– مئات الدروز شهاداتهم أهم من شهادة تيمور.. وأوقف تحريض جماعتك عَ المسيحيين
– باحة قصر المختارة لا تتسّع لأكثر من 10 آلاف شخص
– لا نعرف كيف أصبح اسمنا دروز
– وزير الصحة السابق بو فاعور يشتري مئات آلاف الأمتار من الأراضي في حاصبيا وراشيا.. من أين له ذلك؟
كتاب مفتوح الى معالي الأستاذ وليد جنبلاط المحترم (بقلم سليم فخرالدين – الجزء2)
أما وقد انتهت الهمروجة التي اردتها يا وليد “بيك” لإضفاء الشرعية على تيمور فلو كنت مكانك لتوقفت مليّا أمام يوم المختارة للأسباب التالية:
كنت أتوقع ان يكون الحشد أكبر بكثير مما حصل، فكلنا يعلم حجم الأموال التي دفعت ومستوى التحريض الذي تم ضخّه في القرى، الّا أن النتيجة اتت مخيّبة، فبإستثناء مشايخ العرفان الموظفين لم نشهد زحفاً لرجال الدين كما قيل قبل الإحتفال، وانا الذي عشت في المختارة لسنوات وأعرف بأن ساحة القصر والساحات المحيطة لا تتسع لأكثر من عشرة آلاف شخص في الحد الأقصى. وقد عادت بي الذاكرة الى سنوات الاحتفال الاولى بذكرى إستشهاد كمال جنبلاط إذ كنت احد الذين يسيرون مشياً على الأقدام من بلدة بقعاتا في الشوارع الممتلئة بالناس وهذا اكيد لم يحصل بالأمس.
لو كنت مكانك لوقفت أمام نفسي وسألت بعيدا عن التكاذب وبعيدا عن المبالغين والتافهين وربما المحبين فعلاً، ماذا فعلت أنا وعائلتي للدروز الا الحروب مع كل الناس، ولسألت نفسي ما معنى 7 آيار وممثل السيد حسن نصرالله وقف بجانبي بالأمس؟
وما معنى التحريض على المسيحي اليوم وهو الشريك الوحيد الممكن لي في الجبل وفي لبنان؟ كان يا وليد بيك يقول لي أحد المؤرخين الموحدين الكبار وكان صديقا لوالدي كان يقول لي بأن عائلتكم اتت من حلب منذ ثلاثمائة عام بقرار عثماني بعد أن دوّخ الجبل الدرزي المسيحي العثمانيين وشكل مع فخرالدين كيانا لبنانيا لديه بعض الاستقلالية عن السلطنة. فكان القرار العثماني بنقل عائلة الى هذا الجبل تتولى مهمة قذرة وهي ضرب استقلاليته وانهيار النفوذ الدرزي فيه، لأن الدرزي بطبيعته طامح للاستقلال والحرية ويرفض المحتل. والنماذج كثيرة، الحروب مع الأتراك، ومع ابراهيم باشا المصري ومع الفرنسيين.
وعندما أتت هذه العائلة بدأت الحروب الدرزية الداخلية فكنتم طرفا اساسيا في معركة ” عين دارة” التي قضت على نصف الدروز وهجرتهم الى سوريا ويومها كنتم آداة في أيدي الشهابيين تحت شعار الصراع القيسي – اليمني وانتهى النفوذ الدرزي يومها في الجبل.
ولم تكتف عائلتكم الكريمة بذلك بل أكملت – كما قلت لك في الحلقة الأولى – ذبح العائلات الدرزية الأولى ونفذت المهمة بنجاح. ومنذ وصولكم الى الجبل لم يعد يسمى جبل الدروز بل أصبح قائمقاميتين ثم حكم المتصرفية وبذلك نفذتم المؤامرة العثمانية على استقلال لبنان.
نجحت يا وليد “بيك” اللعبة العثمانية، ولا نعرف كيف اصبحنا دروز، هذه الجملة الشهيرة التي قالها كمال جنبلاط في النسخة الأولى من كتاب ” هذه وصيتي”، النسخة القديمة والتي اُزيلت في النسخ الأخرى ونحن لا نعرف كيف اصبحتم دروزا. قل لي بربّك أين أعطيتم الدروز بإستثناء قيادتهم الى حروب عبثية كان لكم انتم مصلحة فيها وليس للدروز . باللّه عليك وأنت الذي تتحدث عن الثقافة والمثقفين وعن الأنظمة الشمولية والدكتاتوريات، كيف تسمح لنفسك أن تورث ابنك آلاف المحتشدين دون أن يعلن برنامجا سياسيا على الأقل؟
فيا وليد “بيك” المئات من الدروز شهاداتهم أهم من شهادة تيمور، وأنت تعلم بأن تيمور ليس لديه شهادة جديّة وهذا الأمر كان موضع شكوى منك بإستمرار.
***
كيف تسمح لنفسك بأن تحاول فرض تيمور على جزء من الدروز وهو ابن ” الشركسية” الذي لم يتقبله بعد الجو الدرزي بإستثناء الحزبيين الذين يخالفون وصيّة كمال جنبلاط الذي قال ” إذا خيّرت بين حزبك وضميرك فأختر ضميرك”.
***
تحدثت بالأمس عن التواضع ودعوت تيمور ليكون متواضعا، بالله عليك كم من مقاتل بطل من ابطال بني معروف الذين خاضوا الحرب الى جانبك أُهين على يدك في المختارة لانه طالب بوظيفة او طلب مساعدة؟ كم من شيخ صعد درج المختارة وهو مريض فوبخته بدون سبب؟ كم من والد شهيد اذلّ نفسه وذهب اليك وعاد خائبا؟ عن أي تواضع تتحدث؟ وهذه النماذج فيها المئات الذين يتذكرون جيدا وهم يقرأون كلامي ما حصل معهم.
***
ماذا تقول للدروز اليوم، سأورثكم راعٍ وانتم يجب ان تظلوا اغناماً؟ لا يا وليد جنبلاط الدروز أُسود أردت ترويضهم ليكونوا غنماً، روّضت جزءاً منهم بالسلطة والمال والقهر ولكن نحن المنتشرون في كل بقاع الدنيا اليوم بحثا عن لقمة الحلال ونعاني حرّ الصحراء في الخليج وقساوة الغربة في اميركا واوروبا نقول لك ان الدروز في كاليفورنيا ومونتريال ومالبورن وفي دبي وفي الرياض يتمتعون بحرية أكثر من دروز بقعاتا وبعقلين وعاليه، نستطيع أن نفكر بحرية ونتصرف بحرية ونعبد بحرية ونوالي او نعارض بحرية، ونعيش عيشة كريمة ولنا كل الحقوق التي تمنحها الدول لمواطنيها. يعني أن دروز اوروبا واميركا والخليج مرتاحون أكثر من دروزك يا وليد بيك واحرار اكثر من دروزك. اُخرج من الكهف وأَخرج الدروز منه.
***
أنا شخصيا لا تذكرني حتماً، زرتك في المختارة بعدما كنت ضابطا في ما يسمى ” الجيش الشعبي”، فذهبت بعد الحرب الى بيتك ولديّ ثلاثة اطفال ولا تتصوّر يا “بيك” كم احسست بالإذلال عندما جلست جنبك في المختارة وطلبت منك عملا بعد الحرب فقلت لي: ” إذهب وأزرع في سهل الدامور”. ويومها لم أعرف كيف نزلت درج المختارة، أحسست بدوار شديد، بالذل، بالإنكسار، بالهزيمة، أحسست بأن كل ما ناضلت من أجله كان كذبة.
ولكن هذا الامر زاد روح التحدي لديّ، فسافرت لعشرين عاما إلى الخليج جمعت خلالها اموالا لا بأس بها، وكنت كلما سقطت مني نقطة عرق أتذكر كلامك القاسي والجارح والمهين وأقول: الموت ولا الذل”.
***
أمنت لأولادي ” فيزا” الى امريكا، ادخلتهم افضل الجامعات، تخرّج الثلاثة من جامعة ” هارفرد” وشهاداتهم افضل من شهادة تيمور بكثير. واليوم احدهم يعمل مديرا كبيرا في شركة اميركية ولديه منزلا في نيويورك اكبر من قصر المختارة، ومجموعة من السيارات الجميلة والنادرة.
أُريد ان اشكرك على الإهانة التي ألحقتها بي والتي جعلتني رجلا قادراً ان يعطي عائلته اكثر مما اعطيت انت عائلتك. ليس مالاً بل علماً، انت بالمال اعطيتهم اكثر ولكن ليس من المال الحلال كما فعلت انا، بل من المال الحرام الذي لا يدوم وأعرف بأنك تعاني من تيمور المتنقل بين هواياته وإدماناته واصلان شفاه الله و داليا التي لا تلتزم اي تقليد درزي.
***
يا “بيك” تتحدث عن الفقراء والشعب الفقير الذي احبه كمال جنبلاط وترسل غازي العريضي لتحريض الفقراء والمساكين على الذهاب الى المختارة وثمن ربطة عنقه تساوي الف دولار ، وبدلته عشرة آلاف دولار، وحذاءه المصنوع من جلد التمساح ثلاثة آلاف دولار، هل سألته ماذا فعل لفقراء بيصور ولعائلات شهدائها؟ طبعاً غير الخمسة أعراس الذي اقامها لإبنه بين بيروت والجبل، هل سألته من أين اتى بالأموال ليقيم مشاريع الأعمار في كوسوفو بإسم إبنه وصهره؟من اين اتى بعشرات ملايين الدولارات عندما كان وزيرا مستقيماً للأشغال؟
***
ام انك اكتفيت بالستين مليون دولار الذي دفعها لك كثمن للصفح عنه وعدم وضعه الى جانب بهيج أبو حمزة؟
هل سألت وزير صحتك وائل ابوفاعور من أين اشترى مئات آلاف الأمتار في راشيا وحاصبيا رغم معرفتنا بالمدخول الكبير لوالده استاذ المدرسة ولكن هذا المدخول يا ” بيك” لا يشتري كل هذه الأملاك. هل سألته عن الدواء الهندي الذي عمّ السوق لمصلحة شركات اتفق معها وقبض منها الملايين، ام ان صحة الناس لا تعنيك طالما ان ابوفاعور بقرة تضرّ عليك اللبن؟
___
أشكر ربي بأنني تركت لبنان وأشكرك لأنك انقذتني عندما اهنتني وجعلتني اذهب الى بلدان العالم اتمتع بالحرية التي تفتقدها انت شخصيا رغم بطشك وجبروتك وتكبرك على الناس.
أنت تتجبّر على الدروز ولكن هل تستطيع ان تتجبّر على حسين الحاج حسن الذي كان الى جانبك؟ هل تستطيع ان تتجبّر على آخر امير سعودي لا أعرف إسمه؟ ام أنك تستضعف هؤلاء الناس الذين أقنعهم اجدادهم المساكين أنك عامود السماء وإذا غضبت تسقط السماء عليهم؟
سأكتفي اليوم بذلك وسأعود إليك في حلقات أُخرى لأننا نحن مجموعة من الموحّدين الموحّدين الصادقين غير المتلوّنين قررنا ان نعيد التوحيد الى أُصوله وما نتمناه أن تخرج باكراً قبل أن تُخرِجُك التطورات القادمة.