عَ مدار الساعة


رندلى جبور: المنظومة الفاسدة بالنفس الاخير… ويا رايح كثّر من القبايح! (لحظة تشبه أواخر الثمانينات محلياً ودولياً)😉


الأزمات تستفحل لأنهم يسيطرون على الكارتيلات والمافيا وعلى مفاصل كثيرة..

لحظة تشبه أواخر الثمانينات محلياً ودولياً.. الفترة الدولية تشبه ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بالمقلوب..

ورئيس الجمهورية ولو بدا وحيداً، إلا أنه ليس كذلك. هو اليوم محاط بتيار عريض جداً، وبأفرقاء ولو يصمتون أحياناً، إلا أنهم هنا..

قد يظن البعض أنه من المستحيل رحيل المنظومة الفاسدة، تلك التي تطالب الرئيس ميشال عون بالرحيل. ولكن أصحاب النفَس الطويل، يدركون أن المنظومة هي بالنفس الاخير، وأن كل ما يحصل هو على قاعدة “يا رايح كثّر من القبايح”. وهم سيفعلون كل شيء قبل السقوط في محاولة للنهوض مجدداً. وفي الشوط الأخير، الأزمات ستستفحل.

سيفتعلون كل التعقيدات الممكنة لأنهم يسيطرون على الكارتيلات والمافيا وعلى مفاصل كثيرة: من لقمة العيش واليوميات إلى الوضع الاقتصادي، ومن السياسة إلى الوضع الأمني، ومن الاعلام والاعلان إلى المجتمعين المدني والدولي. سيخنقون اللبنانيين أكثر بعد، ظناً منهم أنهم يخنقون الرئيس عون والتيار الوطني الحر، فيما الأموال الطائلة التي تُصرف لخنق اللبنانيين يمكنها أن تفرجهم إذا صُرفت لمساعدتهم.

وأركان المنظومة عادوا والتمّوا على بعضهم البعض أكثر لأن سقوط أحدهم يعني وفق تأثير الدومينو سقوط الجميع تباعاً، وفضح أحدهم يعني فضح الآخرين. وفي قراءة عامة، يقول سياسي مخضرم لموقع “Media Factory News” إننا نعيش لحظة تشبه أواخر الثمانينات محلياً ودولياً.

فمحلياً، المنظومة إياها اجتمعت ضد ميشال عون. وإذا كانت في الثمانينات استخدمت السلاح والميليشيا والخارج، فإنها اليوم تستخدم الاعلام والسياسة والاقتصاد. ولكن الفرق سيكون في النتيجة غير البعيدة المدى.

فإذا كانت مقومات ربح هؤلاء متوافرة في الماضي، فإنها اليوم غير متوافرة، خصوصاً أن الرئيس عون لا ينهار تحت القصف المعنوي والسياسي، وأن إرادته للإصلاح ثابتة ونضاله مستمر، إذ إن المعركة العسكرية هي غير المعركة السياسية… الوضع مختلف تماماً. كما أن المنظومة راكمت الفشل بعد الفشل، ورئيس الجمهورية ولو بدا وحيداً، إلا أنه ليس كذلك. هو اليوم محاط بتيار عريض جداً، وبأفرقاء ولو يصمتون أحياناً، إلا أنهم هنا.

ثم إن الفترة الدولية تشبه ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ولكن بطريقة مقلوبة. فآنذاك كان الانتقال إلى الاحادية الاميركية، ما جعل كل شيء يسير وفق هوى العم سام. أما اليوم، فالانتقال هو من الاحادية إلى ثنائية المحاور الدولية، وبالتالي، فالعالم في مرحلة فراغ بانتظار أن يركب بازل النظام الدولي الجديد الذي سيسكنه نوع من التوازن، ما يجعل صعباً تحكّم تنفيذيي النظام الاحادي بكل شيء، وحماية الفاسدين والتابعين غير سهل، وتمرير المشروع الخارجي على أرض أخرى محكوماً بحسابات معقّدة.

وبالتالي، فإن المسنودين إلى الاقليم والقوى العالمية ممن عاثوا فساداً في أرضنا بحماية معروفة، لن يجدوا دعماً إلى ما لا نهاية، (وهناك تجارب في دول غير بعيدة)، مع العلم أن داعميهم حتى ما عادوا يثقون كثيراً بهم لأنهم لم يتمكنوا من تطبيق المشاريع المطلوبة منهم والوصول إلى الخواتيم التي أرادوها. 

وبالخلاصة، كما تحقق التحرير حين التقى النضال بالظرف الخارجي الملائم، هكذا سيتحقق التحرر وستطير منظومة الفساد، حين يلتقي النضال مع الظرف الذي لم يعد بعيداً جداً.

لسنا ممن يعّول على الخارج ولا نعتمد عليه، ولسنا من الذين ينتظرونه أو يتبعون له أو ينفذون مشاريعه، بل نعوّل على نضالنا وصمودنا وثباتنا، الذي حين يلتقي مع متغيرات موضوعية، يحصل التغيير.

وبين الثبات والنضال المستمر والصمود وإرادة الاصلاح والتغيير، وبين النظام الدولي الجديد، “يا رايح كتّر من القبايح”!