عَ مدار الساعة


بدل أن تستحي مافيا الفساد تكابش بكل وقاحة للحصول على دور وحصة- نسيم بو سمرا

  •       “الثنائي” لا الشيعي ولكن بري- الحريري يتحملان مسؤولية عدم تشكيل الحكومة***

يتصرف معظم الأفرقاء بعملية تشكيل الحكومة، وكأن لا انهيارا اقتصاديا في لبنان ولا تدهور للعملة الوطنية، ولا خطر يحدق بما تبقى من قدرة شرائية للبنانيين باتت ضعيفة جدا اليوم، فكيف ستصبح غداً حين يوقف مصرف لبنان دعم السلع الأساسية؟هؤلاء الانتهازيون يتصرفون وكأن لا تحذيرات من الوصول الى الأسوأ، وآخرها تحذير رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من “جهنم حتمية”، سنصل اليها في حال استمر الافرقاء السياسيون بمقاربة المرحلة بعنجهية وغباء؛ فهم نسوا ربما ان مؤتمر سيدر بات على المحك وأنه سيطير من دون تشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات وستطير معه المبادرة الفرنسية، وبالتالي تتوقف كل عملية إعادة إعمار مرفأ بيروت كما منازلها ومؤسساتها المدمرة بالانفجار؛ هم يتصرفون وكأن لا خطر على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وبالتالي ضياع فرصة وقف الانزلاق نحو الافلاس؛ هؤلاء هم أنفسهم الذين شكلوا الترويكا في زمن الوصاية والاحتلال، فنهبوا خيرات لبنان وأهدروا موارده وأفقروا شعبه، وهم بدل ان يحافظوا على حكومة حسان دياب، باعتبارها فرصة للانقاذ، حاربوها وعرقلوا عملها، وبخاصة الثنائي، ولا أقصد هنا الثنائي الشيعي، بل الثنائي سعد- بري، اللذين يتحملان المسؤولية الأكبر اليوم في عدم تشكيل الحكومة، وكل الافرقاء يُسألون اليوم عن الانهيار الشامل في حال لم يتلقفوا، مبادرة الرئيس عون الانقاذية، التي تفتح الباب أمام مخرج مشرف للجميع، باستلام الوزارات السيادية، الاقليات المذهبية، ولما لا، فهل هذه الاقليات حرف ناقص؟ فكل الشرائح في مجتمعنا لها احترامها ولا يشك أحد بوطنيتها، وتملك الكفاءات وتملؤها الغيرة الوطنية لتخدم لبنان؛ ولذلك على الجميع اليوم ان يتراجعوا  خطوتين الى الوراء ويتنازلوا عن شروطهم، التي لن تشكل اي فارق في حال انهار الهيكل على الجميع، فيدعوا الاختصاصيين غير الحزبيين ولا حتى المقربين منهم، ان يشكلوا الحكومة.

فبدل ان تستحي مافيا الفساد بما أوصلت اليه اللبنانيين، تتقدم الى الخطوط الامامية وتكابش بكل وقاحة للحصول على دور وحصة، في مشهد يذكرنا بطقوس القبائل الافريقية حين ترقص على جثث الموتى، أما في لبنان ومن دون طقوس حتى، يبرع الفاسدون بالرقص على جثث ضحاياهم، وهم كثر.

أما الرئيس العماد ميشال عون، فيبقى جبارا، لأن القائد يبحث دائما عن الحلول، ويحاول إنقاذ شعبه وإخراجه من محنته، هذا تاريخ ميشال عون، كما هو حاضره، منذ كان قائدا للجيش الى رئيس الحكومة الانتقالية مرورا بالجنرال المنفي وبعدها رئيسا لتكتل التغيير والإصلاح، وصولا الى رئيس للجمهورية؛ عودنا الرئيس العماد ميشال عون على الحقيقة، فهو يصارح شعبه بالحقيقة، وهذا ما لم يعتد عليه اللبنانيون من سياسييهم، الذين شبوا وشابوا على النفاق والكذب عل شعبهم، أما ميشال عون فيقول الحقيقة مهما كانت صعبة، وهذا ما فعله أمس؛ الرئيس عون كشف ما سيحصل في حال استمرت القوى السياسية بالتناتش على السلطة، في وقت يمر لبنان بأخطر مرحلة بتاريخه، تفوق بخطورتها، حرب تموز مع العدو في ال ٢٠٠٦، كما اجتياح ١٣ تشرين بال ١٩٩٠؛ ولذلك طرح الرئيس مبادرته الإنقاذية أمس، ولكن بشرط ان يتنازل كل الأفرقاء عن مطالبهم لأجل وطنهم؛

إذا ميشال عون يحاول اليوم وبصلاحياته القليلة وبمواجهة الجميع، الذين تكتلوا ضده، يحاول الحؤول دون وصول لبنان الى جهنم، فالذي يكاد يوصلكم الى جهنم هي هذه الطبقة السياسية المتآمرة عليكم وعلى لبنان، والرئيس عون حمل هؤلاء أمس المسؤولية عن إفشال تشكيل الحكومة، بمعنى “كلن يعني كلن”، وحذر اللبنانيين ان إذا استمر هؤلاء بعرقلة المبادرة الفرنسية، التي تشكل اليوم خشبة الخلاص الوحيدة للبنان، فسنصل طبعآ الى جهنم.