بعد دخوله مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية بريف حلب الشمالي، برفقة حلفائه الروس، يبدو أن الجيش السوري يخطط لمهاجمة المسلحين في ريفي حلب الشمالي والغربي .
وبذلك يكون الجيش السوري وحلفائه قد تمكن من تأمين خط المدينة الشمالي، وقطع ما تبقى من أوصال للمسلحين خارج إدلب ، وبحسب المعلومات، فقد أقام الجيش السوري و القوات الرديفة العديد من النقاط والقواعد العسكرية في محيط عفرين وعلى مقربة من نبل والزهراء المجاورتين، اللتين تعدان من أكبر نقاط ارتكازه شمال حلب .
ولعل ما يهدف له الجيش السوري يعد قاسما مشتركا مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، والتي ذُكر أنها هي الأخرى تحضر لتوسيع رقعة سيطرتها الجغرافية بريف حلب الشمالي باتجاه ريف حلب الغربي .
ففي ظل الهجمات المتكررة والاشتباكات شبه اليومية التي تدور بين قوات سوريا الديمقراطية وميليشيات “الجيش الحر”، بدأت الأمور تتجه نحو تصعيد. إلا أنه وكما جرت العادة في كل مرة، تستغل قوات “قسد” لحظات ضعف ” المعارضة ” أو انشغالها للهجوم والتقدم والسيطرة على مواقعها، كما جرى في تل رفعت ومنغ دير جمال بريف حلب الشمالي أواخر العام 2015.
من جانبه، قال القيادي في الجبهة الشامية، أسامة أبو علي، في حديث لـ”عربي21″، إن “المعارضة، ومنذ أكثر من أسبوعين، تعلم ما يخطط له النظام، وتعلم أن الهدوء على الجبهات وبخاصة جبهات الطامورة وشويحنة مؤخرا؛ ما هو إلا هدوء سيسبق عاصفة هوجاء”.
وأضاف: “منذ دخول النظام إلى مدينة عفرين برفقة الروس، بدأ الخطر يزداد أكثر فأكثر بالنسبة للمعارضة التي تمكنت خلال الشهر الماضي من صد العديد من الهجمات للنظام وحلفائه، والتي سبق أن انطلقت من بلدتي نبل والزهراء ومن حي جمعية الزهراء. أما الآن فالتوقعات تشير إلى أن الهجوم القادم سيكون على الريف الغربي عبر محور قلعة سمعان، سيرافقه هجوم آخر على محور الطامورة وجبل عندان”، وفق قوله.
وأوضح القيادي في الجبهة الشامية، أنه “سبق أن تواصلنا مع قيادات من قسد بريف عفرين، وذلك بعد تصريحات القوات التابع لها؛ بوجود نوايا لاجتياح مدن الريف الحلبي وصولا لإدلب بدعم الطيران الروسي، وذلك قبل شهرين تقريبا”، مضيفا: “أكدت القيادات آنذاك أنها لن تسمح للنظام باستخدام أراضيها أو طرقها العسكرية أو المدنية في ضرب المعارضة بالشمال، وأن تصريح فصيل لديها لا يعد موقفا للقوات ككل”.
وتابع: “الآن فالوضع مختلف، وبطبيعة الحال لا يمكن الوثوق بكلام “قسد” تحت أي ظرف من الظروف، وسبق أن خضنا تجارب عديدة معها وكانت نتيجتها الغدر دائما”، كما قال.