أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا، ان خطاب قداسة البابا خريطة طريق لنا كرؤساء كنائس وسنباشر عملنا ضمن اطارنا الكنسي لننفذ هذه الخريطة التي تفضل بها في خطابه”.
وقال الراعي في تصريح من القصر الجمهوري: “نوجه نداءنا للمعنيين وسنباشر اتصالاتنا وعملنا معهم، الوقت ليس للتسلية وقداسة البابا يحمل القضية اللبنانية بعمق أعماق قلبه ويحملها الى المجتمع الدولي”، مشددا على ان “علينا ترتيب البيت الداخلي إذ لا يجوز ان يحمل البابا قضيتنا الى العالم ولا نفكر بها نحن”.
واعلن الراعي “ان الكل يخالف الدستور ولا أحد معني بلبنان بقدر رئيس الجمهورية”، ، داعيًا الرئيس المكلف سعد الحريري الى “الإسراع بتشكيل الحكومة مع الرئيس عون وفقا للدستور لان لبنان يقع ضحية هذا التأخير”. وقال: “لا أتعجب أن يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، فهل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟”.
أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إلى أن زيارته إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، هي لـ “نضعه في الجو الذي كنا فيه في روما، وقيمة اللقاء الذي دعا له البابا فرنسيس، وهمّي أن أقول أن خطاب البابا هو خريطة طريق لنا، وكوننا رؤساء كنائس يجب أن نباشر عملنا ضمن إطارنا الكنسي، كي ننفذ كل خريطة الطريق”.
وشدد الراعي على أن “رئيس الحكومة المكلف عليه أن يقوم وبأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، بروح الدستور، وكل يوم نتأخر تغرق السفينة أكثر وأكثر. هذا الكلام قلته له منذ زمن، وأكرره اليوم”. وأفاد بأنع أن تكون “حكومة تقنيين لا حزبيين هو كلام نقوله كلنا كل يوم”.
ورأى أن “الباب لتدخل إلى أي مكان هو تأليف الحكومة، وما أوصلنا الى هنا هو عدم وجود حكومة، وإذا لم يكن هناك حكومة، كل القطاعات سـ “تخرب”، وكل المصالح ستتوقف، وستزداد الهجرة والبطالة، وستقفل المؤسسات أبوابها”. وشدد على أنه “لا يمكن بروح المسؤولية الوطنية أن نتأخر ربع دقيقة عن تأليف حكومة”.
وأكد أن “كلنا يجب أن نتحمل مسؤولية مجتمعنا ووطننا، كلٌّ من موقعه، ولبنان يقوم على أكتافنا كلنا، وبسواعدنا كلنا، وليس فئة دون أخرى. هذا كان فحوى حديثنا مع عون”.
كما أوضح أن “العمل الأول هو زيارة الرئيس، بعدها نباشر العمل ونتشاور مع يعضنا، نحن الذين كنا في روما، ونعرف كيف سنسير، وإلا سيكون هذا اليوم “راح ضيعان”، معتبراً أن “هذا اليوم هو ذكرى تتكرر كل يوم، حين نحققها نحن”. وأوضح أن “الجميع يخالفون الدستور، ولكن هذا ليس موضوعنا. لا أحد معني في لبنان بقدر الرئيس عون بصفته رئيساً للجمهورية”.
ولفت إلى أن “البابا تكلم عن وجع الناس وقهرهم، ولكن قال لهم اصمدوا فالغيمة تمر، وبعد الليل هناك فجر يجب أن نكون إلى جانبهم بالمعنويات، والمساعدة يجب أن تكون بكل ما للكلمة من معني، ونحن نظمنا أنفسنا لنكون إلى جانب الناس، والأمور لا تتحمل مدى طويل”.
بموازاة ذلك، أشار الراعي إلى أنه “في وعظتي قبل السفر إلى روما، قلت إنه يبدو أن هناك مخطط على لبنان، وأنا لا أتعجب من ذلك”. وقال: “السارق، ومن يريد أن ينفذ عملية اغتيال، ألا يخططوا؟ ولكن هل أفتح هم الباب؟ يجب ان أتحصن كي لا يتم هذا المخطط”. وتابع، “لا يكفي ان نقول كما في حرب الـ 75، “هذه حرب الآخرين على ارضنا”. هذا الكلام لا يقال، ونحن لا يجب أن “نتفرج” عليهم، ويجب أن نتصالح ونتكاتف ونعرف كيف نحافظ على أرضنا”.