🩸استذكار مع الرب الأماكن التي سُكب فيها هذا الدم الثمين.
قال الرب لماريا فالتورتا:
” كم من دمٍ، يا ماريا!
وسكبته في كل مكانٍ، لأُقدِّس كلَّ شيءٍ والجميع.
ثمة سببٌ لهذا الألم ولواقع أنني نزفت هكذا في أمكنةٍ عدّة، لا تسعَون إلى معرفته، لكنني أريد أن أكشفه لك…
🩸سكبته في جَتْسماني، بستان الخضار والزيتون، لأُقدِّس الريف وأعمال الريف. الريف الذي خلقه أبي بغلاله، كرومه، أشجاره المُثمرة، نباتاته الهامشية الصغيرة… سكبته هناك لتقديس الأرض وعُمّال الأرض الذين من ضمنهم أيضاً رعاة أنواع الحيوانات المختلفة التي منحها الآب للبشر لتُساعدهم وتُؤمّن معاشهم.
🩸سكبت دمي في الهيكل، بما أن الحجارة والعصيّ سبق أن جرحتني، لأُقدّس، في هيكل أورشليم، الهيكل الآتي الذي كان رباطه يبدأ في تلك الساعة، كنيستي و كُلّ الكنائس، بيوت الله وخدّامها.
🩸 سكبته في المجلس الأعلى لأنه كان يُمثّل إلى الكنيسة، العلم أيضاً. وأنا وحدي أعلم كم يحتاج العلم البشري إلى تقديس، هو الذي يستخدم سلطاته ليُنكر الحقيقة وليس للإيمان بها أكثر فأكثر برؤية الله عبر اكتشافات ذكائهم.
🩸سكبته في قصر هيرودس، لأجل كلّ ملوك الأرض، الذين ولّيتهم السلطان البشري الأسمى لحماية الشعوب وأخلاقية دولهم. حتى في القصور التي أعلم وحدي كم عظيمة، عظيمة جداً الحاجة إلى التذكُّر أن لا وجود إلّا لملكٍ واحد، ملك الملوك، وان شريعته مطلقة حتى على ملوك الأرض ….
🩸كذلك، سكبت دمي في مقرّ القضاء، حيث كانت تُقيم السلطة. سبق أن قلت لك منذ بعض الوقت ما هي السلطات والسلطة، لما وإلى متى توجد. ما يجب أن تكون لئلا يلعنها الديّان الأبدي، لا يمكنها الحصول عليه إلا بفضل طاعة شريعة حبي وعدلي ودمي الثمين جداً الذي يقتلع خطيئة القلب ويُقوّي العقول، جاعلاً إيّاها قادرة على التصرف بقداسة…
🩸منحت دمي، برشِّ منزل بيلاطس كما بمطر مقدس، لأفتدي هذه الطبقة من الأرض التي بها حاجة لامتناهية إلى أن تُفتدى، لأنها منذ وُجِد العالم، ظنّت بقدرتها على أن تجعل مشروعاً ما ليس كذلك.
🩸لقد حمّرت الجنود الجلّادين، أكثر فأكثر، لأنفُخ في الجيش حسّ الإنسانية ذاك في احتمال الحروب المؤلم، الأمراض الملعونة التي تُبعث دوماً لأنكم لا تُحسِنون طرح سُمّ الكراهية فيكم والتلقُّح بالحبّ…..
🩸 لكن دمي الأخير لم يُسكب على مدرّات التراب، على الحجارة، على الوجوه والثياب، في الأمكنة حيث ماء الله أو يد الكائن البشري كانت تستطيع غسله وتبديده.
قطرات دمي الأخيرة، المُجمّعة بين الصّدر والقلب الذي كان يتجمّد، والمُتدفّقة في الإهانة الأخيرة… القطرات الاخيرة من دمي لم تُبدّدْ.
كان ثمة أم تحت ذلك الصليب!
أم ٌ كانت تستطيع أن تلتصق أخيرا ً بخشب الصليب، تنشدّ نحو إبنها المقتول، تُقبّل قدميه المُخترقتين،المُنقبضتين في الغمرات الأخيرة، وتجمع في حجابها البتولي الدم الأخير لإبنها الذي كان يسيل قطرةً قطرة من الصدر المفتوح، ويخُطّ جسده الجامد.
…. هذا الدم لم يتلاشَ.
إنه موجود، يحيا ويلمع على حجاب العذراء. أُرجوانٌ إلهي على البياض البتولي، سيكون راية المسيح الديّان يوم الدينونة.”
(دفتر ماريا فالتورتا الأول)
ملاحظة: هذه النصوص مُختصرة .