أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


حوار أستانا لن يوقف الحرب في سورية

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى لقاء أستانا المرتقب بين وفد الحكومة السورية والمعارضة المسلحة؛ مشيرة إلى استمرار الغرب في تدريب المسلحين لمحاربة بشار الأسد.

جاء في مقال الصحيفة:

إن النجاحات التكتيكية، التي يحققها الإرهابيون في سوريا، بالكاد يمكن أن تفسر بأنها نتيجة لتقليص روسيا وجودها العسكري في سوريا. فقد أعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي أن نشاط مسلحي “داعش” في منطقة تدمر ودير الزور وفي مدينة الباب القريبة من الحدود التركية، هو نتيجة وصول قوات جديدة “من دون عائق” إلى “داعش” في هذه المناطق من العراق.
وتعداد هذه القوات كبير جدا، بحيث أن الغارات الجوية المكثفة، التي تشنها طائرات القوة الجو–فضائية الروسية والقوة الجوية السورية لا تعطي نتائج ملموسة. كما أن مساهمة العسكريين الروس في العمليات البرية للقوات الحكومية السورية يقتصر على وحدات من القوات الخاصة والمستشارين. لذلك، فإن القضاء على مسلحي “داعش” سيكون مثمرا جدا إذا تم تنظيم وتنسيق عمل هيئة الأركان الروسية والسورية مع القوات البرية للتحالف الدولي في سوريا. إذ لا يوجد الآن أي علاقة مع هذه القوات باستثناء التنسيق في مجال العمليات القتالية الجوية. إضافة إلى أن الولايات المتحدة ترفض منذ البداية مشاركة روسيا في تسوية النزاع السوري، لذلك ترفض أي تعاون عسكري معها.

ولكن هناك أملا في أن تغير الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب موقفها في هذا المجال. واستنادا إلى، هذا تأمل موسكو بحضور ممثلي الإدارة الأمريكية الجديدة لقاء أستانا بشأن النزاع السوري، الذي سيعقد في 23 من الشهر الجاري. فقد أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام في تصريح له، إلى أن تركيا تساند هذا الأمر. بيد أن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أعلن يوم الثلاثاء في الـ 17 من الشهر الجاري أن إيران تعارض حضور الجانب الأمريكي في لقاء أستانا. ومن جانب آخر، من المحتمل ألا تكون الإدارة الجديدة جاهزة للمشاركة في اللقاء، لأنها ستباشر عملها بعد ثلاثة أيام فقط من تنصيب ترامب رئيسا للبلاد.

الشيء الآخر، الذي يسبب تفاقم الأوضاع، هو العمليات التخريبية التي ينفذها مسلحون تدربوا في معسكرات أقيمت في الأردن تحت إشراف ضباط من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا ضد دمشق. هذا ما أفادت به وسائل الإعلام السورية استنادا إلى اعترافات المسلحين القادمين من الأردن، الذين سلموا أنفسهم إلى السلطات السورية. وقد أكد هؤلاء للصحافيين أنهم تدربوا في الأردن ليس فقط لمحاربة الإرهابيين، بل ولمحاربة قوات النظام السوري. كما أشاروا إلى أن مسلحي “داعش” كانوا يتدربون معهم أيضا. من هنا يتضح أن محاربة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، للإرهاب وغاراته الجوية على “الخلافة” ليست سوى “مسرحية يتفق على فصولها مسبقا”.

وإن ما يؤكد اعترافات المسلحين هو تصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بشأن إرسال 20 خبيرا عسكريا إضافيا إلى الأردن، لتدريب مسلحي المعارضة “المعتدلة”؛ مشيرا إلى أن القسم الأكبر من المسلحين، الذين سبق تدريبهم وإعدادهم، إما أنهم قتلوا أو انضموا إلى “داعش” و”جبهة النصرة”، ولتجنب تكرار هذا الأمر سوف تشدد قواعد اختيار المجندين.