أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


استراتيجياً… ماذا يعني تحرير مدينة تدمر من تنظيم “داعش”؟

مرة أخرى، انتزع الجيش السوري وحلفاؤه وبدعم من القوات الجويّة الروسية السيطرة على مدينة تدمر

(لؤلؤة الصحراء السورية) بعد عدة أشهر من سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة التاريخية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
***
وتشكل مدينة تدمر عقدة وصل استراتيجية، بين مناطق وسط سوريا وشرقها، وهي تبعد عن مدينة حمص نحو 135 كلم، وعن مدينة دمشق 200 كلم فيما تبعد عن مدينة الرقة 145 كلم وعن دير الزور 190. ويفصل الحدود السورية العراقية عن تدمر نحو 140 كلم.
***
وتتيح سيطرة الجيش السوري وحلفائه على مدينة تدمر، التقدم شمالاً باتجاه مدينة الرقة، أحد أهم مراكز تواجد تنظيم “داعش” في سوريا، أو  إلى دير الزور إلى الشمال الشرقي من تدمر.
***
وكان الجيش السوري قد انسحب من المدينة عقب هجوم عنيف شنه التنظيم على المدينة في كانون الاول نهاية العام 2016 من عدة محاور.
***
وجاءت سيطرة تنظيم “داعش” على تدمر، بعدما كان الجيش السوري قد سيطر عليها سابقاً في آواخر آذار 2016 عقب سيطرة التنظيم على المدينة لأكثر من عام تقريباً (سيطر داعش على المدينة في المرة الاولى في أيار 2015).
***
وقد أقدم التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية -وهي فترة سيطرته الثانية على المدينة – على ارتكاب عدة مجازر بحق اهالي المدينة، وبحق التراث الانساني، إذ دمر في “كانون الثاني” من العام الجاري، واجهة المسرح الروماني والمصلبة “التترابيلون” المؤلفة من 16 عمودًا في الشارع الرئيسي في المدينة الأثرية.
***
وخلال فترة سيطرة التنظيم الاولى على المدينة، ارتكب مسلحوه عقب سيطرتهم عليها، مجزرة مروعة بحق الاهالي راح ضحيتها ما لا يقل عن 400 شخص معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.***
وفي شهر آب من العام 2015 دمر تنظيم “داعش” المدافن التدمرية البرجية وأجزاء كبيرة من “معبد بل” الأثري و”معبد بعل شمين”، وذلك باستخدام كميات كبيرة من المتفجرات. كما عمد التنظيم إلى إعدام الباحث وعالم الآثار السوري الدكتور خالد الأسعد (82 عاما) وسط ساحة المدينة.
وفي شهر حزيران من العام ذاته، دمر “داعش” عدداً من التماثيل الاثرية الأخرى ذات القيمة التاريخية.***
وتُعد تدمر، إحدى أهم المدن الأثرية عالمياً وتنتشر أوابدها على مساحة كبيرة، مثل الشارع المستقيم الذي تحيط به الأعمدة وقوس النصر والمسرح والمدرج والساحة العامة والقصور والمعابد وأهمها “معبد بل” والمدافن الملكية والقلعة وتماثيل عديدة. وكانت المدينة، عبر التاريخ محطة تجارية في غاية الأهمية بين آسيا وأوروبا، حيث تقع تدمر بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط.