أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أسرار 3 كهنة كانوا على متن سفينة التيتانيك

الأب جورج بريدي –

في ليلة 14-15 نيسان 1912، ثلاثة كهنة كاثوليك رافقوا ضحايا غرق السفينة الأكثر شهرةً عبر التاريخ، التيتانيك، وهم: جوزف بيروشيتز، يوزاس مونتفيلا وتوماس بايلز.

شهد عنهم الذين نجوا من هذه الكارثة أنّ الكهنة الثلاث رفضوا الذهاب في قوارب النجاة للبقاء مع الناس على متن السفينة وتأمين العضد الروحي لهم. قال أحد الشهود في مجلّة “America” اليسوعيّة أنّ “جميع الكاثوليك الذين كانوا على السفينة كانوا يطلبون برغبة شديدة مساعدة الكهنة لهم”. وكان الكهنة يصلّون مسبحة الورديّة مع الناس، يسمعون اعترافاتهم ويشجّعونهم ليتحضّروا للقاء الربّ.

الأب توماس بايلز، الذي قال عنه البابا بيوس العاشر أنّه شهيد الإيمان، ولد سنة 1870 في إنكلترا. انتقل سنة 1894 من البروتستانتيّة إلى الكاثوليكيّة، وكان ذاهباً في رحلة التيتانيك ليزوّج شقيقه الذي كان قد ارتدّ بدوره إلى الكاثوليكيّة.

قالت الشاهدة أنياس ماكوي أنّ الأب بايلز كان يسمع كلّ الوقت الاعترافات وبقيَ حتّى اللحظات الأخيرة يعطي البركة للناس. وقالت شاهدة أخرى وهي هيلين ماري موكلير أنّ الكاهن كان يرفع يده لتهدئة الناس الخائفين، وكان الجميع مذهولون من الثقة التي كانت موجودة في قلبه. وأشارت أنّه تمّ الطلب من الكاهن الذهاب في أحد قوارب النجاة إلّا أنّه رفض قائلاً: “لن أغادر السفينة ما دام هنالك إنساناً واحداً على متنها”.

أمّا الأب جوزف بيروشيتز، الذي بدوره رفض الذهاب في قارب النجاة، ولد سنة 1871 في بافاريا وهو راهب بندكتينيّ، وكان ذاهباً في رحلة التيتانيك ليتسلّم إدارة مدرسة تابعة لرهبانيّته.

أخبر الشهود أنّ الأب بيروشيتز والأب بايلز كانا يقرآن نصوصاً من الإنجيل المقدّس على مسامع الموجودين على متن السفينة.

الأب يوزاس مونتفيلا ولد سنة 1885 في ليتوانيا. سيم كاهناً بحسب الطقس البيزنطي، وبشكلٍ سرّي في كنيسته الكاثوليكيّة في روسيا التي كانت تعاني من الاضطهاد بسبب الإيمان المسيحي. أُجبِرَ على المغادرة عبر سفينة التيتانيك ليتابع خدمته الكهنوتيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة.

ظلّ الأب كونتفيلا أميناً لدعوته حتّى النهاية. وقالت الشاهدة لورانس بيسلاي أنّها رأته وهو يشرح لأحد الركّاب آيات من الكتاب المقدّس.

لقد امتلك هؤلاء الكهنة الثلاث بلا شكّ الفضائل المسيحيّة بشكلٍ بطوليّ. قال أحد الكتّاب في صحيفة إنكليزيّة كاثوليكيّة: “وكأنّ حياة هؤلاء الكهنة الثلاث كانت محضّرة لتلك اللحظة”. بالفعل، لقد حضّر الله هؤلاء الكهنة ليكونوا شهوداً حقيقيّين في تلك اللحظات الصعبة، ولكي يعطوا الرجاء ويكونوا السند لجميع الضحايا.

لم يتمّ العثور على جثامين هؤلاء الكهنة الذين ماتوا في تلك اللّيلة وبَقِيت أجسادهم ذخائر مقدّسة في قلب المحيط.

أعطنا يا ربّ دائماً كهنة قدّيسين ينشرون الإيمان والمحبّة والرجاء وسط الألم والكوارث والصعاب!