البسوا سلاح الله الكامل، لتثبتوا ضد مكايد إبليس..
♰ الحروب الروحية سمح بها الله لفائدتها… ووراءها أكاليل. وعلى رأى أحد القديسين الذي قال:🕊⚘ لا يكلل إلا الذي انتصر. ولا ينتصر إلا الذي حارب.🕊⚘
من جهة الله هي اختبار لحرية إرادتنا، وإعطاؤنا الفرصة التي نستحق بها خيرات الملكوت، إذا انتصرنا… 🕊⚘
أما ؛
من جهة الشيطان، فمن طبيعته أن يقاوم ملكوت الله، ويحارب الساعين إليه. وهو يحارب الله في شخص أولاده. ويشتكى عليهم كما حدث في قصة أيوب الصديق (أى 1، 2). وهو يحسد السالكين في حياة البر، لكي لا ينالوا البركة الإلهية التي حرم هو منها.🕊⚘
وحروب الشياطين هي ضد الكل، لم ينج منها أحد.🕊⚘
ونحن حينما نتكلم عن هذه الحروب، إنما نقصد الحرب التي يثيرها الشيطان وكل جنوده وأعوانه. 🕊⚘
منذ أيام آدم وحواء وابنهما قايين، والشيطان قائم يحارب، يحاول بكل جهده أن يلقى البشرية تحت حكم الموت الأبدي.
وقد أسقط أنبياء ورسلًا، وأشخاصًا حل عليهم روح الرب مثل داود وشمشون اللذين تابا،
ومثل شاول الملك الذي رفضه الرب، وفارقه روح الله “وبغته روح رديء …” (1صم 16: 14).🕊⚘
فلا تظنوا أن حروب الشياطين هي للمبتدئين فقط أو للخطاة.🕊⚘
كلا، فهو يحارب الكل، مهما كانوا نامين في النعمة، بل يحارب هؤلاء بالأكثر، . لذلك على كل إنسان أن يحترس، 🕊⚘ وأن لا يظن بأنه قد ارتفع فوق مستوى حروب معينة. ولنتذكر أن معلمنا داود النبي حورب بخطية زنا وسقط فيها،
مع أنه كان قد حل عليه روح الرب وصار مسيحًا له… إن الشيطان يريد أية فريسة. وقد وصفه القديس بطرس الرسول، بعبارة خطيرة قال فيها: “إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسًا من يبتلعه هو” (1بط5: 8).🕊⚘
وهو دائم الجولان لصيد فرائسه. ولما سأله الرب (في قصة أيوب) “من أين جئت؟ “أجاب في صراحة “من الجولان
في الأرض ومن لتمشى فيها” (أى 1: 7، 2: 2). وطبعًا الغرض من هذا الجولان هو البحث عن أية فريسة يسقطها..
والشيطان لا ييأس، مهما كان الذي يحاربه قويًا .. 🕊⚘
وقيل عن السيد المسيح إنه “كان مجربًا في كل شيء مثلنا، بلا خطية” (عب 4: 15). 🕊⚘
وإنه “فيما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين” (عب 2: 18). حقًا إن تجارب المسيح من الشيطان عزاء لنا في
كل تجاربنا… إن حلت بك تجربة فلا تتضايق، إن المسيح قد جرب من قبلك، وكما انتصر المسيح سوف تنتصر أنت أيضًا.
إن حروب الشياطين موجهة ضد الله نفسه وضد ملكوته، وضد هياكله المقدسة التي هي نحن. 🕊⚘
فهو يريد أن يقاوم هذا الملكوت بكافة الطرق. ويفرح إن أمكنه أن يسقط “حتى المختارين أيضًا” (متى 24: 24).
وإن كانت ملائكة السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب (لو 15: 10)، فلا شك أن الشياطين تفرح ببار واحد إذا سقط،
بل تفرح بسقوط أي أحد يخضع لهم.
والقديس بولس الرسول، يشرح هذه الحروب الروحية فيقول: 🕊⚘
“البسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس.🕊⚘
فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين.. مع أجناد الشر الروحية في السماويات…” (أف 6: 11، 12).
وشرح كيف أن هذه الحروب الروحية تحتاج إلى أسلحة روحية لمقاومتها، ذكرها بولس الرسول في نفس الأصحاح بالتفصيل.
ولابد لها من معونة الله، الذي قال “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا” (يو 15: 5). 🕊⚘
وفي هذه الحرب الروحية ما أجمل أن نتذكر قول داود النبي “الحرب للرب” (1صم 17: 47). 🕊⚘
والحروب الروحية حروب دائمة. قد تتنوع، ولكن لا تنتهي.
طالما أنت في الجسد، فأنت معرض لهذه الحروب، التي تظل معك حتى الموت. ولذلك قال القديس بطرس الرسول
“سيروا زمان غربتكم بخوف” (1 بط 1: 17). ولا يقصد بالخوف، الرعب من الشياطين… إنما الخوف الذي يدعوا إلى الحرص والتدقيق.
بالنسبة إلى الفرد، الحرب تستمر حتى الموت. وبالنسبة إلى العالم، تستمر مدى الدهر، إلى نهاية العالم. 🕊⚘
حتى أن الشيطان حينما يحل من سجنه، يخرج ليصل الأمم (رؤ 20: 7، 8).
وفي نهاية الأيام سيكون هناك ارتداد عن الإيمان (1 تى 4: 1)، “وستأتي أزمنة صعبة” (2 تى 3: 1). 🕊⚘
وقبل مجيء المسيح سيكون الارتداد العام (2تس 2: 2).
وسيبذل الشيطان كل جهده وسينزل إلى الأرض “وبه غضب عظيم، عالمًا أن له زمانًا قليلًا بعد” (رؤ 12: 12). 🕊⚘