غزت كلمة بكركي ساحات التواصل الإجتماعي، والمجالس العامة والخاصّة وملأتها بالمعارضين والمؤيّدين، لكنها عجزت عن ردع المتآمرين على وحدة البلد وأمنه، من التلطّي وراء دعوة غير عفويّة قاموا بها، وعجزوا حتى عن ملء ساحة صرحها.
هم القتلة، والكذبة والزعامات المرتهنة، هم الذين يفتخرون بولائهم لتركيّا وتطرّفها، هم الذين راهنوا على داعش والنصّرة وسلّموا لحُكم الإخوان، هم الذين تلقّوا أموالاً طائلة من الخارج لخوض المعارك السياسيّة وتنفيذ الأجندات، همّ الذين اختطفوا واعتقلوا من أولياء أمرهم ولم يتعلّموا، همّ الذين “إستزلموا” لدى كلّ الوصايات والإحتلالات التي مرّت علينا.
وبعد كلّ انسحاب لمحتلّ، هم نفسهم أعلنوا النصّر عليه، وتهافتوا على جمع المكاسب السياسية والإداريّة من بعده.
ولكن مع وصول الرّئيس عون إلى سدّة الرئاسة، تغيّر حالهم، وبدأوا يخسرون المعارك، الواحدة تلوى الأخرى، سياسيّاً، إداريّاً، وشعبيّاً… فما العمل ؟
من البديهيّ، ألا يستسلموا سريعاً، وكلّما زادت ضرباتهم للعهد، إعلموا أنهم بدأوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة.
بالأمس القريب، حاولوا ركوب موجة الثورة ولكنهّم فشلوا وأفشلوا الثورة معهم، لأن الشعب اللّبناني لم يعد يؤمن بهم.
والبارحة حاولوا ركوب موجة بكركي، لضرب العهد والرئيس الضّربة القاضيّة من خلالها، ولكن مرّة جديدة، أفشل الشعب اللّبناني محاولتهم لإستعادة القرار والإستقواء ببكركي.
فشلوا من جديد، لأنّهم أبعد الناس عن البطريرك وعن طرحه الوطني، ولو فعلاً سمعوا كلامه جيداً لأحنوا رؤوسهم خجلاً وانسحبوا بصمت.
ومن حاولوا التهجّم عليه من خلال بكركي هو الأقرب إليها وإلى طرحها، وكان السّباق به.
بكركي لا تعمل لأجلكم، أو لأجل فسادكم وديمومة حكمكم وتسلّطكم، لا تتكلّم على هواكم، بل لمصلحة الوطن تبادر.
إن اختلفنا معها أو اتفقنا، بكركي تبقى بكركي… ولو أخطأت !
ناشط سياسي