– هل يكفي صدّ الإرهاب الداعشي المطلوب!
– وثائق من وزارة الخارجية الفرنسية تكشف تعلّق كلّ الطوائف في لبنان
***
اعتبر القاضي في محكمة “الروتا” في روما المونسنيور عبدو يعقوب، أنّ قيام دولة لبنان عام 1920 جاء بفضل البطريرك الياس بطرس الحويك الذي كان ملماً بالـ”جيوبوليتيك”، مشيراً في حديث الى قناة الـ”otv” ضمن برنامج “جريدة اليوم” أنّ “الميثاقية” التي يُحكى عنها تعني “الكيان”، وقال: بعد انهيار الإمبرطورية العثمانية، نشأت دول عديدة مصطنعة حكمتها أنظمة عسكرية، وجميع هذه الدول انهارت باستثناء لبنان، رغم كلّ المآسي والصعوبات والمؤامرات التي يعاني منها.
ورداً على سؤال امكانية اضمحلال لبنان، قال الأب يعقوب: رغم خرق الدستور وحالة الفوضى الموجودة في لبنان، في السابق كان العديد من أبنائه يريد الإنضمام الى سورية، اليوم لا يوجد لبناني يريد الإنضمام الى اي دولة عربية أخرى، وهذا الأمر يدلّ على أنّ الكيان اللبناني ثابت في المنطقة.
وعن مغادرة الشباب اللبناني وطنه والتفتيش عن بديل عنه، وضع الأب يعقوب مسألة الهجرة من لبنان الى دول الإغتراب في سياق العولمة الحديثة والهجرة العالمية لجميع الشعوب، تماماً كالشاب الإيطالي الذي يهاجر الى استراليا والأميركي الذي يغادر بلاده الى كندا، وهجرة الكندي للعمل في أوروبا.. ولأن الكون تقريباً بات قرية صغيرة بالنسبة للشباب.
وكشف المونسنيور عبدو يعقوب، أنّ كتابه الصادر الشهر الفائت “الياس بطرس الحويك – بطريرك الموارنة بطريرك لبنان 4318-3119″ مليء بالوثائق الهامة، يقول: بالإستناد الى مئات الوثائق المتواجدة لدى وزارة الخارجية الفرنسية ودولة الفاتيكان وبعض الأديرة في لبنان والكرسي البطريركي الماروني، هناك تصحيح لنظرة تاريخية لجهة اعتبار أنّ لبنان بجغرافيته الحالية “غلطة” بحق المسيحيين، فذلك ليس صحيحاً و”مش مزبوط،” لبنان بعودة الأراضي التي سلخت منه هي ربحٌ للمسيحيين كما لبقية المسلمين، والبطريرك الحويك من حينه نقل رسائله الرعائية الموجهّة الى الموارنة الى جميع اللبنانيين، وهذا الأمر جاء بتقارب الطوائف اللبنانية وتعاضدها تجاه الكيان، وهذا الأمر له أهمية كبرى.
وعن الإنقسام المسيحي في حينه، ذكّر عبدو يعقوب بوجود مأجورين على الدوام، يقول عن تلك الفترة: كان بعض المسيحيين يقبضون الأموال تارة من تركيا وتارة أخرى من الملك فيصل، لتمرير سياسة معادية للكيان اللبناني، ولكنهم بقوا أقلية.
وعن موقف المسلمين عام 1920 أكدّ يعقوب أنّ اغلبية المسلمين في لبنان كانوا يؤيدون الكيان اللبناني، وقال: كان الملك فيصل يعطي الأموال لبعض اللبنانيين، ومع الأسف حصلت عدة مجازر شنيعة، ولكن بالإجمال اغلب المسيحيين والمسلمين كانوا مع الكيان اللبناني. ويقال أنّ اغلب الروم في لبنان كانوا ضدّ الكيان اللبناني، وهذا الأمر أيضاً مغلوط، في الكتاب أشارة الى آلاف البرقيات من كل جاليات الروم الأرثوذكس الآتية من كل دول العالم لمساندة البطريرك حويك، وهم يشكلون أكثرية في الكورة وعكار، وهم وقفوا الى جانب البطريرك بشخص رئيس الرابطة جاك نحاس، وهو من الذين أثروا على الفكر السياسي للبطريرك حويك. والسيد جان نحاس من مؤسسي الفكر القومي اللبناني.
700 الف لبناني يقابلهم مليون و300 الف..
وعن وضع المسيحي الحالي، يرى الأب يعقوب ان كتابه مسعى لتصحيح النظرة التاريخية بالإستناد الى الوثائق التاريخية، يقول: الصعوبات التي يمرّ بها لبنان يجب مواجهتها بنشر الوعي الحقيقي، الخطر الكبير الذي يتعرض له لبنان ليس الإرهاب وحده، التلاعب بالديمغرافيا يتجاوزه بكثير، والسياسيين الذين يعملون من أجل التوطين او التجنيس أو الإيواء يلعبون بمصير لبنان، هام جداً أن تنتصر عسكرياً على الإرهاب و”داعش” في سورية، المهم ايقاف التلاعب الديمغرافي في سهل البقاع، كون اللبنانيين فيه لا يتجاوزون الـ700 الف فيما يبلغ عدد السوريين الذين ينتمون لطائفة محددة مليون و300 الف.. هذه اللعبة الخطيرة إذ ما إضيف عليها أهداف أجنبية مشبوهة يمكن ضرب مكوّن أساسي في لبنان.. واللغم الديمغرافي إذ ما تمّ ستخسر كل الطوائف، واليوم إذ ما تواطأت طائفة على لبنان، ستكون الطائفة المتواطئة هي أول الخاسرين. تماماً كما حصل أثناء بداية الحرب الأهلية اللبنانية، البعض في لبنان كان يعتبر انّ الجيش الحقيقي الذي يعبّر عن امنياته هو الجيش الفلسطيني، وانتهينا بتضييع القضية الفلسطينية وأسأنا الى بلدنا لبنان.
التلاعب بالديمغرافيا بالتجنيس أو التوطين أو الإيواء بغية فرض واقع على اللبنانيين يجب محاسبتهم ومحاكمتهم حتى من بعد مماتهم… لأنها خيانة وطنية.
الصوت المسيحي
ورداً على سؤال مسألة ايقاف العدد بخصوص المسيحيين مع إقرار اتفاق الطائف، و تجاهل ارادة و رأي 80% منهم، قال المونسنيور عبدو يعقوب: لا يمكن تجاهل الصوت المسيحي، لأنهم يشكلون جسراً عابراً بين الطوائف، لأنّ تبعاته سيئة على الطوائف الإسلامية كما على المسيحيين، ووتعتبر السلطات البابوية أنّه يجب تخليص لبنان لإنقاذ المسيحيين فيه.
يعود الأب عبدو يعقوب الى مقولة قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني فيما يخص لبنان ليشير الى حاجة المسلمين كما المسيحيين لبعضهم بعض لإثبات رسالة التعايش فيما بينهم والتلاقي الحضاري بين الشرق والغرب.
وإعتبر عبدو يعقوب أنّ مسيحيي الشرق ولبنان اعتادوا عيش المخاطر، وقال: منذ نشوء الموارنة تحديداً والمخاطر تلاحقهم، ولكنهم ينتصرون عليها، ومع كل ظرف خطير نلاحظ وجود قدرة الهية تساند هذا الشعب الصغير..
ونبّه عبدو يعقوب من التصنّع الواقع فيه اللبناني قائلاً: هناك بذخ في الصرف في الأعراس والمآتم والعمادات والمناسبات الإجتماعية.