أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


نبوءة القديس انطونيوس الكبير عن زمننا!

☄️نبوءة القديس أنطونيوس الكبير عن زمننا، ونصائح روحية للنجاة
(في مناسبة عيده: ١٧ كانون الثاني ٢٠٢٢)

يا أبنائي الأعزّاء والوارثين مع القدّيسين، لتكن هذه الكلمة واضحةً لكم، فليعرف كلّ مَن لم يتهيّأ للتوبة ولم يجاهِد بكلِّ قوَّته أنّ مجيء المُخلّص سيكون دينونةً له، لأنّ المخلّص بالنسبة إلى البعض هو رائحة موتٍ لموت، وللبعض رائحة حياةٍ لحياة (2 كور 2: 16) لأنّه “وُضِعَ لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوَم” (لو 2: 34).

أرجوكم باسم يسوع المسيح ألّا تُهمِلوا خلاصكم، بل ليمزّق كلّ واحدٍ منكم قلبه وليس ثيابه (يوئيل 2: 13) فانظروا أنّ الوقت الآن قريبٌ الذي فيه سوف تُمتحن أعمال كلّ واحدٍ منّا.

إنّ كلّ الفضائل ليست غريبة عنكم، وستكون لكم إن لم تكونوا تحت نير الخطيئة في هذه الحياة الجسدانيّة، ولكنّكم معرفونَ أمام الله. لأنّ الرّوح لا يسكنُ في نفس الإنسان المدنّس القلب، ولا في الجسد الخاطئ، لأنّه قوّةٌ مقدّسةٌ ولا يجتمعُ مع كلِّ خداعٍ وشرّ.

إنّ مرضنا وحالتنا الروحيّة الوضيعة هي سبب حزن لجميع القدّيسين. وهم يبكون وينوحون لأجلنا أمام خالق الكلّ، ولهذا السَّبب يَغضبُ الله من أعمالنا الشرّيرة بسبب تنهّدات القدّيسين، وإنْ تَقَدُّمِنا في البرّ (التوبة والفضيلة) يُعطي فرحًا لجموع القدّيسين، وهذا ما يجعلهم يرفعون صلوات أكثر بابتهاجٍ وتهليل عظيم أمام خالقنا. وهو نفسه خالق الجميع، يفرح بأعمالنا بشهادة قدّيسيه ويمنحنا مواهب نعمته بلا كيل.

أحبّائي في الرّب، إنّ كلّ من يخاف الله ويحفظ وصاياه، فهو خادمُ الله. إعرفوا أنفسكم لأنّ الذين يعرفون ذواتهم يعرفون الأزمنة، والذين يعرفون الأزمنة، يستطيعون أن يبقوا ثابتين، فلا ينقادون للتعاليم الغريبة (المُهرطِقة). فلا تُهمِلوا الصّراخ إلى الله ليلاً ونهارًا لتستعطفوا صلاح الربّ، وهو في سخائه ونعمته سوف يهبكم معونة من السّماء معلّمًا إيّاكم، لكي تُدرِكوا ما هو صالح لكم.

أتوسّل إليكم، ألّا تهملوا خلاصكم وألاّ تحرمكم هذه الحياة السّريعة الزّوال من الحياة الأبديّة، ولا يحرمكم هذا الجسد الفاسد من مملكة النّور، التي لا تُحَدّ ولا توصف، ولا هذا الكرسيّ الهالك أن ينزلكم عن كراسي مَحفل الملائكة. حقـًّا يا أبنائي إنّ قلبي مندهشٌ وروحي مرتعبةٌ، لأنّنا أُعطينا الحريّة لأن نختار وأن نعمل أعمال القدّيسين، ولكنّنا قد سكّرنا بالأهواء والشّهوات – كالسّكارى بالخمر – لأنّ كلّ واحد منّا قد باع نفسه بمحضِ إرادته وقد صرنا مُستَعبَدين باختيارنا، ونحن لا نريد أن نرفع عيوننا إلى السّماء لنطلب مجد السّماء، وعمل كلّ القدّيسين، ولا أن نسير في إثر خطواتهم.

إنّ الله يتمجّدُ في جميع قدّيسيه (مز 88 :8) هيّئوا نفوسكم لكيما يسكب الله في قلوبكم النّار التي جاء يسوع لكي يلقيها على الأرض (لو 12 : 49)، لكي تستطيعوا أن تُدرّبوا قلوبكم وحواسّكم وتعرفوا كيف تميّزوا الخير من الشرّ، واليمين من الشّمال، والحقيقة من الضّلال. إنّ يسوع يعرف أنّ الشّيطان يستمدّ قوّته من الأشياء الماديّة الخاصّة بهذا العالم، ولذلك دعا تلاميذه وقال لهم “لا تكنزوا لأنفسكم كنوزًا على الأرض” “ولا تهتمّوا للغد” (مت 6: 19، 34).
أحيّيكم جميعًا من الصَّغير إلى الكبير. وإله السَّلام يحفظكم جميعًا. يا أحبّائي آمين.

(مقتطفات من كتاباته) نبوءته عن زمننا الحالي، ووضع الكنيسة:

سوف يستسلمُ الإنسان لِروح العصر. سوفَ يقولون أنّهم لو عاشوا في إيّامِنا لكان الإيمانُ أسهل !

ولكن في أيّامهم سيقولون: الأشياء مُعقّدة، على الكنيسة أن تُماشي روح العصر (روح العالم والخطيئة والعِلم) وأن تعتني بمشاكل اليوم… فعندما تصيرُ الكنيسة والعالم خطًا واحدًا، إعلموا عندها أنّ تلك الأيّام أصبحت معدودة ! لأنّ معلّمنا الإلهي قد وضع حاجزًا بين أموره وأمور هذا العالم.

سوف يأتي زمنٌ يفقد الناس فيه رشدهم، لدرجةٍ أنّهم إذ يرون شخصًا غير فاقدٍ رشده، سيهاجمونه قائلين: إنّكَ مجنون ! أنتَ لستَ مثلنا.

سيأتي يومٌ يُشيد فيه الرهبان مباني عظيمةٍ فخمةٍ وسط المُدن (قد تكون دلالة رمزيّة على التعلّق بروح العالم والتّرف والمكانة الإجتماعيّة)، ويتنعّمون بلذّة العيش، ولا يعودون يمتازون عن أهل العالم إلّا بثوبهم. (القليل منهم حتّى لا يزال يلبس الثوب) ومع ذلك، بالرّغم من هذا الفساد سيبقى دئمًا عددٌ قليلٌ منهم يُحافِظون على الحياة الرهبانيّة، ولهذا سيكون إكليلهم بَهيًّا، بقدر ما تَسلُمُ فَضيلتهم مِن العَثرات والشّكوك المُحدِقة بها.