*نسيم بو سمرا***
- كرة النار التي يتقاذفها الفاسدون التقطها الرئيس عون كما العادة ليجترع الحل***
بكل وضوح وبالمختصر، ما يجري من حرمان وذل للبنانيين وملاحقة المصائب المفتعلة لهم، هو تمهيد لإسقاط مؤسسات الدولة وتهجير اللبنانيين لتنفيذ خطة المجتمع الدولي والجمعيات الدولية القائمة على استبدالهم بالنازحين واللاجئين، وهذا ما قصده تقرير البنك الدولي الذي صدر منذ بضعة أيام عن الركود الإقتصادي المتعمّد في لبنان Deliberate Depression، أي ان المؤامرة الخارجية أدواتها داخلية، وهذه الشهادة الدولية على عار بعض مسؤولينا، خير دليل على انكشاف اللعبة.
إنّ ما يحصل من تقاذف للكرة في موضوع أموال المودعين، بدءا من بيان المجلس المركزي لمصرف لبنان وتعميم الحاكم من جهة وبيانيّ جمعية المصارف من جهة أخرى، الاول انقلابي والثاني يعتذر عن الانقلاب، يجعل من اللبنانيّين الكرة التي يتقاذفها هؤلاء، ليلتقط الرئيس العماد ميشال عون كرة النار كما العادة في المفاصل التاريخية التي يمر بها لبنان، ويجترع الحل المؤقت حتى السير بالخطة الشاملة التي ستعيد الى العملة الوطنية قيمتها وتوقف الانهيار.
أما الحل على المدى القصير والطارئ، فيبقى في مشروع قانون الكابيتال كونترول الذي أقرته اليوم لجنة المال والموازنة، وقد أوضح رئيس اللجنة النائبأ ابراهيم كنعان ان “الكابيتال كونترول يعلو على اي تعميم من مصرف لبنان، والمطلوب التعاون والعمل الجدي ليأخذ هذا التشريع مساره للتطبيق”، ونحن كلنا أمل بذلك ليصبح قانونا ملزما للمصارف التي عاثت فسادا واستنسابية في تحويل الاموال الى الخارج، فالمشكلة تكمن في عدم وجود قانون يحدّد سقوفًا للسحب، وآخر يقتطع من أموال كبار المودعين، لضرورة توزيع الخسائر في هذه المرحلة، لأن من يدفع الثمن اليوم هم صغار المودعين بشكل خاص واللبنانيون بشكل عام، بحسب تقرير البنك الدولي، والانكى ان منظومة الفساد التي حكمت لبنان منذ العام 1992 حتى اليوم، تنفذ مشروعها التدميري للبنان بشراسة، بمنطق “عليّ وعلى أعدائي”، بعدما جاء من يوقفها عند حدها ويحاسبها بواسطة التدقيق الجنائي، وهو الرئيس العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر.
ولكن فليطمئن الجميع، لأن شعب ميشال عون العظيم لن يرضخ للحصار الاقتصادي والضغوط المعيشية، ولن يترك لبنان ويسلمه للنازحين واللاجئين، بل سيبقى شعبا أصيلا في أرض أجداده الجبارين.
*باحث وصحافي