لا تُعطو المقدس للكلاب..
* من يودّ المساعدة يحصل عليها بفضل أمورٍ بسيطة. مثلاً يتحرّك قنديلٌ بطريقة عجائبية أو يتحرّكُ الشخصُ نتيجةَ زلزالٍ فيعودُ الى رشده. (ص: 44)
* قديمًا كان اللامبالون يعودون الى رشدهم عند سماعهم أن حربًا قد نشبت فيغّيرون مجاري حياتهم. واليوم قلّةٌ نادرة تفعل ذلك… إنهم “ينوِّمون” العالم. يجعلونه يعيش في اللهو ويُبعدون عنه المعرفة لكي لا يحزن، ويكون شأنهم شأن عجوز لا تتكلم على الموت بل على الفرح فقط، وكأن الموتَ ليس بانتظاها.. (ص: 45)
* يطيلُ الله أناته اليوم. ويتحمّل حتى يصبح الشر من دون عذر. (ص: 49)
* أسلوب الكنيسة هو المحبة وهو يختلف عن أسلوب القوانين. على المسيحي أن يحبّ الجميع فلا يتعصّب لأحد. إنّ من يوبّخ إنسانًا ارتكب خطأً ويتكلم بحقدٍ عن أحدِ الأِشخاص لا يتحرّك بحسب روح الله بل بحسب روحِِ آخر… الإنسان المتواضع لا يلعبُ أبدًا دورَ المعلّم. (ص: 76)
الإستنارة
* الإستنارة الإلهية ليست بواسطة المنطق العالمي… إنْ أنزلنا الصدأ عن الأسلاك تكون عندها موصولاً جيدًا فتمرّ النعمةُ الإلهية ويقبلُ الإنسان العتيق النورَ الإلهي الخاص بالنعمة… كم عانى المسيح مع التلاميذ الأرضيين قبل أن تظللهم النعمة! لقد مُنح هؤلاء قبل العنصرة السلطانَ من الله لكي يساعدوا العالم. لكنم لم يقبلوا الإستنارة الإلهية كما إقتبلوها في العنصرة. لقد ظنّ هؤلاء التلاميذ أن يسوع ماضٍ الى أورشليم ليُقيموه ملكًا، رغم قوله لهم إنه ماضٍ الى أورشليم ليُصلب… ولكن في يوم العنصرة وبعدَ أن أرسلَ المسيح إليهم المعزّي – الروح القدس – إمتلك الرسل النعمة الإلهية باستمرار… لا يعني أننا اليوم نعيش في حالةٍ أفضل. لكننا نعيش في زمن النعمة. لدينا المُعزّي والمعمودية ونملك المسيح.. مع التلاميذ لم يكن المسيح قد صُلبَ وكان للشيطان سلطانٌ يغوي الناس بسهولة. بعد الصلب أعطى المسيح الجميع إمكانية إقتناء الإستنارة الإلهية.. (ص: 81)
* يمنح الإله الصالح إستنارته الإلهية الى ذوي النيات الطاهرة. (ص: 83)
الجهاد
* المسيح كلّي القدرة.. المسيح يتابعنا ويمنحنا القوة لنقوم بالجهاد حسب طاقة كلّ واحد شرط أن تكون النوايا طاهرة.. ولنتجنّب الفضول كي لا تلتقط عويننا صورًا خاطئة تفسح المجال للشياطين بالتدخّل. عندما نلتقط جمرةً مُتقدّة ونمسكها في راحةِ يدنا فإنها تحرقنا. أمّا إذا تداولناها بين اليدين فإنها لا تحرقنا. (ص: 87-88)
إن كنّا نجاهدُ يشكلٍ صحيح دون إحراز أي تقدّم، فهذا يعني أنّ الشيطان الذي أعلنّا عليه الحرب يطلب الدعم من إبليس (قائد الأرواح الشريرة)، وهكذا فإن كنّا نحارب شيطانًا واحدًا فإننا اليوم نحارب 50 شيطانًا وغدًأ نحارب عددًا أكبر. والله يحجب رؤيتنا عن ذلك كيلا نقع في الكبرياء.. (ص: 90)
* من يقلق قلقًا روحيًا إيجابيًا يجد ما ينقصه ويسأل عنه وينتفع.. الغاية أن أتثقّف بشكل يكون الله هو المحور.. قُل لي ماذا تقرأ أعرف مكانتك الروحية.. في كل نصّ من النصوص الآبائية معانٍ عديدة، وكلّ شخص يفهمها وفقًا لحالته الروحية (ص: 92-93-94-95)
كيف يعمل الشيطان
* العثرات الكبيرة تأتي من الأمور التافهة، الشيطان ينطلقُ من الأمور الصغيرة (ص: 104)
* عندما يريد الشيطان أن يحارب إنسانًا فإنّه يُرسل إليه أولاً شيطانًا صغيرًا يخدّره ويجعله عديم الإحساس، ثم يمضي هو نفسه فيما بعد ليُقوْلِب هذا الإنسان ويعطيه الشكل الذي يريد.. (ص: 106)
* الشيطان محتالٌ ماهر.. إن حثّ إنسانًا روحيًا على التفكير بأمور أرضية ساعة القداس فإنّ هذا الإنسان يفطنُ للأمر ويعملُ على طرده. لذلك يُقدّم الشيطان فكرًا روحيًا. كأن يقول له: “ذلك الكتاب يتحدث عن القداس الإلهي!”. ثم يحولّه إنتباهه الى إنسانٍ مريض عليه زيارته.. وهكذا ينقضي الوقت.. فيفطن الشخص على إنتهاء القداس الإلهي دون أن يشارك فيه فعليًا.. (ص: 107)
وماذا يحدث في القداس الإلهي؟؟
تقود خادمة الهيكل بإشعال الشموع، فيبدأ الشيطان بتشتيت أفكار الكبار الذين يضيّعون وقتهم محدقين بالراهبة.. وقد يدفع المجرّب إحدى الأخوات لتقليب صفحات كتابٍ على ((القرايّة)) فتَحدثُ ضجّة تُشتّت أفكار الآخرين.. في حين أن المطلوب هو تجنّب الحركة في القداس. وهكذا يبتعد الذهنُ عن حضرة الله ويفرح الشيطان… وقد يحدث أثناء القراءات – عند وصول القارئ الى نقطة جوهرية تنفع الناس – أن يضرب الهواء بابًا أو نافذةً بقوة أو يبدأ أحدهم بالسعال فينصرف الإنتباه وتضيع الفائدة..
ماذا يفعل الشيطان؟؟ إنه يدير الزرّ على موجةٍ أخرى؟؟ إن تعلّم الإنسان كيفية تفكير الشيطان وتحرّكه فإنه يحرّرن نفسه من أمورٍ كثيرة. (ص: 108-109)
* الإحتكاك بالناس الروحيين أجدى نفعاً من القراءة الروحية.. (ص: 113)
التقوى..
* الضعف البشري أمرٌ طبيعي نراه عند كل الناس.. لنتحلّ بالصبر ولنحتمل الآخرين ولنبررهم كما إحتملنا المسيح وبررّنا.. (ص: 121)
* التقوى هي نعمةٌ من الله تحلّ في قلب الإنسان.. من يفتقر للتقوى يقعْ في أخطاءٍ وضلال عقائدي.. كل الأمور تتقدّس عندما تنطلق من التقوى.. (ص: 125)
* هناك مَن يمارس ممارسات تقوية خارجية جافة في الكنيسة لا تمتّ بصلةٍ اى الإيمان.. عندما تُرسمُ إشارة الصليب ببساطة وبشكلٍ واضح وتواضع فلن تُسبّبُ الإزعاج لأحد. أما رسمُ إشارة الصليب من دون توقّف مع ضرب المطانيات للفتِ أنظار الناس فمزعجٌ.. (ص: 128)
لا تُعطو المقدس للكلاب (متى7: 6)
* عندما يدفعُ الناسُ بثيابِ مرضى لكي يتمّ تقديسها بوضعها فوق رفات القديسين، إحذرن أن تكون ثيابًا داخلية لأن هذا الأمر لا يجوز ويتنافى مع التقوى. الشمس لا تتلوث وذلك الله ولكن عدم التقوى قد يُسبّب لنا مسًّا شيطانيًا.
* قديمًا كان الناسُ يمرضون فيأخذون زيتًا من القنديل يدهنون به الرؤوس فيتعافون. اليوم صار القنديل تراثًا تقليديًا يشتعل الزيت فيه فقط. وعند غسله يُسكب الزيت في المغسلة.
زرتُ بيتًا فرأيت سيدة المنزل تغسل قنديلاً في المغسلة. وعندما سألتُها عن مكان تصريف مياه المغسلة أجابت بأن هذه المياه تمضي الى المجارير، فقلتُ لها: من جهة تأخذين زيتًا من القنديل وتمسحين جبين ابنكِ بشكل صليب عندما يكون مريضًا، ومن جهة أخرى يمضي هذا الزيت المقدس الى المجارير. كيف تُفسرّين ذلك؟ وكيف ستحلّ بركة الله على بيتك؟ في البيوت المعاصرة لا يُخصصون مكانًا من أجل رمي الأشياء المقدسة. كنا في بيوتنا قديمًا نغسل الصحون ونحوّل الماء الى مكانٍ بعيدٍ عن المجارير لأننا كنا نصلي قبل الطعام وبعده. غياب هذه الأمور يسبّب غيابًا للنعمة الإلهية وحضورًا للشيطان. (ص: 129)
* عندما نكنس الهيكل يجب رمي كل ما جمعناه في البحر أو حرقه في مكانٍ نظيف، قد يحدث أن يقع على الأرض فتاتٌ من الجوهرة المقدسة فهذا لا يعني أنّ المسيح قد وقعَ على الأرض وديس عليه، ولكنّ النعمة تبتعد عنّا. (ص: 129)
* التقوى تغيبُ شيئًا فشيئًا فتحدث هذه الأمور الشريرة. أُصيبت إمرأةٌ بمسّ شيطاني لأنها سكبت ماءً مقدسًا في المغسلة – إحتاجة للقنينة وظنّت أن الماء فيها فَسُدَ فسكبته في المغسلة وغسلت القنينة. وللحال غادرت النعمة..
لماذا تندرُ التقوى في هذا العصر..؟
لأن الناس توقفوا عن العيش روحيًا ويُفسرون كل شيء بمنطقٍ عالمي..
هيَّأ أحدُ الرهبان مرة أيقونة للقديس نيقولاوس ولفّها جيدًا بورق مقوَّى ليقدمها كبركةَ الى أحد الأشخاص. وضعها في خزانة ومن دون إنتباهٍ على نحو مقلوب. وفجأة سمعَ صوتًا خفيفًا في الغرفة. فتّش الراهبُ عن مصدر الصوت الذي استمرّ لساعاتٍ وسبَّب له إزعاجًا كبيرًا. أخيرًأ أقترب من الخزانة فعرفَ أن الصوت ينبعثُ منها. فتح الخزانة إذا الصوت يصدر من الأيقونة. احتارَ وفضّ الأيقونة فوجدَ أنها في مضع مقلوب. وعندما أصلحَ وضعَها إختفى الصوت. (ص: 134-135)