أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


القديس الملقّب بالنور “نهرا” 🌞إستشهد بِ سمار جبيل هادمًا أصنامها باسم الصليب المقدس ✝ (حياته – قصة بئر مار نهرا شافي العيون)


**

+ دخل نوهرا الهيكل الوثنيّ راسماً اشارة الصليب فتساقطت الأصنام وإنفتحت الارض وإبتلعتها وسُمع صوت يصرخ: “قد أخزيتني يا نوهرا”

+ الملاك جمع أوصاله فقام حيّاً. فأمر بوضعه عَ مسامير حامية، فراح يَقَتبل الأوجاع بسمار جبيل، ومرَّ بِكسيحٍ آمن به فشفي، وإذ ذاك إعتمد 8000 رجل. فقرَّر دوقيانوس انهاء حياته.. حيث أسلم الروح مقطوعاً رأسه بالسيف ونائلاً الشهادة.

+ الأب ايلي سعادة: سألو مرتين وتلاتي شو إسمك وشو ديانتك بقلّون: “أنا مسيحي”، بشيلو عينيه وبكبّوهن بالبير، وهالبير صار محجّ للمؤمنين”.. ومن الواضح أن هناك عِلاقة وثيقة بين أهالي سمار جبيل وهذه البئر، حَيثُ تقضي العادة، في عيد مار نُهرا السَنوي، بإقامة صلاة يجري خِلالِها تبريك مياه البئر، بِحضور حَشد من أبناء البلدة والجوار وطالبي نِعمَة شفاء عيونهم. وهناك عادة تقليدية مُتَّبعة حتى اليوم بأن يَؤمّ البئر على مدار السَنة زوار يَرمون فيها قِطعة نَقدية قائلين: “يا مار نوهرا حضار حضار، جاييك من … زوّار”.



بلدة سمار جبيل، الواقعة في قضاء البترون، تَحتَل مَوقعاً جغرافياً ما بين بلدات مراح شديد وجران شمالاً، وجران أيضاً ومراح الزيّات وغوما شرقاً، ووادي حَربا الذي يُسمّى أيضاً وادي المَدفون جنوباً وراشانا من جهة الغرب. والمُلفت للنظر أن وادي حربا المَذكور أعلاه يَحمل حديثاً إسم “وادي القديسة رفقا”. ترتفع سمار جبيل 500 متر عن سطح البحر، وتبعُد عن العاصمة بيروت 53 كيلومتراً، وعن البترون مركز القضاء عشرة كيلومترات.

بالنسبة الى إسمها نعود الى الدكتور أنيس فريحة في كتابه “مُعجم أسماء المدن والبلدات والقرى اللبنانية” حيث يقول ان هذا الإسم، على الأرجح، هو تحريف لإسمٍ فينيقيّ قديم يعني الحارس والمراقب أو الحراسة والمراقبة، فيكون معناه: حارس أو رقيب جبيل.

تاريخياً فإن سمار جبيل قديمة في الزمن، لذا تكثر فيها الآثار التي أقدمها القلعة المُعتقَد أنها تعود الى أيام الفينيقيين، إذ تظهر في أساساتها صِناعة تقطيع الصخور التي إشتُهِر بها الفينيقيون في أيام الحكم الأشوري، ولكن طرأت زيادات عليها من جانب اليونان والرومان والصليبيين والعرب وأخيراً الحُكام اللبنانيين، ويقال ان في هذه القلعة سرداباً يصلها تحت الأرض بمنطقة المدفون.

ولكن الى جانب هذه القيمة الأثرية للبلدة التي أَضْفَتْها عليها قلعتُها، هناك قيمةٌ تاريخية ودينية أيضاً تقوم على ان أول بطريرك ماروني، وهو مار يوحنّا مارون الأول، إتخذ منها مركزاً له قبل ان ينتقل الى كفرحيّ، وعلى إنها تحوي كنيستين قديمتين هما كنيسة مار نوهرا وكنيسة سيَّدة المعونات.

وحديثنا في ما يلي هو عن كنيسة مار نوهرا، التي تُعتبَر من أقدم الكنائس في الشرق.. حيث يقال أنها تعود الى القرن الثالث بعد المسيح، وهي، على الأرجح، الكنيسة الأولى في لبنان التي حَملت إسم القديس نوهرا. ولا بدَّ هنا من التعريف بهذا القديس الذي على إسمه بُنيت 24 كنيسة في لبنان، وذلك نقلاً عن كُتَيِّب “مار نُوهرا الشهيد” الصادر عن جامعة الروح القدس عام 2015، حيث نقرأ أن  القدّيس “نوهرا”، ومعنى إسمه بالسريانية “النور“، وُلد في مدينة دَمَنْهوُرَ في مِصْر في عائلة وثنية، وله أخ وأخت إستُشهد كلاهما في ما بعد. نشأ على حُب العلم منذ صغره، وكان يتساءل في هذه المرحلة عن الآلهة المعبودة من عائلته وهي جامدة لا يَصدُر عنها ما يُشعر بأنها حية وموجودة. 

وكان أن تَعرَّف الى شخص مسيحيّ، فَتلقَّن على يده العلوم المسيحية. ومرةً ظَهَر له الرب يسوع، وقال له إن كل هبات الإنسان هي منه، وإنه سيّد الأحياء والأموات ورَبُّ القيامة. فَحَمِل صليبَ الربّ إذ آمن به، ونال مع أهله سرَّ المعمودية، ثم ودَّعهم وراح يُبشِّر في الإسكندرية. فَطَرده حاكمها، إنما تبعه 2200 من أهل المدينة فأصبحت المدينة فارغة. لذلك سَمَح الحاكِم لأتباعه ببناء الكنائس والقيام علناً بإحتفالاتهم الدينية. وإذ وُلِّيَ دوقيانوس حاكماً ليُدير الإضطهادات قرَّر نوهرا مُقابلته. وفي طريقه إليه آمن كثيرون بالرب في المُدن التي مرَّ بها، وكانت العجائب تجري بشفاعته، حتى وَصَل الى صور حيثُ تَعمَّد على يده أكثر من 3000 شخص، فَبَنى لهم كنيسة “على إسم العذراء”. وعلى يده إعتمد ملك جبيل، بعد أن تلقّى البشارة منه، وكثيرون من رجاله.

وبوصوله الى البترون إستدعاه حاكِمُها دوقيانوس ليَستعلِم عن أمره، فأجابه بأنه مرسَل من الرب، مُضيفاً له أن ربَّه ليس كالأصنام التي لا تنظر ولا تسمع. فإغتاظ الحاكم من كلامه وأمر بسَوقه الى العذاب، فطلب منه ان يرى الأصنام ليعبدها. فنقله الحاكم الى جبيل وتبعه إليها كثيرون، وهناك دخل الهيكل الوثنيّ راسماً اشارة الصليب، فتساقطت التماثيل وتحطمت، وإنفتحت الارض وإبتلعتها، فسُمع صوت يصرخ: “قد أخزيتني يا نوهرا”. فلمّا رأى الحاكِم ذلك قرَّر تعذيبه، فرماه في بئر مقطوعاً نِصفَين، لكنَّ الملاك جمع أوصاله فقام حيّاً. فإعتقد الملك إن ذلك عمل سِحريّ وأمر بوضعه على مسامير حامية، موضوعة على عَجَلة تجري به في البلدة. فراح يَقَتبل الأوجاع، ومرَّ بِكسيحٍ آمن به فشفي، وإذ ذاك إعتمد ثمانية آلاف رجل. فقرَّر دوقيانوس انهاء حياته.. حيث أسلم الروح مقطوعاً رأسه بالسيف ونائلاً الشهادة.

بالعودة الى كنيسة مار نُهرا في سمار جبيل، يتبيّن أنّ أول ذِكرٍ لهذه الكنيسة ورد باللغة السِريانية في كتاب إنجيلٍ قديم موجود في المَكتبة الماديشية في فلورنسا. وقد جاء في كتابٍ بالفرنسية لمؤلفه فيكتور صوما عنوانه “على خُطى القدّيسين في لبنان” إن “السِريان شادوا منذ زمنٍ مُغرقٍ في القِدَم كنيسةً في سمار جبيل على إسم القدّيسَين مار نوهرا و مار باسيليوس، وهي الكنيسة الأهمّ في القرية وسَبَب شُهرتها. وفي حائط الكنيسة مُدوَّنة سِريانية تَشهَد بأن المكان المنقوشة عليه يَضُمّ جثمان كاهنٍ مُعتبَر، وقد جرى تحديث الجزء الشمالي منها مع واجهته ذات اللون السُّكَّريّ وسلسلته التزينيية المثلَّثة. أما الواجهة الغربية فهي عتيقة ولكنها ليست قديمة بل الحائط الجنوبيّ هو القديم.. مع نافذته الصغيرة الظريفة التي تعود الى العصر الوسيط، والعمل التزيينيّ الذي يعلو عملاً بنائياً كلاسيكياً. والكنيسة مَبنية من بقايا حِجارة هيكلٍ قديم، وتَضمّ جُثمان هذا القديس الذي هو نموذجيٌّ في طابعه اللبنانيّ. وقد أصبحت هذه الكنيسة مَحَجَّةً للَّذين يطلبون شفاعة مار نوهرا”.

والقديس نُهرا نجد له ذكراً في البِيْت غازو الماروني الذي يعود الى سنة 1263 بِحَسب المَخطوط البريطاني Add. 14.701 الذي نَشره الأباتي يوحنِّا تابت سنة 2000 ضِمن مَجموعَةِ البِيْتْ غَازو المارونيّ في جَامِعة الرُّوحِ القدس- الكسليك. كما ان هُناك فرضاً مُخصصاً له في الفَنْقِيتِ (المَتَعيَّد) الصَّيفيّ المارونيّ المطبوع سنة 1666 في روما. وقد خَصَّصَ له المُؤرِّخ المارونيُّ جبرايل إبن القلاعي (+1516) مديحةً زَجَليَّة بعدما شفاه مار نوهرا من مرض عُضال. وقد نَشرتها لأول مرة رعية مار نوهرا في سمار جبيل نقلاً عن مخطوطٍ محفوظٍ في مكتبة الآباء المرسَلين اللبنانيّين الموارنة، جونية، لبنان. 

وعن هذه الكنيسة يقول الدكتور كريستيان الخوري في الجزء السادس، المُخصَّص لقضاء البترون، من سِلسِلته الموسوعية: “العذراء مريم في لبنان” إنَّها مبنية جزئياً بحِجارة مَعبدٍ رومانيّ يرقى الى العصور القديمة أو المتوسطة ، وهي على طراز المباني اللبنانية التقليدية، من ذلك أن الدَرَج الذي يؤدّي الى سَطحها هو خارجيّ لا في قلب البناء، وهي طريقة ما زلنا نشهد نماذج منها حتى اليوم. طولها مع الدهليز 20 متراً، وعرضها 15، وعلوُّها 8 امتار. وهي جزء من بناءٍ كبيرٍ واسع، وذات ثلاثة أسواق، يتقدَّمها مع الجزء الجنوبي من البناء رواق واسع مُتْقَن ذو أربع قناطر غربية،  ونَرى فوق مَدخل الكنيسة الرئيسيّ سِلسِلةً حَجَرية مُعلَّقة، توجد في أسفلها سطَيلة، وهذه السِلسِلة هي من صِنع المرحوم الياس الخوري وهي مؤلفة من كتلة حَجَرية واحدة. وقد أنجز هذا الشخص عمله، فقط في أثناء الليل دون أن يراه او يَدري به أحد، حيث عَلَّق سلسلته هذه في وضح النهار فوق الباب الرئيسيّ للكنيسة مفاجئاً بها أبناء البلدة، وتشبه هذه السلسلة تلك التي تقوم فوق باب “الحَمّام الجديد” في طرابلس. وساكِف أحد الأبواب الغربية للكنيسة عليه صورة حيوانٍ غير معروف، وعند أسفل هذا الباب يَركُن حَجَر مُنفصِل عن البناء نقرأ عليه: “إنتقلت الى رحمته تعالى حُرمة صادق الخوري سنة 1853”.

واللافِت للنَظر إن الأعمدة الأربعة الّتي تستند عليها قناطر الكنيسة الداخلية تَحمِل نقوشاً مَضغوطَة وغير محفورة، عليها رموز دينية في جِهاتها الأربع. يعلو مَذبحها الأوسط صورة زيتية لمار نُهرا يُعتقد انها لداود القرم. وعلى المَذبح الأيمن صورة زيتية لمار باسيليوس لداود القرم أيضاً سنة 1892، الذي رسم كذلك صورة المذبح الأيسر الزيتية التي تُمثّل السيّدة العذراء سنة 1878.  ونَجِد على المذبح الأوسط كتابةً منقوشة هذا نصُّها:

“قد إنتهى بأمر قُدس السيّد البطريرك الانطاكي ماري بولص مسعد الكلي الطوبى والنيافة، خلَّد الله أيام رياسته للدوام. عمل المعلّم لياس بربري الحلبي – 20 تموز”.

ومَن ضمن بنائها قُطع أعمدة وحِجارة مَنحوتة تعود على الأرجح الى هيكلٍ وثنيّ. ويدخل في بناء الجدار الجنوبي للكنيسة عمودان منقوشة عليهما صُلبان مُقرَّنة ومُتشعّبة الأطراف، أمّا جرن المياه المُبارَكة عِند مَدخَل الكنيسة الغربي، فيحمِل نقوشاً نافرة لصُلبان يونانية مُتساوية الأجزاء، والنقوش النافرة تبدو أيضاً على جِرن العِماد وتُمثّل صِلباناً مالطيَّة. يُلاحَظ كذلك على بعض الجدران الداخلية في الكنيسة رسوم تعود الى القرن الثالث عشر  يعمد الباحِث ليفون نورديغيان على دِراستها وتحليلها. أمّا على جدارها الخارجي فيوجد كتابة سريانية ذهب القِدَم بجزءٍ منها هذا نصُّها: “كاهن قُبر في هذا المكان”. وقد طُمس إسمه وتاريخ وفاته، وهذه الكتابة نقلها رينان سنة 1860، وعلى هذا الجدار الخارجيّ أيضاً كتابة سريانية.

وفي سمار جبيل أيضاً تقوم بقرب كنيسة مار نوهرا كنيسة عَتيقة مُهدَّمة على إسم سيّدة المعونات.. يعود تاريخها الى ما قبل عهد الصليبيين، ويتخذ الأهالي من سيّدتها شفيعةً لهم. وهي ذات مدخلٍ واحد يقوم على جهتها الغربية، ويتقدَّمه رواق ذو قنطرةٍ واحدة لم يكن علوُّه أساساً يصل الى مُستوى سَطح الكنيسة لوجود كوَّة فوقه على شكل صليب. كما هي ذات جِناحٍ واحد وأمامها سقيفة صغيرة، كما تبدو أحجار قديمة في أحد الجدران. والكنيسة كانت معقودةً عقد قصبة، وهي ذات سوقٍ واحد نَبَتت فيها سنديانة كبيرة، كما نَبَتت سنديانة أخرى في حائطها الجنوبيّ. حنيَّتها مُكوَّرة وناتئة الى الخارج، وعقدها روميّ، ويتوسَّطها كورنيش. وجِدرانِها كانت تَحمِل رسوماً بقي منها صليب أذرعه على شكل ورق الزَّهر وتُحيط به دائرة، وأرضها كانت مفروشة بالفسيفساء. وفي زاويتها الخارجية الجنوبية الغربية حِجارة ضَخمة يَصل طول بعضها الى حوالي ثلاثة أمتار. أمّا الزاوية الخارجية الشمالية الغربية ففيها أحجار كبيرة مَصقولة كانت لبناءٍ أقدم عهداً، منها حَجر ضَخم مُستطيل كان غطاءً لناووسٍ مُتقن، وهو بقياس 200×120 سنتم، وقد حُفر على وجهه البارز، الذي يشكّل قَعرَه، إطار ناتىء في ثلاثة أطرافٍ منه، فيما حُفر على طرفه الرابع مربَّع نافر يصل الى مُستواه، وعلى هذا الحَجر صُلبان مُقرَّنة الأطراف. وبين الحِجارة التي لم تدخُل في البناء واحد يبدو كأنه مَذبح وثنيّ، وحجر آخر عليه كتابة يونانية بقي منها، بعد ان أصيب هذا الحجر بالقَضم نتيجةَ التَقصيب، سَطر كامل تعلوه أحرف ثلاثة.

قلنا إن هذه الكنيسة تعود الى ما قبل العهد الصليبي، ونوضِح هنا أنها تعود الى العصر الوسيط، وهي أصغر من كنيسة مار نوهرا،. وإذا وَلَجنا إليها نَكتشِف الشَبه ما بين الكنائس اللبنانية الريفية العائدة لتلك الحقبة، جِناح كان في الأصل معقود.. ينتهي بِخورس على شَكل مِحرابٍ نِصف دائريّ، وجِدران مَطلية إحتفظت، في بعض الأماكن منها، بآثار تصاوير، وبِكتل تعود الى العُصور القديمة جرى إدخالها ضِمن الجِدران كما كانت الحال غالباً في تلك الحقبة….

كنيسة سيّدة المعونات هذه لم يبقَ من بنائها اليوم سوى جدرانٍ  مُصَدّعة، كما هي حال بعض الكنائس الأثرية التاريخية…  

وغير بعيدٍ عن كنيسة مار نوهرا، الى جِهتها الغربية، وقبل مَدخل القلعة، تُوجد بئر نقرأ بِشأنها في كتاب الدكتور كريستيان الخوري “السيّدة العذراء” – الجزء السادس ما يلي: “في بَعض التقليد أنّ القدّيس نوهرا إستُشهد في سبيل المسيح في سمار جبيل. ويَحِجُّ الناذرون للقدّيس نوهرا، شفيع العيون والبصر، الى مكان جنوبيّ القلعة فيه بئر مياه يُسمّونها “بير مار نوهرا”.. التي يُتابع التقليد قائلاً عنها إنّها البئر التي رُمي فيها جثمان هذا القدّيس.

كما ذكر المؤرخ المطران “جبرائيل أبن القلاعي” في القرن الخامس عشر زجلية:

“بخبِّر فيا قصة القديس نوهرا بعد إصابتو بالعَمى وشفائو من ميّة هالبير“.

كذلك يقول الأب ايلي سعادة، كاهن رعية مار نوهرا – سمار جبيل: “البعض بقولو انو هُوًي وُلد بمنطقة “منهور” ببلاد فارس، لكنًّ الوثايق الجديدي يللي عَم نِنبِشا بتقول انو وُلد “بدمنهور” بصعيد مصر، وكان أكيد وثني، ولكن فيما بعد تَعرَّف عَ يسوع، وتَعمّد، وبَلّش يبَشِّر بجنوب لبنان، ووصل ع جبيل والبترون وهونيك بيتشكّو عليه الأهالي. وبتقول القِصة إنّو لمّا سألو مرتين وتلاتي شو إسمك وشو ديانتك بقلّون: “أنا مسيحي”، بشيلو عينيه وبكبّوهن بالبير، وهالبير صار محجّ للمؤمنين”.

ومن الواضح أن هناك عِلاقة وثيقة بين أهالي سمار جبيل وهذه البئر، حَيثُ تقضي العادة، في عيد مار نُهرا السَنوي، بإقامة صلاة يجري خِلالِها تبريك مياه البئر، بِحضور حَشد من أبناء البلدة والجوار وطالبي نِعمَة شفاء عيونهم. كما أن هناك عادة تقليدية مُتَّبعة حتى اليوم بأن يَؤمّ البئر على مدار السَنة زوار يَرمون فيها قِطعة نَقدية قائلين: “يا مار نوهرا حضار حضار، جاييك من … زوّار”.

وفي تلك القرية أُنشيء أيضاً مَقام على إسم القديسة تقلا (Thècle) شقيقة القديس نوهرا، أو على إسم أولى الشهيدات مارت تقلا.