شدّد النائب السابق اميل لحود على أنّه نبّهنا “منذ بدء الحرب على سوريا من اعتماد سياسة النأي بالنفس، والتي تحوّلت الى أكثر بكثير من نأي بالنفس، أي الى فتح حدود وتهريب السلاح وتمرير المسلّحين، لمحاربة دولة وقفت الى جانبنا في أصعب الأيام، وحذّرنا من أنّ هذا الأمر سيرتدّ علينا في لبنان في المستقبل، وهذا ما وصلنا إليه في موضوع النازحين”.
ورأى لحود، في بيانٍ له، أنّ “من يدخل في حفلة مزايدات اليوم ضدّ التنسيق المباشر مع سوريا ينسى وجود سفير سوري في لبنان، ويغفل عن أنّ الدول الكبرى التي كانت تنادي بتغيير النظام في سوريا باتت كلّها مسلّمة ببقاء الرئيس بشار الأسد وتتعامل معه وترسل الموفدين إليه، في حين أنّ بعض السياسيّين اللبنانيّين يجدون أنفسهم في كلّ مرّة مضطرّين الى المزايدة على أولياء أمورهم السياسيّة في الخارج”.
وأضاف: “المضحك المبكي أنّ أحد الوزراء الذي كان رأس حربة في مرحلة ما بعد العام 2005 في فبركة الأضاليل والشهود وسجن الضبّاط الأربعة الأبرياء والتعرّض للكرامات وإهانة الناس، بات يحذّر من التعرّض للنازحين وسجنهم في حال عادوا الى بلادهم، ولعلّه يتحدّث انطلاقاً من خبرته ممّا فعله هو، وهي تفوق بالتأكيد خبرته في التربية. إلا أنّ الأجدى بهذا الوزير، وببعض زملائه من المزايدين الذين يعيشون خارج الزمن السياسي الإقليمي والدولي، أن يطّلعوا على المصالحات التي تجري باستمرار في الكثير من البلدات السوريّة وعلى الإعفاءات التي يصدرها الرئيس الأسد الحريص على بناء مستقبل سوريا على أساس المصالحة لا التشفّي”.
وتابع لحود: “هذه المزايدات تؤدّي الى نتيجة واحدة هي بقاء النازحين السوريّين في لبنان، ولذلك فإنّ من لا يريد التنسيق مع الحكومة السورية يضرّ بمصلحة لبنان لأنّه يبقي على النازحين فيه، فهل هذا ما يريده هؤلاء فعلاً أم هو الخوف من عرّابيهم من الدول المتآمرة على سوريا، وهو خوف غير مبرّر لأنّ هذه الدول إما ملتهية اليوم بأزماتها الداخليّة أو بين بعضها البعض كما يحصل بين دول الخليج وقطر، أو باتت مسلّمة بأنّ أيّ تغيير في سوريا غير وارد”.
وقال لحود: “رأينا، في بداية الحرب على سوريا، كيف اندفع بعض السياسيّين لاستقبال النازحين واحتضانهم وإطلاق الاتهامات على غيرهم بالعنصريّة، ولكن حين شهدوا على الزحف البشري لانتخاب الرئيس الأسد في السفارة السوريّة استفاقوا على واقع أنّ غالبيّة النازحين يؤيّدون الدولة السوريّة”، مشيراً الى أنّ “النازحين بشر ولا يجوز التعامل معهم كسلعة، وفي الوقت نفسه لا يجوز أن نضرّ بمصلحة لبنان واللبنانيّين من أجل التمسّك بشعارات باتت فاسدة ومنتهية الصلاحيّة كمثل بعض السياسيّين”.
وختم لحود: “أما الأخطر الذي يحصل أنّ بعض محطات التطبيع العربيّة باتت تعطينا دروساً عن أداء جيشنا الوطني الذي أنقذ لبنان من كارثة أمنيّة بعد نجاح عمليّته في عرسال، ما أدّى الى انزعاجهم وتنظيم حملة ضدّ الجيش، بينما كان الأجدى بها الاستمرار في التركيز على تحسين صورة الإسرائيلي ضمن سياسة التطبيع معها، وترك المواجهة مع الإرهاب، بوجهَيه الإسرائيلي والتكفيري، للجيش اللبناني والمقاومة”.