عَ مدار الساعة


مسيحيّو لبنان والغرب “حب من طرف واحد” (بقلم سامر موسي)


لا ايها السادة فميشال عون والتيار ليسا عملاء عندكم ولن يكونوا حطبًا في مواقدكم…

يطلبون من المسيحيين عزل الحزب وبالتالي عزل انفسنا، يريدون منا دفع فاتورة لا نملكها اصلاً ، وبعد حين ستأتي التسوية كما العادة، فتعانق الولايات المتحدة ايران ويدفع المسيحيون ثمن خياراتهم….


حتى هذه اللحظة وبعد ثمانين عامًا من التجربة يرفض اللبنانيون وخاصة المسيحيين التخلي عن الغرب مع انهم ذاقوا منه الأمرّين …

مع انهم يعروفون ان هذا الغرب ضرب وجودهم منذ العام ٤٨ اي منذ النزوح الفلسطيني الاول .

راهن كميل شمعون على الامريكيين فخذلوه وبالكاد استطاع انهاء ولايته …

ترك الغرب مسيحيي لبنان عام ٦٩ وحيدين في مواجهة عبد الناصر حيث أُجبروا على القبول باتفاقية القاهرة التي سمحت بالتسلح الفلسطيني فكان المسمار الاول في نعش الجمهورية .

عام ٧٦ قالها كيسينجر بصراحة ، اذا اردتم السيطرة على لبنان عليكم اخراج المسيحيين منه، ومنذ ذلك الحين كل الاحداث صبّت في هذا الاتجاه، فدخل لبنان مرحلة الحرب الاهلية التي دامت خمس عشرة سنة ، وعندما حاولت القوى المسيحية الاحتماء بالغرب لضمان بقائهم أتاهم الاخير ببواخر تُجليهم عن ارضهم. ومع وصول العماد عون الى السلطة وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته فخذلوه، وانتهى المطاف بتسليم لبنان للنظام السوري بعد اتفاق الطائف الذي جرّد المسيحيين من صلاحياتهم، وعَزَلهم نفياً وسجناً، ونصّب رفيق الحريري حاكما بأمر الله ، فحوّل مع اعوانه من ازلام الامريكيين لبنان الى بؤرة فساد واغرقه في الديون سعياً للتوطين فيما بعد، وبذلك ينتهي لبنان الذي اسسه الموارنة…

فكانت مراسيم التجنيس والقوانين الانتخابية التي تعزل المسيحيين تمهيدا لانهاء دورهم….

بالخلاصة اهداف الغرب هي اهداف اسرائيل،

لبنان ضعيف مقسم مهمش وخاضع يعجّ بالنازحين واللاجئين ، متخلٍّ عن ثرواته الطبيعية وعن حقوقه، تتقاذفه السفارات ، ولتحقيق ذلك كان من الضروري ان يحكمه العملاء الفاسدون والازلام ،  وكلّما وُجد قائد وطني اصلاحي تم عزله وتهميشه ان لم يكن قتله.

واليوم المؤامرة مستمرة ومخطط كيسينجر ما زال ساري المفعول ، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يطلبون من المسيحيين الاصطفاف في وجه حزب الله وعزله تمهيدًا لتجريده من سلاحه ، وهذه آخر ورقة قوة نمتلكها يريدوننا التخلي عنها…

يطلبون منا عزل الحزب وبالتالي عزل انفسنا، يريدون منا دفع فاتورة لا نملكها اصلاً ، وبعد حين ستأتي التسوية كما العادة، فتعانق الولايات المتحدة ايران ويدفع المسيحيون ثمن خياراتهم….

لا ايها السادة فميشال عون والتيار ليسوا عملاء عندكم ولن يكونوا حطبًا في مواقدكم…

اجدادنا اسسوا هذا الوطن ونحن لن نتخلى عن مكامن قوته ، حاصِرونا متى شئتم ، ادعموا الفاسدين وعاقبوا الشرفاء ، في النهاية لا يمكنكم القضاء على شعب اختار الدفاع عن كرامته حتى النهاية …..