إذا القى الشيطان الخوف في الكل، لا تخف. وإن وجدت الغالبية تعلمت التملق والرياء، فلا تكن أنت كذلك..
نقرأ من كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث:
فإن لم يستطيعوا أن يوبخوا أعمال الظلمة، فعلى الأقل لا يشتركون فيها.. وليكن لهم أسلوبهم المميز في الحياة، الذي قال عنه القديس يوحنا الحبيب “بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس ظاهرون (1يو3: 10). وكما قيل “من ثمارهم تعرفونهم” (متى7: 16). وقيل أيضًا “لغتك تظهرك” (متى26: 73). وقد قال القديس بولس الرسول عن عدم الخضوع للتيار العام:
“لا تشاكلوا هذا الدهر” (رو12: 2).
أي لا تصيروا شكله. لا تصيروا مثله. لأن شكلكم معروف، فأنتم صورة الله ومثاله. وما أجمل قول الله في ذلك “نعمل الإنسان على صورتنا، كشبهنا” (تك1: 26). فكيف تتنزل عن صورتك الإلهية، لتصير كصورة عالم ساقط منحرف.
فهذه هي القلة المختارة. وقد قال الرب “ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه” (متى7: 14). واعلم أنه:
لو وقعت الغالبية في الخطأ، فهذا لا يجعل الخطأ صوابًا.
الخطأ هو الخطأ. ووقوع الأغلبية فيه لا يبرره. والمعروف أن الصواب طريقه صعب، وقد لا يستطيعه كل الناس، بل القلة المتميزة بمبادئها. فإن وجدت الشيطان قد ألقي الكل في الخوف، لا تخف أنت. وإن وجدت الغالبية تعلمت التملق والرياء، فلا تكن أنت كذلك. وإن وجدت الكل قد استعملوا أساليب العالم في لهوه وترفيهاته ورفاهيته وأزيائه، فلا تكن كذلك. وإن وجدت لغة الناس قد تغيرت، وأصبحت ليست كذي قبل، فلتكن أنت بنفس لغتك الأولى.
وإن ضعفت مقاومتك للتيار، فقل مع المرتل في المزمور:
نجنا يا رب من هذا الجيل، وإلى الأبد آمين” (مز12: 7).
والرب قادر أن ينجيك من التيار العالم، فلا يجرفك.