أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الرئيس الأوكراني زيلينسكي يحث القوات الروسية عَ الاستسلام.. بدأوا يفهمون أنهم لن يحققوا أي شيء بالحرب..

التقدم العسكري الروسي في أوكرانيا


“إذا سقطت خاركيف، سقطت أوكرانيا بأكملها”

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجنود الروس إلى الاستسلام.

وقال زيلينسكي في خطابه التلفزيوني المسائي إن القوات الروسية تكبدت خسائر خلال غزوها لبلاده أكثر مما تكبدته في نزاع الشيشان.

وقال إن الروس بدأوا بالفعل يفهمون أنهم لن يحققوا أي شيء بالحرب.

وأضاف: “أعلم أنكم تريدون البقاء على قيد الحياة”، مضيفًا أن الذين استسلموا سيعاملون “كأناس باحترام وكرامة”.

كما أشاد زيلينسكي بمارينا أوفسيانيكوفا، المرأة التي اقتحمت البث المباشر لأخبار التلفزيون الروسي الرسمي وهي ترفع لافتة مناهضة للحرب.

وقال إنه “ممتن لأولئك الروس الذين لا يتوقفون عن محاولة نقل الحقيقة” والذين حاربوا المعلومات المضللة.

ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في وقت لاحق، إذ أشار زيلينسكي إلى إحراز تقدم “جيد جدا” حتى الآن.

وفي خطوة دبلوماسية أخرى، سيزور رؤساء وزراء بولندا والتشيك وسلوفينيا العاصمة الأوكرانية كييف يوم الثلاثاء للقاء زيلينسكي.

وقالت الحكومة البولندية في بيان إن الزيارة تهدف إلى “تأكيد الدعم المطلق من جانب الاتحاد الأوروبي بأكمله لسيادة أوكرانيا واستقلالها، وتقديم حزمة واسعة من الدعم للدولة والمجتمع في أوكرانيا”.

ومع ذلك، أعلنت السلطات في العاصمة المحاصرة حظرا للتجول لمدة 35 ساعة يبدأ في الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء.

وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن حظر التجول سيستمر حتى الساعة 07:00 يوم الخميس، مضيفا أنه يأتي في “لحظة صعبة وخطيرة”.

وقال زيلينسكي مخاطبًا الغزاة الروس: “نحن نسمع محادثاتكم فيما نرصده من اتصالاتكم، ونسمع ما تعتقدونه حقًا بشأن هذه الحرب التي لا معنى لها، وبشأن هذا العار وبشأن دولتكم”.

لذلك، قال إنه يعرض عليهم خيارا نيابة عن الشعب الأوكراني، قائلا: “إذا استسلمتم لقواتنا، فسوف نعاملكم بالطريقة التي يفترض أن يُعامل بها الناس. كأناس يعاملون بكرامة”.

وأضاف: “بطريقة لا تُعاملون بها في جيشكم. وبطريقة لا يتعامل بها جيشكم مع جيشنا. اختاروا!”

***

في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، قاومت مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا طابورًا مدرعًا روسيًا. ومنذ ذلك الحين، والمدينة تعاني من غارات جوية وقصف روسي ليلي مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات. وقد أمضى كوينتين سومرفيل مراسل بي بي سي والمصور دارين كونواي أسبوعًا مع القوات الأوكرانية وهي تقاتل لوقف التقدم الروسي.

يُعد الزمن أول ضحية للحرب. اسأل الجندي الشاب في الجبهة عندما وقع الهجوم، أو اسأل السيدة العجوز في سرير المستشفى عندما قُصف منزلها، وهم ينظرون إليك في حيرة من أمرهما. هل حدث ذلك قبل 24 أم 48 ساعة؟ يقولان لك إن الأيام أصبحت متماثلة.

في خاركيف، ثانية كبريات مدن أوكرانيا، بات الوقت مرنًا. فهي قريبة من الحدود مع روسيا ولا يهدأ القصف الليلي من قبل المدفعية والطائرات الروسية. وقد بدا الأسبوعان الماضيان وكأنهما دهران، ومع ذلك يمكن تذكر السلام كما لو كان بالأمس.

وقف الملازم يفغين غرومادسكي، البالغ من العمر 21 عاما أمام منظر طبيعي متجمد على الحافة الشمالية الشرقية للمدينة، ويداه ممدودتان، فهناك خنادق محفورة في مكان قريب.

وقال: “أُطلقت” رافعًا يده اليمنى مشيرًا من موقعه للقذائف التي أُطلقت من المواقع الروسية. وأضاف قائلاً: “قادمة” رافعًا يده اليسرى صوب القذائف الروسية التي انطلقت من مواقعها على بعد 900 متر عبر الحقول المغطاة بالثلوج.

ويستمر القصف على مدار الساعة على حافة هذه القرية فيما يواصل الملازم غرومادسكي مع كل تقرير ” أُطلقت، قادمة، أُطلقت، قادمة”.

التقينا بعد ظهر هذا اليوم فقط، لكنني أعرف بالفعل أنه في الأسبوع الماضي قُتل والده أوليغ وهو يدافع عن المدينة، وأن الملازم غرومادسكي هو الجيل السابع من العسكريين في عائلته، وهو يخطط للجيل الثامن في أوكرانيا الحرة.

ويصف القتال حتى الآن قائلاً: “مجموعات التخريب تراقب خطوطنا ولدينا معارك دبابات مباشرة، وهم يطلقون قذائف الهاون في البداية ثم تطلق الدبابات النار على مواقعنا”.

تكتيك الراية البيضاء

وبينما نتحرك على طول الخطوط الأمامية من موقع إلى آخر داخل عربته المدرعة التي تدلّت من سقفها قبعة عسكرية روسية وهي جائزته التي حصل عليها من أول أسير روسي يقع في أيديهم، قال: “نحن نرد بالصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وكذلك بالأسلحة الصغيرة التقليدية”.

ويوجد داخل الشاحنة معطرات جو على شكل جماجم تتدلى من كل زاوية ونحن نسير على طول طريق ترابي بينما تمر قاذفات القنابل الصاروخية حولنا.

ويقول الملازم أول غرومادسكي، من المقعد الأمامي : “أحيانًا يستخدمون هذا التكتيك، أولاً، يرفعون علمًا أبيض فوق معداتهم، ثم يقتربون من مواقعنا ويوهموننا أنهم يريدون، وعندما نصعد لنأخذهم كأسرى حرب، يفتحون النار على قواتنا”.

كان الموقع قد تعرض لهجوم يوم الإثنين (أو هل كان ذلك في اليوم السابق، كما يتساءل) من قبل دبابتين روسيتين وعربة مصفحة.

و يقول غرومادسكي، وهو يشير إلى كومة من صواريخ جافلين الأمريكية الصنع المضادة للدبابات مكتوب على غلافها (لوكهيد مارتن، تكساس) : “لا تقلق، فنحن ندافع بشكل جيد”.

وبجانب الصواريخ الأمريكية، توجد كومة من صواريخ الجيل الثاني البريطانية الخفيفة المضادة للدبابات (إن إل إيه دابليو). ويؤكد مصنع “ساب” الذي ينتج هذه الصواريخ في موقعه على الإنترنت بأنها “تدمر حتى الدبابات الأكثر تقدما”.

ويقول غرومادسكي، الذي يرتدي حذاء رياضيًا أبيض اللون من طراز بوما فيما يلعب جروان حول قدميه في أجواء قارسة البرودة: “عليك أن تكون سريعا هنا”.

ويبكتر الأوكرانيون في هذه الحرب فقد تعرضت حكومتهم لانتقادات لكونها لم تكن مستعدة، والآن هناك عجلة في دفع الرجال إلى الجبهة. ويجري دمج الجيش النظامي مع قوات الدفاع المدني.

وعند نقطة تجمع على الحافة الشرقية للمدينة، أشاهد حافلات تصل بمئات الجنود المجهزين حديثا.

ويسأل أحدهم “أين درعي الواقي من الرصاص؟”، فيصرخ أحد الضباط: “ستحصل عليه في الجبهة”، وبعد لحظات ذهبوا.

سينضم البعض إلى وحدة الملازم غرومادسكي ويعملون جنبًا إلى جنب مع طبيب يُدعى ريبر. سأل ريبر: “لقد سمعت عن حاصد الأرواح، أليس كذلك؟”. إنه أيضًا قائد هذا الخط الدفاعي على حافة القرية التي دمر القصف الروسي العديد من منازلها…

وفي الخلف، يقبع المطبخ الميداني في مقهى، وطباخ الجيش ضخم الجثة يرتدي قبعة محبوكة فوق رأسه وهو يقدم أوعية من حساء الخضروات الساخنة التي يتصاعد منها البخار، ويصر على “تناول الزُبدة معها”. كما أن هناك أكواما من الكعك والبسكويت تصنعها المصانع المحلية للقوات.

أجلس بجانب سيرغي، قائد كتيبة البالغ من العمر 30 عاما . يقول: “نرى العدو، نقتل العدو، لا يوجد نقاش، هذا كل شيء”.

قائد الكتيبة سيرغي
قائد الكتيبة سيرغي

يريد أن يعرف من أين أنا. أخبرته وسألني عما إذا كان صحيحا أن متطوعين بريطانيين جاؤوا للقتال من أجل أوكرانيا. وتساءل وهو ينهي حساءه: “ما الطائرات التي أعطيت لنا؟”.

وتتقدم القوات الروسية عبر شرق وجنوب أوكرانيا. وقد واجه الجيش الروسي مقاومة أكثر شراسة مما كان متوقعًا، لكن المدن تستمر في السقوط.

وعلى الرغم من شجاعتهم في الخطوط الأمامية، هناك اعتراف بأن قدراتهم على الأرض لن تكون كافية. فالعسكريون يقولون إنهم بحاجة إلى دفاع جوي ومنطقة حظر طيران.

ودخلت عربة مصفحة أخرى، كانت قبل أسبوعين تقوم بتجميع النقود من بنوك المدينة، وقد تم الآن وضعها أيضا في المجهود الحربي.

يوغين عضو في فريق استطلاع
يوغين عضو في فريق استطلاع

يخبرني يوغين، البالغ من العمر 36 عاما: “إذا سقطت خاركيف، فسوف تسقط كل أوكرانيا”. وهو ينشط ضمن فريق استطلاع يعمل بالقرب من مجمعات سكنية. وكانت بعض الشقق قد تعرضت لإصابات مباشرة وفي ساحة انتظار السيارات انفجرت سيارة من جراء ضربة صاروخية أخرىلم يُمثل الهجوم الروسي مفاجأة في خاركيف. ويقول يوغين:”نعلم منذ عام 2014 أنهم سيأتون، ربما في غضون عام أو 10 سنوات أو ألف عام، لكننا علمنا أنهم سيأتون”..

إن ترك الجبهة للعودة إلى وسط المدينة يشبه الدخول إلى عالم آخر. فقد أدى القصف الروسي الذي لا هوادة فيه إلى فرار معظم السكان البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة. وقد نجا عدد قليل من الأحياء من الضرر.

نزاع أوكرانيا: تاريخ حديث لعلاقة البلاد بروسيا

ديمتري في العناية المركزة
ديمتري في العناية المركزة

المصدر: bbc