العلاقة التاريخية بين الحزب والتيار، مرّت في ظروف أصعب ولم تهتز
نقل الإعلامي “ايلي الفرزلي” بمقالته في صحيفة “السفير” معنونة “عون يرفض تأجيل جلسة الـ 31.. و «السيد» لـ«الجنرال»: استثمر «تضحيتنا».. بالشراكة.
ومما قاله:
– «برمة العروس» قادت «الجنرال» الى الضاحية الجنوبية، قبل ساعات قليلة من خطاب الأمين العام لـ «حزب الله». خطاب كان عون يتمنى لو أن «السيد» قد أهمل منه الجزء المتعلق بمخاطبة قواعد «التيار الوطني الحر»، «لأنه لا خوف على العلاقة التاريخية بين الحزب والتيار، وهي مرت في ظروف أصعب ولم تهتز».
– اللافت للانتباه أن السعودية واكبت «لقاء التهنئة والشكر» بين نصرالله وعون، بقرار لمجلس وزرائها جدّد فيه العزم على مواصلة التصدي لما وصفته بـ «أنشطة حزب الله الإرهابية». وهي سبق أن واكبت إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح عون بعقوبات مشتركة مع أميركا ضد خمسة أشخاص وشركة بتهمة دعم «حزب الله».
– علامات الارتياح والاطمئنان والانشراح كانت بادية على محيّا العماد عون، عندما استهل نهاره، في الرابية، صباح أمس، باستقبال أعضاء المكتب السياسي في «التيار». شعر الحاضرون بأن «الجنرال» صار أكثر حيوية ونشاطاً، «عاد عمره 30 عاماً إلى الوراء، أو الأدقّ، عاد 26 عاماً».
– يدرك عون أنّ التحالف الاستراتيجي مع «حزب الله» من جهة، والنفس الطويل للحزب، شكلا ورقة رابحة أوصلته إلى الرئاسة الأولى..
– هي المرة الأولى التي يخرج ضيف بعد لقائه «السيد» للتصريح منذ حرب تموز 2006. وبحسب البيان الصادر عن «العلاقات الإعلامية في حزب الله».
– قال الأمين العام لـ «حزب الله» لضيفه «إن البلد لا يحكم لا بثنائية ولا بثلاثية إنما يحكم بمشاركة الجميع»، مشيراً إلى أنه «وفينا بوعدنا والتزامنا معكم ونحن جاهزون للمساعدة والتعاون على قاعدة الشراكة».
– لعل الأهم بالنسبة لعون هو أنّ بري لن يعطّل الاستحقاق وسيشارك عملياً في «العرس الديموقراطي»، وهو ما يراه نصف مشاركة أو أكثر في الانتخاب. أما رسالة السيد نصرالله لعون، التي كررها أكثر من مرة، بحسب المعلومات التي توافرت، فمفادها «لا حكومة بلا الرئيس نبيه بري ونحن لن نشارك في حكومة لا يشارك دولة الرئيس فيها»، فيما كان هناك تأكيد متجدد من عون بالانفتاح الكامل على كل الفرقاء والاستعداد للتفاهم معهم وتفهم مطالبهم.
– كل ذلك لم يلغ رغبة «حزب الله» في أن تكون مشاركة بري كاملة إن أمكن، أو على الأقل تأكيد موقعه كحام للدستور والميثاق. ولذلك، تردد أنه تم طرح اقتراحين خلال اللقاء بين نصرالله وعون. الأول، يقضي بتأجيل بسيط لجلسة 31 تشرين الأول، بما يعنيه ذلك من بعث رسالة إيجابية لبري، مفادها أن الاستحقاق لن يجري إلا بمباركته. وهو ربما ما جعل نصرالله لا يذكر تاريخ 31 تشرين الأول في خطاب القماطية قبل اللقاء مع «الجنرال»، تاركاً فرصة الوصول إلى تفاهم كهذا قائمة، كما يقول مصدر عوني.
– رفض عون اقتراح تأجيل الانتخابات ولو يوماً واحداً مهما كانت المبررات، تحسباً لأي احتمال قد يؤدي الى خلط أوراق الرئاسة، ربطاً باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 8 تشرين الثاني المقبل.
– طاولة الحوار، لم يعترض عون على عقدها قبيل الانتخابات الرئاسية (تردد أن «الجنرال» اقترح يوم السبت المقبل مع عودة الرئيس بري من جنيف)، خصوصاً أن عقدها يمكن أن يعيد بري إلى الواجهة بوصفه عرّاب الحل. وعندها يدخل الجميع الى جلسة الإثنين في 31 تشرين الأول ضمن توافق يؤدي الى انسحاب سليمان فرنجية وضمان أصوات الرئيس نبيه بري وبالتالي حصول عون على 86 صوتاً من الجلسة الأولى. لكن الإشكالية العونية تتمثل في احتمال تمديد طاولة الحوار، فيصار إلى عقد أكثر من جلسة، تستوجب تأجيل الانتخابات الرئاسية، وهذا أمر صار بمثابة «خط أحمر» لدى «الجنرال».
– انتهى اللقاء بين نصرالله وعون باتفاق على تكثيف الاتصالات واللقاءات مع الحلفاء والاستفادة من الوقت الفاصل عن موعد جلسة الانتخاب في الأسبوع المقبل، وخصوصاً أن ثمة من يسعى في فريق «14 آذار» الى تحويل فوز «الجنرال» إلى «انتصار لفريقه»، وتحديداً رئيس «القوات» سمير جعجع.
– حتى موعد الإثنين، ثمة نصيحة من «السيد» إلى «فخامة الرئيس»: «حزب الله» قدم تضحية كبيرة (عدم الممانعة بعودة الحريري) لإتمام الاستحقاق، ندعوكم إلى الاستفادة والاستثمار على هذه التضحية، والباقي عندكم.