أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لهم صواريخهم ولنا إيماننا… وسننتصر

-إميل لحود

إنّه أسبوع الآلام الذي يحلّ موحّداً لدى الطوائف المسيحيّة هذا العام. لكنّ هناك من أراد أن يعيش المسيحيّون، من جديد، درب الجلجلة، فاستهدف مكانَين مقدّسين وقتل الأبرياء، في استعادة لتعذيب المسيح وصلبه، لكأنّ الفاعل اليوم هو نفسه المجرم منذ ألفَي عام، ولكأنّ الشرّ اليوم الذي يهدّد الوجود المسيحي في هذا الشرق هو نفسه الشرّ الذي أراد القضاء على المسيحيّة بقتل سيّدها.

يأتي تفجير الكنيستين في مصر في السياق نفسه للمجازر التي ارتُكبت بحقّ مسيحيّين في سورية والعراق، بالإضافة الى تدمير الكنائس وتخريبها وخطف المطرانين وقتل عددٍ من الكهنة، الذين نتذكّرهم جميعاً ونحن نحيي ذكرى أسبوع الآلام والصلب، على رجاء القيامة. قيامة وطننا وقيامة هذا الشرق.

إنّ من يؤمّن اليوم غطاءً عسكريّاً ومعنويّاً لهذا الإرهاب المتنقّل شرقاً وغرباً بنى حملته الرئاسيّة على مزايدات حماية الأقليّات، لكن تبيّن اليوم أنّه شريك في مشروع القضاء عليهم، إلا أنّ ذلك لن ينفع في ظلّ وجود تحالف صلب يضمّ سورية والمقاومة وإيران وروسيا، أسقط حتى الآن محاولات استهدافه كلّها، وما عودة استخدام المطار الذي تعرّض للقصف بعد ساعات إلا الدليل الساطع على قدرة هذا الفريق على الخروج بعد كلّ ضربة بعزيمة أكبر وإصرار أكبر على الانتصار.

بعد ألفَي عام، تتكرّر الجريمة نفسها. ولكن هناك مَن يواجه المجرم اليوم، وهناك مَن يدافع عن الكنائس ويحمي المسيحيّين وينادي بالحقّ، وهناك مقاتل مسلم يضع بندقيّته جانباً ليجثو أمام تمثال للسيّدة العذراء مصلّياً في تجسيدٍ للإيمان الفعلي بالعيش الواحد، على أرضٍ واحدة في هذا الشرق، مهد الديانات السماويّة، بينما نجد في لبنان من يستعرض في الدفاع عن المسيحيّين وحقوقهم مِن قبل مَن هم، في ممارستهم، أبعد ما يكون عن المسيحيّة، إذ يساومون ويكذبون ويعقدون الصفقات ويرفعون مرّة شعار «فليحكم الإخوان» ويستخدمون مرّاتٍ التمثيل المسيحي مطيّةً لتعزيز حضورهم في السلطة، في حين أنّ أوامرهم تأتي من الدولة الراعية للإرهاب والتي تُحرم المسيحيّين من أدنى حقوقهم وتمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينيّة.

إنّ المشروع الذي بدأ بقتل السيّد المسيح يستمرّ حتى اليوم، لكنّ مقاومة هذا المشروع، بمختلف أشكالها، مستمرّة أيضاً وهي ستنتصر، لأنّها تملك الحقّ. ستنتصر مهما كثُر المجانين على رأس بعض الدول التي تملك القوّة. ستنتصر مهما كثرت براميل السمّ، ومهما دُعِم الإرهاب سلاحاً ومالاً. ولعلّ الدليل الأصدق هو ما يتحقّق في الميدان، حيث تعود الكنائس الى المؤمنين، وتعود المساجد أرض سلام لا تحريض، وتعود الأرض إلى أبنائها ليعيشوا فيها متحرّرين من ظلمٍ يمارَس باسم الدين.

لقد استخدَموا الوسائل كلّها، وآخرها صواريخ التوماهوك، ولكن، مهما امتلكوا من قوّة فإنّ موازين القوى تبقى غير متكافئة، لأنّ هناك من يستخدم الصواريخ، على مختلف أنواعها ومعانيها، ويطلق المواقف الهوليووديّة وهناك، في المقابل، مَن يدافع عن الأرض والحقّ، بإيمانٍ شديد وعزيمة صلبة، وهو سينتصر، حتماً سينتصر.

نائب سابق- البناء