على اللبنانيين أن يبدأوا من مكان ما وأن يصعدوا إلى سفينة النجاةالعلامة الشيخ عفيف النابلسي –
أن يصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، فهذا أمر طبيعي يتماشى ومقتضى الأشياء ومنطق التوازنات الداخلية.
الرجل يملك رؤية ومشروعاً وطنياً. لديه شعبية كبيرة في طائفته وخارجها. لديه كتلة نيابية وازنة. وتجربة سياسية وعسكرية عميقة يستطيع من خلالها فهم طبيعة التحوّلات الخارجية وحركة الصراعات في المنطقة والعالم وما يجب القيام به لحماية لبنان.
والعماد عون رجل قوته فيه. قوته ذاتية وليست مستمدّة من دعم خارجي على عكس المرشحين الآخرين للرئاسة الذين تُشكِّل قوتهم الذاتية نسبة بسيطة إذا ما قورنت بحظوظهم للوصول إلى سدة الرئاسة، بمقتضى التسويات التي تأخذ بالاعتبار مصالح الدول الخارجية ونفوذها أكثر مما تأخذ بالاعتبار مصالح اللبنانيين ووحدتهم واستقلالهم. أيّ أنّ إسباغ صفة الرئيس عليهم ما كانت لتكون إلا بالتزكية والموافقة الخارجيتين.
وإذا عدنا سنوات إلى الوراء فسنجد أنّ هذا الرئيس السابق أو الأسبق ما جاء إلى سدة الرئاسة إلا لأنّ تسوية إقليمية أو دولية هي مَن حملت هذا الشخص أو ذاك إلى هذا الموقع وليست شعبيته وخياراته الوطنية الداخلية.
أما العماد عون فميزته أنّه ينطلق في ترشّحه من الأرضية الوطنية، من التربة المحلية، من الخيارات السياسية الداخلية التي يعتبرها العمدة في الوصول والتي على أساسها يمكن للبنان أن ينهض ويتعافى من جديد.
صحيح أنّ موقع الرئاسة لم يعد الموقع الذي يمكن أن يُحدث تحوّلاً كبيراً على مستوى النظام، ولكنه يستطيع أن يُشغّل محرك التغيير، وهذا ما يحتاجه اللبنانيون للبدء في عملية الإصلاح على مستوى القطاعات كلّها.
المسار صعب، ولكن على اللبنانيين أن يبدأوا من مكان ما وأن يصعدوا إلى سفينة النجاة.
الحلّ الأنسب والأقرب للعقل هو انتخاب العماد عون. أما عدم انتخابه فيعني أنّ اللبنانيين يختارون المجهول، يختارون عدم إصلاح الوضع الراهن، يختارون البقاء في دائرة الوصايات.
اللحظة ليست لحظة أوهام. اللحظة لحظة القرارات الشجاعة. فإما أن نكون لبنانيين واعين مصالحنا أو نختار أن نبقى مجتمعات طائفية متناحرة أو مجموعات لا تعرف العيش إلا ببركات ووصايا الخارج ومصالحه.