🕯🛐✝🙏* تذكار الطوباويّات الكرمليّات الإسبانيّات الشهيدات * 🙏🛐✝ 🕯
مع اندلاع شرارة الحرب الأهليّة في إسبانيا سنة 1936، نَجَمَ عنها حملة اضطهادٍ شرسة للمسيحيّين وللإكليروس بشكلٍ خاصّ. سبعة آلاف وثلاث مئة هو عدد شهداء الكنيسة الكاثوليكيّة بين أساقفة وكهنة وإكليريكيّين ورهبان وراهبات. وَأَرْغَمَتِ الحربُ الأهليّة جماعاتٍ رهبانيّةً عديدةً على ترك أديارهم، والعودة إلى الحياة العلمانيّة والتخلّي عن الزيّ الرهبانيّ، ولكن حافظ العديد منهم على نذورهم الرهبانيّة، الطاعة والعفّة والفقر. وهذا ما حدث أيضًا لجماعة الراهبات الكرمليّات الحافيات في دير القدّيس يوسف في غوادالاخارا في وسط إسبانيا.
إنّه اليوم الرابع والعشرين من شهر تمّوز 1936، الساعة الرابعة بعد الظهر، الحرب الأهليّة في يومها الرابع، إضطُرَّت الراهبات الثلاث للخروج من المخبأ بزيّ علمانيّ:
- الأخت ماريا للقدّيس يوسف،
- الأخت ماريا-بيلار للقدّيس فرنسيس بورجا
- الأخت تريزا للطفل يسوع؛
وإذ بمجموعة من الميليشيات تقطع عليهنّ الطريق، ومن المحتمل أنّهنّ كُنَّ مراقَبات دون أن يدرينَ.
لا شيء يمكن أن يُقنع الجنود بأنّهنّ علمانيّات، وذلك بسبب شعرهنّ القصير الواضح للعيان. أطلقوا النار عليهنّ:
– الراهبة الأولى فارقت الحياة للتوّ.
– الثانية وقعت أرضًا مُضرّجةً بدمائها. نُقِلَت إلى المستشفى بواسطة مُتطوّعين من الصليب الأحمر، ولكنّها توفّيت بعد ساعات قليلة؛ قال المتطوّعون أنّها كانت تصلّي إلى الله طالِبةً الغفران لقاتليها.
– الراهبة الثالثة تمكنّت من الهرب. لحق بها الجنود، ووجدوها مختبئةً بين المقابر، فقتلوها ببرودة أعصاب.
نالت الراهبات الثلاث إكليل الشهادة، وافتتحنَ بذلك قافلة الشهداء في إسبانيا. تمّ دفنهنّ في حفرة جماعيّة.
في العاشر من تمّوز 1941، وبعد انتهاء الحرب، تمّ التعرّف على الجثامين الثلاث من خلال ثوب الكرمل وصليب الرهبنة في أعناقهنّ.
تمّ نقلهنّ إلى دير الكرمليّات في غوادالاخارا حيث فاضت أعاجيب عديدة من ضريحهنّ.
أعلنهنّ الكرسي الرسوليّ شهيدات الإيمان في 22 أيّار 1986.
وأعلن البابا يوحنّا بولس الثاني تطويبهنّ في 29 آذار 1987، في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، وذلك بعد نصف قرن على انتقالهنّ إلى المجد السماويّ.
صلاتُهنّ معنا، آمين