- قال الرئيس عون: “لا تكونوا ابعادا” للخارج في الوطن، بل ابعادا” للوطن في الخارج”
مع تعاقب تنفيذ الاستحقاقات الدستورية حتى الآن واستكمالها في المستقبل القريب، يحضرني النداء الوجداني والوطني الذياطلقه في يوم من الايام العماد ميشال عون منذ بدء مسيرته العسكرية والسياسية، ولا يزال يطلقه حتى الآن من موقعه كرئيس جمهورية لبنان، اذ قال: “لا تكونوا ابعادا” للخارج في الوطن، بل ابعادا” للوطن في الخارج”.انها حقا” معادلة بسيطة ومعبرة تختصر المأساة التي نعيشها منذ مدة طويلة وتحتاج لتنفيذها الى قرار ذاتي شجاع يأخذهكل مسؤول يريد ان يعيش في نعيم الحرية. فمهما كبرت الصعاب وتفاقمت الازمة، الحل يبدأ من هنا، من عندنا، من هذه الارض المعذبة، حتى لو تدخل الخارج في شؤوننا الداخلية.
فيا ايها السياسيون والنواب القدامى،الذين تتباهون اليوم بصفاتكم السيادية وتنفوا وجودها عند غيركم؛ لا تنسوا باي موقع مخزي كنتم في حقبة الاحتلالات المتعددة؟ هل تظنون حقا” اننا نسينا كيف زحفتم امامها وقدمتم الطاعة لها؟ هل تعتقدون ان من عايش هذه الحقبة سيصدق الآن مزاعم سياديتكم المزيفة؟ من انتم،بل ما هي سيرتكم الذاتية كي تصنفوا اللبنانيين بين من هو سيادي وغير سيادي غير آبهين بمن مضى كل عمره لاستعادة القرار الحر؟
أما انتم ايها النواب الجدد، فلماذا لم نسمع ابدا” منكم قبل دخول البرلمان وبعده اي موقف مشرف تجاه الملفات الهامة جدا” التي تمس بالسيادة الوطنية كترسيم الحدود البحرية مع الجارتين الشمالية والجنوبية، والنزوح السوري الذي بلغ تقريبا” عدده نصف سكان لبنان، وتوطين الفلسطينيين، واستباحة القواعد الديبلوماسية من بعض السفراء، والانتهاكات المتتالية لقرار الامم المتحدة رقم 1701 ؟ هل مفهومكم للسيادة الا يأتي احد على ذكرها خدمة لاهداف ومخططات مشبوهة دولية واقليمية؟
ان محاولة استغلال مفهومي السيادة والتغير وحصرهما بفريق واحد لم يحترمهما اصلا” هي قمة التطبع،بينما السياديون والتغيريون الحقيقيون لم يتوقفوا يوما” عن العمل لتحقيقهما رغم كل العراقيل. لقد جاء الامتحان الآن بعد الانتخابات لبعض مدعي الاصلاح الجدد ليقرنوا القول بالفعل، ويضغطوا في البرلمان لتمرير مشاريع القوانين العديدة النائمة في الادراج حتى ولو كانت مقدمة” من الاحزاب وعلى رأسها التيار الوطني الحر.
هذا التعاون ان حصل يقضي على آفة النكد السياسي الذي يعاني منها اللبنانيون، ويبرهن ان هذه القوى صادقة وشفافة.