عَ مدار الساعة


على وقع معاناة اللبنانيين في تأمين أبسط مقومات العيش…تيليتون سطوح بيروت مع داليا داغر ينطلق بنسخته التاسعة(بالصور)

على وقع الظروف الإقتصادية الضاغطة والظروف المعيشية التي باتت تشكّل عبءا كبيرا على كاهل اللبنانيين،***

مسبّبة لهم المعاناة حتى في تأمين أبسط مقومات العيش، أصبح “تيليتون سطوح بيروت” مع الإعلامية داليا داغر محطة سنوية، وحاجة مطلوبة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى في ظلّ الحاجة الى الدواء والعلاج والعمليات الجراحية في الدرجة الأولى، وإلى سقف دافئ ولقمة العيش.

وعلى غرار السنوات السابقة، وبتحديات أكبر، أعلنت مؤسِسة ورئيسة جمعية “سطوح بيروت”، الإعلامية داليا داغر في مؤتمر صحافي عُقد في قاعة طيران الشرق الأوسط في مطار بيروت، عن موعد إنطلاق “تيليتون سطوح بيروت” لعام 2021-2022 يوم الخميس 23 كانون الأول الجاري، بدءا من الساعة الخامسة بعد الظهر عبر شاشة الـOTV؛ لعلّه يكون فسحة أمل لكثير من العلائلات اللبنانية التي ترزح تحت وطأة الحاجة الإجتماعية عموما، والحاجة الصحية والغذائية على وجه الخصوص؛ وهل هناك أفضل من زمن الميلاد لتتظافر فيه جهود اللبنانيين لمساعدة بعضهم البعض؟

وكان المؤتمر الذي بدأ بالنشيد اللبنانية مناسبة لإعلان يوم 10 كانون الأول موعدا لإطلاق جمعية “Les Toits De Beyrouth”، في العاصمة الفرنسية باريس، والتي ستكون سندا للبنانيين المقيمين بدعم من المغتربين وعموم الإنتشار في فرنسا وأوروبا.

المؤتمر أقيم بحضور وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار، وزير السياحة، وليد نصار، وزير الزراعة ممثلا بمدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، بالإضافة إلى عدد من النواب، وعدد كبير من الإعلاميين، والشخصيات الإجتماعية، فيما تولّت الإعلامية نايلة شهوان تقديم المؤتمر.

داليا داغر

رحّبت داغر بداية بالحضور التي أتى وشارك في المؤتمر في ظلّ الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي يمر بها لبنان. وأكّدت داغر أنّها تستمد طاقتها من لبنان للإستمرار بمساعدة الناس المحتاجة، قائلة: “لن نترك هذه الأرض التي تغمر أحباءنا وشهداءنا وضحايانا، لن نترك أرض القديسين”.

وعرضت داغر في كلمتها كلّ ما قامت به جميعة “سطوح بيروت” في خلال العامين المنصرمين، وكيفية توزيع المساعدات التي جمعتها في النسختين السابعة والثامنة من “تيليتون سطوح بيروت”. وأشارت الى أنّ “نسخة 2019 من التيليتون كانت التحدي الكبير في ظل الإنقسام الذي شهده لبنان بسبب 17 تشرين”، وإلى أنّ “بالإصرار تمكّنت الجمعية من الإلتفات الى وجع الناس من مختلف الأحزاب والمناطق والأديان”.

ولفتت داغر إلى أنّ “المصيبة باتت أكبر عام 2020، حيث بدأت الازمة الاقتصادية والمالية من جهة، والأزمة الصحية المتمثلة بكورونا من جهة أخرى”، مؤكّدة أنّ “الجمعيّة قرّرت التحرك، وأطلقت حملة لتوزيع الحصص الغذائية، واستطعنا الوصول الى 20 ألف عائلة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، بفضل المساعدات التي قدّمها الخيرون ولو بفلس الأرملة، وبفضل الشباب المتطوّعين”. وسلطت داغر الضوء على حملة “كتّر خيرك” التي تُعنى بالمونة التي تنتجها بعض العائلات من أجل تسويقها وتصديرها. وقالت داغر: “أخضعنا المنتوجات لكل الفحوصات والتحاليل اللازمة ومنحناها علامة تجاريّة، وسنصدرها الى الخارج، بالاضافة الى أننا نساعد أكثر من 50 عائلة لتسويق منتوجاتها التي يعود ريعها الى عائلات تحتاج الى من يساعدها ولاسيّما طبيًا”.

وأشارت داغر إلى “الجمعية إتخذت القرار بإطلاق حملة مساعدة لبيوت لحقتها النكبة في يوم 4 آب المشؤوم، وبدأنا مشوار إعادة إعمار 50 منزلًا بكافة متطلباتهم بالتعاون مع الجيش اللبناني، وبفضل العديد من الأشخاص الخيّرين”.

وشدّدت داغر على أنّ “تيليتون 2020/2021 كان انجازا آخر، فجمعنا مليار ليرة وساعدنا فيها ولا نزال مختلف الحالات التي تمّ الاعلان عنها مباشرة، بالإضافة الى حالات أخرى طرقت بابنا طوال هذا العام بما يعادل 800 مليون ليرة”.

وقالت داغر: “التحدي هذا العام أكبر. وحاجتنا للدعم دفعتنا، على قدر امكانياتنا، الى التوجه الى الخارج ليكون لنا مركز يمثل لبنان وينقل وجعه ويساهم بجلب اكبر قيمة من المساعدات وتعزيز ايجابية نظرة العالم إلينا”، مضيفة: “سنعلن في 10 كانون الاول الحالي عن اطلاق Les toits de beyrouth في باريس وهي مؤلفة من شخصيات لبنانية فرنسية تعمل من قلبها، سيكون لنا تعاون كبير مع كافة الوزارات المعنية عن امكانية مساعدتنا لتسويق لبنان وجماله ومنتوجاته والتشجيع على السياحة في أرجائه. بالاضافة الى التعاون مع وزارة الصحة بشخص وزيرها وفريق العمل الذي سيكون لها دور من خلال تيليتون 2021”.

وتابعت: “مشروعنا وهدفنا الاول فهو تيليتون 2021 بنسخته التاسعة، الذي ستتصدر الصحة عنوانه العريض، وسيكون هدفه جمع اكبر مبلغ لمساعدة الحالات الصحية المستعصية التي سنعرض بعضًا منها يوم التيليتون في 23 كانون الاول 2021 ابتداء من الساعة 5 بعد الظهر ولغاية الوصول الى المبلغ المطلوب وهو بين 350 و 400 ألف دولار أميركي”.

أرقام تعكس عمل 9 سنوات في جمعية “سطوح بيروت”

9 سنوات مرّت على إنطلاقة “تيليتون سطوح بيروت” الذي جمع كل الإنتماءات السياسية والحزبية والإجتماعية بمناسبة عيد الميلاد من كل عام، من أجل جمع مساعدات لعائلات وأفراد بحاجة الى المساعدة تحت شعار “#كرمالكلنانعيّد”. ونجحت الجمعية وإستطاعت على مدى هذه السنوات أن تساعد بما يعادل 2.200.000 دولار أميركي. وأجرت الجمعية عمليات جراحية كلّفت تقريبا مليون دولار، بالإضافة إلى تركيب أطراف إصطناعية بقيمة ما يعادل 300.000 ألف دولار أميركي.

وإستطاعت الجمعية ان تحسّن الظروف المعيشية لأكثر من 400 عائلة بقيمة 500.000 ألف دولار، وتوزيع حصص لأكثر من 20 ألف عائلة بقيمة 200.000 ألف دولار تقريبًا. وتمكّنت الجمعية أيضا، لإعادة إعمار وترميم منازل تضرّرت يوم إنفجار 4 آب بقيمة إجمالية 300.000 ألف دولار بكامل مفروشاتهم واحتياجاتهم.

وأطلقت الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة مشاريع عديدة منها حملة الكشف عن سرطان عنق الرحم، وتأمين فحوصات مجانية مع مستشفى المشرق بإدارة الدكتور أنطوان معلوف لـ 10452 امرأة على امتداد الوطن.

أمين صندوق جمعية “Les Toits De Beyrouth” د. أنطوان شديد

إعتبر أمين صندوق جمعية “Les toits de Beyrouth” د. أنطوان شديد أنّ “المنتشرين هم رسل لبنان في الخارج، وهم رافعة أساسية لمساعدة اللبنانيين المقيمين في ظلّ تراكم الأزمات”، مشيرا إلى أنّ “الطاقات اللبنانية خرجت من لبنان، وأصبحت موجودة في كل العالم. وعلى مستوى فرنسا، أغنت هذه الطاقات المجالات المتواجدين فيها، في حين كان من الواجب أن تكون هذه الطاقات في لبنان ليستفيد منها في نهوضه”.

وقال د. شديد: “لا بدّ من التعاون بين المنتشر والمقيم لنهوض لبنان، وهذا الأمر كان هدف كل المؤتمرات الإغترابية التي تنظّمها وزارة الخارجية”، مضيفا أنّه “يجب رفع نشاط الإغتراب في فرنسا لمساعدة اللبنانيين الذين يرزحون اليوم تحت وطأة أزمة خانقة غير مسبوقة على كافة المستويات”.

وأشار د. شديد إلى أنّ “داليا داغر وقفت الى جانب المحتاجين في خلال هذه الفترة العصيبة، خصوصا المرضى منهم؛ وخطوة جريئة منها، إنفتاح جمعية “سطوح بيروت” إلى الخارج، ولا بدّ هنا من الإنتشار أن يساعد، ويضاعف جهوده للمساعدة في الخروج من الأزمة بأقل أضرار ممكنة”.

وتمنّى د. شديد أن تكون خطوة إطلاق النسخة الفرنسية من جمعية سطوح بيروت ليست الأخيرة، وتلحقها مبادرات جديدة وإضافية في دول أخرى”.

وعن سبب إختيار فرنسا لإطلاق جمعية “Les toits de Beyrouth”، أكّد د. شديد أنّ “العلاقات بين الشعبين اللبناني والفرنسي هي على مستوى تاريخي، وتجمعهما الحضارة والثقافة”. وختم كلمته بالتأكيد على دور الإنتشار في التعاون مع المجتمعات الخيرية، معتبرا أنّ “لبنان يستحق الوجود، ويستحق المساعدة من قبل كل منتشر. ولبنان يعيش بمعجزة تتحقق بإيمان اللبنانيين بوطنهم”.

وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار

بدوره قال وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار أنّه “لا يغفل على أحد وضع لبنان والصعوبات التي يمرّ بها البنانيين، وليس بسرّ ما تقوم به الجمعيات المدنية التي تُعنى بالشأن الإنساني، وما تقدّم من خدمة إنسانية رفيعة المستوى في ظلّ تعثر مؤسسات الدولة”.

وتابع: “عملت الوزارة على تنظيم عقود شراكة مع الجمعيات التي تعنى بالشأن الانساني والإجتماعي طيلة الفترات السابقة، ومنذ تسلّمنا هذه الوزارة ونحن نسعى لتوطيد هذه الشراكة، ووضع خطة تضامنية مشتركة بين القطاع العام والخاص”.

ورأى حجار أنّ “الأساس اليوم، هو العمل على مشروع إجتماعي تكافلي يضمن إحاطة كافة فئات المجتمع لا سيّما الاكثر الحاجة؛ ونعمل على مدّ الجسور بين الجمعيات المحلية والدولية القادرة على المساعدة من أجل تأمين امكانية صمود وإستمرارية هذه الجمعيات التي تعمل كل بحسب مجالها لتأمين نوعية حياة أفضل للشعب اللبناني بمختلف فئاته”.

وأضاف حجار: “نحن بحاجة في هذه المرحلة إلى توسيع إنتشار ثقافة المحبة والتعاون من دون أيّ تمييز عنصري أو ديني أو إجتماعي ليكون الهدف الوحيد هو الإنسان”.

وعن جمعية “سطوح بيروت”، قال حجار: “نشهد لهذه الجمعية بتفانيها في خدمة المجتمع على مستويات متعددة، وها هي اليوم بالرغم من كل الصعوبات لازالت مستمرّة في عملها الدؤوب من خلال ذهابها الى فتح مجالات تعاون جديدة مع الانتشار اللبناني، وأصدقاء لبنان في الخارج، مع المحافظة على أعلى درجات المصداقية والشفافية”، مشدّدا على أنّ “فتح هذه القنوات هي حاجة ملحّة في هذه المرحلة”.

وزير السياحة وليد نصّار

وتوجّه وزير السياحة وليد نصّار في بداية كلمته للإعلامية داليا داغر، قائلا: “كتّر خيرك داليا. كان لي الفرصة أن أتابع نشاطاتك في أكثر من مرحلة”. وتابع: “لفتني وجود النساء بين الحاضرين في المؤتمر، ما يذكرني بالكوتا النسائية التي أسقطت في المجلس. والأساس ليس أن تصل المرأة الى المراكز الكبيرة لكي تستطيع الإنجاز، فيمكن للمرأة أن يكون لها دور مهمّ من موقعها، وداليا داغر أكبر مثال على ذلك، فهي حقّقت الكثير من موقعها كإعلامية ومؤسِسة ورئيسة لجمعية إنسانية، من دون الطموح إلى مركز نيابي أو وزاري”.

ولفت نصّار الى الزيارة الأخيرة للرئيس نجيب ميقاتي الى الفاتيكان، مشيرا إلى أنّ “الكل يجمع على أنّ لبنان بلد الرسالة، بلد لا يموت، وطن الحضارة والحوار والمحبّة، وقالوا لنا (نحن معكم)، ولكن ساعدوا بعضكم”. وتحدّث نصّار عن حملة “أعطونا فرصة” الموجهة الى السياسيين والأحزاب والداعية إلى عدم التصريح في خلال زمن الميلاد، وقال: “دعوا هذه الحملة لتكون فرصة أمل للإغتراب والمقيمين على حدّ سواء، لذلك نطلب من الجميع الهدنة والإبتعاد عن المشاجرة الكلامية، والمناكفات السياسية”.

وأكّد نصّار في كلمته على أهمية مشاركة الإغتراب في الإنتخابات النيابية، و”نحن ننتظر قرار الطعن من المجلس الدستوري من أجل تحديد موعد للإنتخابات بعدها، ونأمل من المغتربين المشاركة الفعالة”. وأضاف: “أطلب منكم التفكير جيّدا بالدائرة 16 التي تكفل حقّ الترشح وحق الإقتراع على حدّ سواء”.

وأعلن نصّار رفضه لفكرة الإغلاق التام بسبب كورونا في خلال الفترة المقبلة، وطلب من اللبنانين التحلّي بالوعي والإلتزام بالإجراءات الوقائية. وقال: “يشكّل شهر الأعياد فرصة أمام كل اللبنانيين المقيمين والمغتربين، ولا يجب هدرها”.

وختم نصّأر كلمته، قائلا: “نحن معك داليا، لأنّنا نؤمن بإستراتيجية إمرأة فاعلة لديها رؤية ، وتعرف إلى أين هي متّجهة بعملها.. والله يوفقك”.

مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود

ونيابة عن وزير الزراعة عباس الحاج حسن، ألقى مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، وقال: “نحيي جهود داليا داغر. فقدمت الكثير من ذاتها، وهذه المبادرات التي تقوم بها ستُضاف الى قريبا إلى الشأن الزراعي”.

وأضاف: “بإنتظار جهدك داليا في القطاع الزراعي، خصوصا على مستوى المونة، ومنتوجات الريف اللبناني وتصديرها الى الخارج”. وتابع: “تألّق كبير سيشهده يوم 10 كانون الأوّل في باريس مع إنطلاقة جمعية Les toits de Beyrouth، وستكون خطوة أولى الى كلّ أوروبا”.

وناشد لحود كل المغتربين في باريس من أجل دعم هذه المبادرة، وكشف في ختام كلمته أن “الوزارة تعمل على التوجه الى أسواق جديدة لخلق التوازن بين الصدارات والواردات”.