أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إعرف عدوك مع الأب أنطوان يوحنّا لطّوف: الأمكنة السريّة لتموضُع الحيّة الخَفيّة.. (1)


(1)
هل ترك الله الحيّة في الفردوس بعدما طرد آدم وحوّاء؟
(2)
إن كانت حيّةٌ واحدةٌ “أغوت حوّاء” (تكوين 3:13؛ 2 كورنتس 3:11) فهناك اليوم أفاعٍ لا تُحصى تبثّ سمومها
***

القدّيس بيو: لو رأينا الشياطين التي تَحوم بالجوّ حولنا، لما استطعنا رؤية نور الشمس..

عقاب الحيّة يُثبِتُ أنّها رُذِلَت إلى الأرض لأنّها “تأكُلُ تُرابًا ونَسلُها في عداوةٍ مع نسل المرأة (تكوين 14:3_15).

والحيّة لا تتناسَل طبيعيًّا بل تجتذب بخداعها بَشرًا يَصيرون عُملاءها ويَبثّون سمُومَها ويكونون نسلها كما قال الربّ للفريسيّين: “أيها الحيّات أولاد الأفاعي”. فنَسلَ الحيّة هُم أعوانها من الأبالسة والبشَر.

وقال سفر الرؤيا: “أفرغَت الحيّة من فمِها خلفَ المرأة مثل نهر من الماء ليجرف المرأة، فأغاثت الأرضُ المرأة، ففتَحت الأرضُ فاها وابتلعت النَّهر الذي أفرغَه التنِّين من فمه، فغضب التنّين ومضى يحارب نسل المرأة الذين يَحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح” (رؤيا 15:12_17).

والنّهر هو سَيلُ الكفر، والمرأة هي العذراء نسل حوّاء، التي تَسحق رأس الحيّة. والمرأة هي أيضًا كنيسة المسيح بحسب قول الآية عينِها: “مَضى التنِّينُ يُحاربُ نسلَ المرأة الذين يَحفظون وصايا الله وعندهم شهادةُ يسوع المسيح”.

وفي المقطع أعلاه “أفرغَت الحيّة” (آية 15) وتتكرر بقوله “أفرَغَ التّنين” (آية 16). ففي آخر الزّمان تتناسل الحيّة وتَتعاظَم فتصيرُ تنّينًا، ويكون ذلك إيذانٌ بدُنوِّ عقابِها: “والقى الملاكُ التنّينَ، الحيّةَ القديمةَ، إبليس أو الشيطان في بحيرة النار والكبريت، ليتعذب نهارًا وليلاً أبد الدُّهور” (رؤيا 2:20 و10).

(2)

إن كانت حيّةٌ واحدةٌ “أغوت حوّاء” (تكوين 3:13؛ 2 كورنتس 3:11) فهناك اليوم أفاعٍ لا تُحصى تبثّ سمومها أضعافًا وتتمَوضَع في أماكن لم تَخطُرَ على بال. وليس تموضُعُها خارجيًّا وحسب، بل هو في الأصل تموضع خَفيٌّ في نفوس الذين هُم نسلُ الحيّة.

ففي الكنيسة بعض معلّمين هم أفاع تمرّدت على اللاهوت الصحيح وتبثّ تعاليم عقائديّة وأخلاقيّة مُضلِّلة. وخلف مَنابر الكنائس وفي بعض الإكليريكيّات ومعاهد اللاهوت غير الكاثوليكيّة أفاعٍ لا تُحصى تبثّ ماء التّجديف والكفر الذي تكلّم عليه سفر الرؤيا.

وفي بعض وسائل الإعلام المُسمّى “مسيحيّ” هرطقاتٌ وتراخٍ أخلاقيّ ودعايات لليوغا وتمارين “إيقاظ الوعي” وقانون الجَذب والتّنويم الإيحائيّ والعلاج بالطّاقة وسائر الممارسات الإيزوتيريّة التي لتيّار “العصر الجديد”.

وفي بعض الجماعات غير الكاثوليكيّة أفاعٍ شرسة متعدّدة الرؤوس تنشب بأنيابها وسمومها نحو كنيستنا وتبثّ التجاديف على الكهنوت والقدّاس الإلهيّ والاعتراف وأسرار الكنيسة وطقوسها وعبادة القربان الأقدس وإكرام والدة الإله وشفاعة القدّيسين. وهناك أفاعٍ في جماعات تدّعي المسيحيّة وهي بالحقيقة خارجةٌ عنها وتدعو إلى التحرّر اللاهوتيّ والانفلات العقائديّ والأخلاقيّ والإباحيّة والشذوذ والإجهاض.

وهناك أفاعٍ هم رعاةٌ “إنجيليّون” بالإسم فقط باعوا أنفُسَهم للشيطان ويعمَلون لسيّدهم إبليس لأجل خراب الكنيسة وهَدمها من الدّاخل ومن الخارج، وهم يَقودون ما يُسمّى “كنائس” ليس لها من المسيح سوى الاسم فقط، وما يحدث فيها هو بالحقيقة عبادةٌ لإبليس.

قال القدّيس بيو إنه لو أمكننا رؤية الشياطين التي تَحوم في الجوّ حولنا، لما استطعنا رؤية نور الشمس. لكنّ هذه الظواهر هي علامة نهاية الأزمنة وإيذانٌ بمجيء الربّ يسوع ثانيةً. فيتحقّق بالكليّة سَحقُ رأس الحيّة القديمة وطرحها في مستنقع الكبريت والنّار إلى الدّهور. آمين.

الصورة: “يقَعون تحتَ تأثيرِ خداع الأرواح الشرّيرة والتّعاليم الآتية من الشيطان” (1 طيموتاوس 1:4)

2023/7/14