لم يكن منفذو عملية رأس بعلبك الارهابية المركبة قد انتهوا من لملمة عتادهم و إخفاء اثارهم حتى انقض عليهم عناصر القوة الضاربة في مخابرات الجيش ، و في عملية نوعية تشبه الكثير من عمليات تلك الوحدات الخاصة ، تم توقيف و قتل الارهابيين المسؤولين عن العملية المذكورة و تعطيل وافشال اكثر من مشروع ارهابي خطر كان يتم التحضير له من ضمن مسلسل لا يبدو انه قد انتهى في اجندة هؤلاء او مشغليهم .
مؤخرا ، لم نعد نتكلم عن نجاح او عدم نجاح العمليات التي تنفذها وحدات الجيش اللبناني بمواجهة الارهابيين ، فنجاحها اصبح تحصيل حاصل و خارج اطار البحث ، و الكلام حول هذه العمليات اصبح محصورا فقط باسماء الموقوفين مثلا ، او ماذا تضمن تاريخهم الارهابي ، او ماذا نفذوا من عمليات و ما شابه ، و هل تم قتلهم جميعا او البعض منهم و اوقف البعض الاخر .. الخ ، و هذه الميزة التي اصبحت تميز تلك العمليات لم تأت و تتراكم من باب الصدفة ، طبعا هناك عدة اسباب و معطيات اسست لها و يمكن تلخيصها بما يلي :
لناحية القرار
يمكن القول وبكل موضوعية و تجرد ، و طبعا دون التصويب على احد او دون استهداف احد ، ان القرار الذي يحضن و يرعى هذه العمليات اصبح محررا من اية خلفية او توجه غير عسكري ، و لم يعد قرارا مرتهنا ، حذرا ، خجولا و مترددا ، لان صاحبه اليوم غير مقيد بطموحات سياسية ( مشروعة او غير مشروعة ) ، و هو ، اي صاحب القرار ، يستصدره بكل قناعة و التزام و جرأة و مهنية .
لناحية التنفيذ
يمكن ان نستنتج من اغلب العمليات التي تنفذها و حدات الجيش مؤخرا ، انها تنفذها بحرفية و فعالية لافتة وذلك للاسباب التالية :
– نتيجة الخبرات التي تراكمت لديها بعد هذه الحرب المفتوحة و المواجهات الواسعة ضد الارهاب .
– نتيجة العتاد الخاص المتطور والمناسب والذي حصلت عليه وحدات الجيش اللبناني مؤخرا ، مقارنة مع التحهيزات المتواضعة سابقا ، والسبب هو ، بالاضافة لاصرار قيادة الجيش حاليا على ملاحقة و متابعة تأمين العتاد المتطور اللازم ونجاحها بذلك بالحد الادنى الكافي ، فان الثقة التي فرضتها وحدات الجيش نتيجة نجاحاتها المتلاحقة في اغلب مواجهاتها في المعركة التي تخوضها ضد الارهاب ، دفع بجيوش دول غربية معروفة لتوفير ما يحتاجه الجيش اللبناني تعبيرا عن هذه الثقة بمستواه العسكري والمهني المميز .
لناحية الاستعلام
لا شك ان مروحة مصادر المعلومات التي تستفيد منها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني اصبحت اوسع انتشارا ، و هي الان تتمتع بمصداقية مرتفعة و بحرفية لافتة ، و هذا بالطبع يؤمن المعطيات الكاملة لتكوين صورة استعلامية صحيحة عن الهدف و محيطه .
– ايضا ، و نتيجة تزايد الثقة بقيادة الجيش اللبناني حاليا نظرا لما تتمتع به الاخيرة من مصداقية و احترام لدى المواطنين خاصة في المناطق القريبة من بقعة تواجد الارهابيين ، تتوسع البيئة الحاضنة والداعمة للجيش في اغلب المناطق ، ضمنا في المحيط القريب من اماكن تواجد الارهابيين على الحدود الشرقية ، الامر الذي يبدد هواجس و مخاوف المواطنين في تلك المناطق فيسارعون الى تقديم ما يملكون من معلومات و معطيات منتجة تساعد في تنفيذ و إنجاح المهمات الامنية و العسكرية الحساسة .
واخيرا …. لا شك ان ما تشهده معركة الجيش اللبناني بمواجهة الارهابيين من تسارع يحبس الانفاس في العمليات النوعية والتوقيفات والمواجهات الحساسة الخطرة ، يوحي بان قرار الحسم القريب ثابت و نهائي ، و بان ايام تواجد الارهابيين في جرود عرسال و رأس بعلبك ومحيطها اصبحت معدودة ، و ان هؤلاء لا يملكون حاليا الا الانسحاب نحو الداخل السوري من خلال تسوية يضغط باتجاهها حزب الله ، او الاستسلام للجيش اللبناني والا الموت المحتم تحت ضربات و حداته الخاصة .
-ضابط متقاعد في الجيش اللبناني-
المصدر: الموقع الرسمي للتيار الوطني الحر