عندما نقول بأكمله لا نعني الجنوب و البقاع و الضّاحية الجنوبية إنما نعني كلّ حبة تراب على مساحة العشرة آلاف و الأربع مئة و الاثنين و الخمسين كيلومتر مربع، نعني كلّ بيت و كلّ عرض بما فيهم أصحاب أبواق الفتنة الذين تقف وطنيتهم-إن وُجدت- عند حدود مصالحهم الفردية الضيقة التي لا تزال تسيّرها قواعد اللعبة السياسية الخارجية غير مدركين أن هذه الأخيرة ما عادت بوصلتها هي نفسها بوصلة الأمس القريب و لا تأثيراتها الداخلية كما كانت في ظل الانطلاقة الصاروخية للعهد الجديد :
عهد القرار الصّلب، عهد الايمان بقدرات الجيش اللبناني و الوعي بأن التعاون بينه و بين حزب الله لجهة الجبهات الوعِرة كعرسال هو بالأمر الصحيّ بدون أن ينضوي لا تحت فئة التشكيك بقدرات الجيش الوطني كما يحاولون التلميح و لا تحت عباءة تمرير أية معادلة جديدة في التاريخ العسكري الاستراتيجي اللبناني الحديث حيث أن موقف الرئيس عون و الدولة اللبنانية بدستورها الشرعي هو واضح و حقيقي من المقاومة لم يتغيّر و لن يتبدّل .
و من هنا ، فنحن نلوّح لاستقبال النّصر قريباً و بالصلاة ترتفع نسبة يقيننا بأن عودة أسرى الجيش اللبناني باتت قريبة فهم الذين أتعبهم و أُسرِهم الانتظار و الصفقات و الغموض طالما تحمّلوا و لا زالوا الكثير من المشقات كرمى لعيون الوطن.
قُلناها و نُعيد ، مثل هذه الحالات لا تصل لخواتيمها إلا تبعاً لمبدأ “حرق الأخضر و اليابس ” ثم ” يا قاتل يا مقتول” فالتطرّف في معالجتها هو الأصدق و الانحياز لها هو الأصوب و هذا ما يمثله سيناريو المعركة الدائرة حالياً.
انتشرت بالأمس صورة لمجاهد حزب الله ينزع علم الأعداء و يضع مكانه العلم اللبناني و تحته علم الحزب في إشارة واضحة إلى احترام هذا الأخير لسيادة الدولة اللبنانية و تسليمه بدوره الكبير في بلورة معادلة جيش شعب مقاومة حتّى تحرير آخر شبر محتلّ من الأرض، و من هنا فألف تحية و تنويه للجيش اللبناني و للدّور البارز الذي يلعبه في حماية حدود المدينة البقاعية و أهلها و نازحيها و سلمها الداخلي من جهة و المحاربة باللحم الحي من جهة أخرى و ذلك دفاعاً عما بقي لنا و أثمن ما سنورثه لأولادنا من شرف و تضحية و وفاء.