عَ مدار الساعة


اِنها جهنم يا سادة.. (بِقلم بيا ماريا عيد)


فنتذكر يوم انتخاب عون قول بري “لن ندعه يحكم”
بسبب فسادكم أمس وعنادكم اليوم تلك التي سترونها أمام عيونكم في الأيام القادمة “اِنها جهنم يا سادة”


حاول رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، تشكيل الحكومة التي كان من المفترض الإعلان عنها قبل أسبوع بعد ان تعهّدت كل الأطراف السياسية في لبنان أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت الشهر الماضي، بتشكيل حكومة مؤلفة من مجموعة مستقلة وتحظى بدعم كافة الأطراف في مهلة أقصاها أسبوعين. لكن إصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزرائهم والتمسّك بحقيبة المالية، أعاد الأمور الى نقطة الصفر وذكرنا بالطُرق التي كانت تتشكل فيها الحكومات السابقة وتقسيمها كِحُصص على الأطراف السياسية تلبيًا لِرغباتهم. كما يُقال أن العقوبات الأميركية الأخيرة على وزيرين سابقين، منهم وزير المالية السابق علي حسن خليل (المعاون السياسي لِرئيس مجلس النواب نبيه بري) ثم على شركتين قالت واشنطن إنهما مملوكتين لحزب الله، زادت من إصرار هذا الثنائي على حقيبة المالية.

من جهة اُخرى تسائل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها، وتعطل تأليف الحكومة، حتى الحصول على مبتغاها”. كما جاء في كلمة فخامة الرئيس العماد ميشال عون (في ٢١ أيلول ٢٠٢٠) “الدستور لا ينص على تخصيص أي وزارة لأي طائفة من الطوائف أو لأي فريق من الأفرقاء كما لا يمكن منح أي وزير سلطة لا ينص عليها الدستور” وأضاف”إن المشاركة في السلطة الاجرائية هي من خلال الحكومة وتمارس من قبل الوزراء وفق المادتين 65 و66 من الدستور، ما يجعل جميع الوزراء متساوين كل في شؤون وزارته ومن خلال العضوية في مجلس الوزراء، وليس لأحد أن يفرض سلطته على الآخر من خارج النصوص الدستورية”.

فنتذكر يوم انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية عندما قال رئيس مجلس النواب “لن ندعه يحكم”، ومن يومها عرفنا ان لبنان كله في ضيق، مصيره على الهاوية وخلاصه أصعب مهمة تسلمها فخامته. مع العلم ان ميشال عون هو من عَلَم المسيحيين حب المقاومة الإسلامية وخبر عن تضحياتهم حتى أنه قال “اِن عادوا كلنا مقاومة”.

فهل يستاهل كل هذا؟ وطموح أديب بِتشكيل حكومة اختصاصيين، هل انحكم عليها بالفشل؟ وماذا عن الانهيار الاقتصادي، هل ننهار معه؟ من اول ما تعرفنا على العماد عون حين كان الظابط رعد حتى يومنا هذا، فخامة الرئيس لم نرى عنده نبرة حزينة أو حِس متشائم كما رأينه في كلمته الأخيرة. هل تحاولون تفشيل عهد عون ام تفجير طموحه بِهذا الوطن…

بسبب فسادكم أمس وعنادكم اليوم تلك التي سترونها أمام عيونكم في الأيام القادمة “اِنها جهنم يا سادة”