لنتناول الجمر اللاهوتي المتقـد، لتُضاف نار هذا الجمر إلى الرغبة المتقدة فينا، فتلتهم خطايانا وتنير قلوبنا.. تدعى شركة [participation]، لأن من خلالها نشترك بلاهوت يسوع. تدعى شركة [communion].. (يوحنا الذهبي الفم)
☦️ في الإفخارستيا، نتناول لاهوت وناسوت، من خلال الجسد المتأله للمسيح، فتصير لنا شركة بالخبز والخمر في لاهوته المتحد بجسده المصلوب، فنتأله.
يشترك الإبن ، الآن، في طبيعتنا المسكينة الضعيفة، لكي يحولنا أنقياء وغير فاسدين، ولكي يجعلنا مجدداً شركاء في لاهوته.
ليس الخبز والخمر مثالاً (رمزاً / تصويراً) لجسد ودم المسيح، حاشا! ولكن الجسد المتأله الحقيقي للرب. فلنقترب منه برغبة متقدة، بأيدي مكتوفة على هيئة صليب، بعيون وشفاه ووجوه متجهة نحوه، لنتناول جسد المصلوب. لنتناول الجمر اللاهوتي المتقـد ، حتى تضاف نار هذا الجمر إلى الرغبة المتقدة فينا، فتلتهم خطايانا وتنير قلوبنا، لكي بتلك الشركة في النار الإلهية: نشتعل ونتأله.
فإن خبز الشركة ليس مجرد خبز بسيط، ولكنه خبز متحد باللاهوت… لهذا فهي تدعى شركة [participation] ، لأن من خلالها نشترك في لاهوت يسوع. تدعى شركة [communion]، وهى بالحق كذلك، لأننا من خلالها لنا شركة مع المسيح، مشاركين في جسده ولاهوته.
☦ القديس يوحنا الدمشقي ☦️
أهمية الركوع خلال تناولنا بالفم جسد ودم المسيح 🛐
تأمّل لسيادة الأسقف شربل عبدالله، راعي أبرشيّة صور المارونيّة حول المناولة المقدَّسة:
👈 “إنْ سَجَدْتَ لتناول جسد المسيح، فلأنكَ تؤمن أنه للرب وحدهُ تسجُد، وإيّاهُ وحدهُ تعبُد “.
كتب سيادته:
👈 “فأخذ اليهود يتذمّرون على يسوع، لأنّه قال: «أنا هو الخبزُ الذي نزل من السّماء». (يوحنا 6: 41).
*عرّف المسيح عن نفسه أنّه الخبز الذي نزل من السماء. هكذا أراد المسيح أن يقدّم نفسه للعالم: إنّه الخبز النازل من السماء. لقد أصبح خبزًا نأكله لنرث الحياة الأبديّة ولا نعود نموت أبدًا لأنّه هو خبز الحياة. لقد رسم المسيح للكنيسة كيف هو يرغب أن يبقى دائمًا وإلى الأبد في الكنيسة وفي حياة المؤمنين: لقد جعل نفسه خبزًا ودعا تلاميذه ليأكلوا جسده خبزًا. *
⚠️⚠️⚠️☝️ *إذًا، تيقّظ أيّها المؤمن، إنّ ما تتناوله في القدّاس، *
👈 ليس خبزًا عاديًّا كالذي تأكله في بيتك، أو خبزًا يذكّرك بالربّ،
*☝️ لا بل إنّه الربّ نفسه الذي تجسّد بالروح القدس من مريم العذراء، ومات وقام من أجل خلاصنا. *
⚠️ 👈 إذًا، أيّها المؤمن، تهيّب واستعدّ استعدادًا كاملاً بالتوبة والتنقية، لتستقبل مخلّصكَ في فمكَ ونفسكَ: إنّه ربّكَ وإلهكَ.
*فإن سجدتَ وأنتَ تتناول القربان، فلأنّكَ 👈 “تؤمن” أنّه للربّ إلهكَ وحدهُ تسجد، وإيّاه وحدهُ تعبد. *
👈 فأنتَ لست تسجد لأنّكَ مُتطيّرًا هَوسًا في عبادتكَ، 👈بل لأنّكَ أدركتَ نفسكَ أمام إلهكٍ.
📣❌⚠️ *وإن كنتَ تحرَص في تناولكَ ألاّ يسقط جسد الربّ على الأرض، ذلك لأنّك تؤمن أنّ ربّكَ يستحقّ كلّ الإكرام، ولأنّك تشهد أنّك حقًّا في حضرة إلهكَ وأنتَ تتقبّله في فمكَ لخلاص نفسكَ وللحياة الأبديّة. *
👈 فإن كنتَ تؤمن حقًّا، لا تقف في موقف المتذمّرين على الربّ، الذي أراد أن يحصر كلّ غناهُ وحبّهُ في قربانةٍ فقيرة. لقد رغبَ في ذلك لأنّ حبّهُ يتخطّى ذهننا وفكرنا وبصيرتنا البشريّة. فإن تناولتَ الربّ وأنت تعبدهُ في قلبكَ عبادة الحبّ والحقّ والسُجود، فهنيئًا لكَ !”🙏🙏🙏
***
ما أجمل ما قاله القديس لوران يوستينيان، عندما هتف صارخًا :
📣 ” يا إله الحب، قد أردت انت أن يكون قلبنا قلبًا واحدًا معك “.
*والمسيح له المجد صرح قائلاً : *
📣 ” من يأكل جسدي يحيا في وأنا فيه “.
فالذي يتناول القربان الأقدس 👈 بكل خشوع وبكل تقوى يحيا حقيقة في يسوع، ويسوع يحيا فيه، فيكون قلب يسوع في قلبه وقلبه يحيا في قلب يسوع.
👈 الإنسان المؤمن أمام القربان المقدس يستطيع أن يرى يسوع بعيني الجسد وأن يتحسسه بعيني الروح والإيمان، ويمتلئ من نعمه وعطاياه السنيّة ولا سيما من حضوره الدائم في حياته ومن السعادة الحقة التي تغمر قلبه من صحبة الرب ومن السلام الحقيقي الذي يتحف حياته.
هيا بنا نردد معا قائلين:
” لا أريد قلبا إلا قلب يسوع الأقدس”.