أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الخوري طوني بو عسّاف يشهد للحق.. غادة عون… ووجهها الآخر


غادة عون… ووجهها الآخر

على تلة الظهورات تحمل السبحة… في كرسي الاعتراف طلبت مني الصلاة لأجلها… سألتها عن اسمها قالت لي يومها: انا غادة عون… ولماذا تأتين الى هنا؟ كان جوابها: ان عملي يحتّم عليّ ان يكون ضميري حيّا… عودتي كل سنة إلى مديوغوريه هو رياضة روحية للنفس لأعمل بخوف الله واجدد التزامي في إيماني ومسيرتي وقسمي..

يوم كان البعض من الموظفين في الدولة ينتظرون هدية رأس السنة من مافيات السلطة واصحاب النفوذ من علبة سيكار أو شيك مصرفي أو اشتراك في مسابح ومجمعات أو بطاقات سفر للخارج مع إقامة في افخم الفنادق.. كانت غادة عون مع باقة من المؤمنين تنتظر الذبيحة الإلهية لتنال القربان والنِعَم…

في الزمن الصعب وقول الحقيقة الكل يهرّب أو بيِتخبّى.. تحية لشهادة الخوري طوني بو عساف بمدلولها ومحتواها ومضمونها ورقيها.. صوت الرب سينتصر بالذين يخافونه.. (Agoraleaks)


آليت على نفسي الا اكتب دفاعا عن أشخاص أو أحزاب أو مشاريع… ولكنّ ضميري حملني ان اشهد للحق مستعرضا الوجه الآخر للقاضية غادة عون… ولست هنا بمعرض الدفاع عنها لأنها لا تحتاج إلى مدح، وأفعالها تشهد لمناقبيتها واخلاقها والله وحده حسيب ورقيب…

اطل يوم السادس والعشرين من شهر كانون الاول ٢٠١٦ واقلعت بنا الطائرة إلى مدينة السلام والصلاة، إلى مديوغوريه… وهناك بدأت رحلة الحج واللقاء مع الذات ومع الله تحت نظر امنا العذراء مريم…

دخلت إلى الكنيسة حيث القربان وخشعة اللقاء… رأيتها تلك السيّدة الراكعة أمام يسوع تناجيه… على تلة الظهورات تحمل السبحة في يدها تحاكي امنا العذراء مريم… في كرسي الاعتراف طلبت مني الصلاة لأجلها واضعة نفسها بكل ما فيها من قوة وضعف أمام نعمة الله ورحمته… سألتها عن اسمها قالت لي يومها: انا غادة عون… ولماذا تأتين الى هنا؟ كان جوابها: ان عملي يحتّم عليّ ان يكون ضميري حيّا… عودتي كل سنة إلى مديوغوريه هو رياضة روحية للنفس لأعمل بخوف الله واجدد التزامي في إيماني ومسيرتي وقسمي.. وما هو عملك؟ انا قاضية في محكمة البقاع… سألت نفسي: قاضية وتقضين رأس السنة في مديوغوريه؟

يوم كان البعض من الموظفين في الدولة ينتظرون هدية رأس السنة من مافيات السلطة واصحاب النفوذ من علبة سيكار أو شيك مصرفي أو اشتراك في مسابح ومجمعات أو بطاقات سفر للخارج مع إقامة في افخم الفنادق.. كانت غادة عون مع باقة من المؤمنين تنتظر الذبيحة الإلهية لتنال القربان والنِعَم…

يوم كانت الصفقات على حساب الضعفاء والابرياء من كبار باعوا الضمير بحفنة من المال كانت غادة عون مع آخرين تصغي إلى كلمة الله في الكتاب المقدّس ليظل صوت الله (الضمير) وكلمته نورا لطريقها ومصباحا لخطاها…

يوم كانت ولائم الفاسدين والسارقين مليئة بأفخر المآكل والاطايب واليعازر يتضوّر جوعا في بيته العاري الا من الكرامة والاخلاق.. كانت غادة عون مع الكثيرين تحاكي السماء لتقضي بالعدل لإخوة يسوع الصغار…

في أكلها وشربها، في ثيابها، في حديثها لم تكن سوى المؤمنة المحترمة صاحبة الأخلاق والايمان…

جلّ من لا يخطىء ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر… ولأن المسيحي وكل معمّد اذا نطق عليه أن ينطق بالحق واذا شهد يشهد للحق… ولكن عندما كان المعمدان كصوت صارخ في البرية لم يرق لهيرودس لأنه وبخه من أجل هيروديا زوجة أخيه فرماه في السجن وقطع له رأسه… واليوم تريدون قطع رأس غادة عون وغيرها خوفا من فسادكم واغلبيتكم فاسدون إلى أي حزب أو جهة أو تيار انتميتم…

واذا عيّرتم القاضية عون بالجنون فمع الرسول بولس نردد : “فإن كنا مجانين فلله” (٢ قور ١٢/٥) والله يحاسب ويقوّي ويحرّرنا من فسادكم وتيهكم وضلالكم.

الخوري طوني بو عسّاف

لاهوت الوجود

(كتبت لأني اعرفها وانتمائي لكنيستي ووطني وضميري يحتم عليْ ان اشهد للحق، واحترم الرأي الآخر. ورجاء عدم التعليق خارج الأخلاق والادب واللياقة).