“يا أبنائي، إبدأوا سيركم نحو نور الربّ.
كُفّوا عن التقدُّم مُترَنِّحين في الظلمات الدامسة.
يا أحبائي المُتقدِّمين، الغالبين كلَّ خوفٍ بشريّ بما أنني معكم، أيا أعِزّاء قلبي… الذين يقودكم مثال قدِّيسيّ، إبدأوا هذا الخروج الجديد نحو الأرض الجديدة التي أعِدكم بها والتي ستكون أرضكم، إنما بدّلها الحُبّ المسيحي.
إنفصلوا عن وثنيّي إبليس، العالم والجسد .
إنفصلوا عنهم من دون إحتقار.
لا يُفيد الإحتقار في شيء.
إنه يُدمِّر ولا يُفيد في شيء.
إنما إنفصلوا عنهم لئلا يُلَوِّثوكم. أحِبّوهم حُبَّ فُداةٍ، واضعين بينهم وبينكم إيمانكم بالمسيحِ سوراً.
إنكم لستم أقوياء ما يكفي لتعيشوا بينهم من دون خطر.
إن قروناً كثيرة من انحطاطٍ روحي دوماً أقوى أضعفتكم.
إقتدوا بالمسيحيين الأوائل.
أحسِنوا العيش في العالم، إنما مُنعزلين عن العالم بموجب حُبّكم لله.
ثمة كائنات بشرية كثيرة قلما هي أرقى من الحيوان، غير مالكةٍ حياةً أخرى سوى حياتها الحيوانيّة التي لا تدوم إلا بمقدار دوام نَفَسِها.
النفس ميتة فيها، تلك النفس المُعَدَّة للسماوات.
من الصائب التأكيد إذا ً أن نفسها في من منخرَيها، كما قال النبي (أشعيا، الفصل٢، الآية ٢٢)، وأن من الأفضل البقاء روحيّاً بعيداً عن أولئك البشر، لئلا يمسّ نَفَس إبليس والحيوانيّة التي تصعد منهم بشريّتكم، ويجعلها شبيهة ببشريّتهم.
أنتم المُبارَكون، صلّوا لأجلهم.
هذه هي المحبة. وهذا كلّ شيء.
الكلمات لا تدخل من هم مُنغَلِقون دون الكلمة…”
(دفاتر ماريا فالتورتا_٢_١١ ت٢ ١٩٤٣)