أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


حنين جنبلاط المتجدد للتدويل وتجربة الطائف المشؤومة- نسيم بو سمرا

  • الرئيس عون صاحب مشروع وحدة لبنان يعمل جاهدا على جمع اللبنانيين وتوحيد صفوفهم ***

خرجت الأمور في الفترة الأخيرة عن المعقول وطنياً، في إطار الدعوات الى تدويل الازمة اللبنانية، وكأن السياسيين من عملاء سابقين وسياديين جدد، يحنون الى استعادة زمن الوصاية، وعلى رأسهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يثبت يوما بعد يوم انه بيدق بأيادي أعداء لبنان؛ فهو كغيره من امراء الحرب وزعماء الطوائف، لم يتعلم من تجاربه الفاشلة في الحرب اللبنانية والتي ساهم خلالها بإضعاف لبنان، وزعزعة كيانه، ليحمل اليوم راية التدويل، مطالبا بحماية اللبنانيين من إيران وحزب الله بعدما اتهم الحزب بالشراكة مع سوريا بتفجير مرفأ بيروت، مستمرا بذلك بمسار تقديم أوراق الاعتماد للدول الغربية، ذات مشاريع تصفية القضية اللبنانية، فيما المؤسف في هذا الاطار ان يشجع هكذا مسارات، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يدعو الى مؤتمر برعاية دولية، كما دعا قبلها الى حياد لبنان.

فقد أطل جنبلاط ليل أمس عبر المؤسسة اللبنانية للارسال مع الاعلامي ألبير كوستانيان، شارحا موقفه من التطورات الراهنة، وبخاصة أزمة تشكيل الحكومة، ليربطها بأزمة حكم، وحين سأله كوستانيان عما إذا كان يؤيد تعديل اتفاق الطائف، بهدف ايجاد الحلول، رفض التعديلات بشدة، طالبا بدل ذلك، الحصول على ضمانات دولية للبنان، سائلا: هل لا يزال الكيان اللبناني قابل للحياة، بعد ١٠٠ سنة على تأسيس لبنان الكبير؟ داعيا الى تدويل الأزمة اللبنانية؛

غير أن من يعرف تاريخ جنبلاط الذي ضرب طواله أسس لبنان فأضعف الدولة بمشروعه التقسيمي، ويلعب اليوم دورا أشد تدميرا لكيانه؛ لا يستغرب عقليته الهدامة، وبدل ان يسعى الى الحل الداخلي، لتجنيب اللبنانيين الأسوأ، نتيجة التشرذم الحاصل على الساحة السياسية، فيتجاوب مع جهود صاحب مشروع وحدة لبنان، الرئيس العماد ميشال عون الذي يعمل جاهدا على جمع اللبنانيين وتوحيد صفوفهم، وذلك بدعوته مرارا المسؤولين الى طاولة قصر بعبدا، للتلاقي بهدف إيجاد مخارج سليمة للأزمات المتعددة التي مرينا فيها ولا نزال، ومنها أزمات مزمنة، عمر بعضها عمر لبنان الكبير؛ يذهب جنبلاط الى التأزيم بتوجهه نحو الخارج، لا تحصين الكيان اللبناني كما يدعي، معيدنا بالذاكرة الى اتفاق الطائف المشؤوم الذي بدل ان يحل القضية اللبنانية، زادها تعقيدا، وزرع فيها بذور التفجير، كما ان تجربة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ليست بافضل؛

ثم يناقض جنبلاط نفسه في المقابلة، بالقول ان لبنان اصبح ملحقا بإيران، مطالبا بضمانات دولية وعربية للبنان، في وقت يهاجم فيه سوريا، الوحيدة من بين الدول العربية الرافضة للتطبيع مع اسرائيل، فيما يبدو واضحا ان هواجس جنبلاط، هي أمنيات اكثر منها مخاوف على لبنان، لأن الحريص على لبنان لا يسلم مصيره للدول المتآمرة عليه بالأساس، وهي دول الخليج والولايات المتحدة، التي تحاصر لبنان اقتصاديا، وتجوع اللبنانيين، ليرضخوا فيقبلوا بالاستسلام، ويوقعوا على التوطين والتجنيس والتخلي عن حقوق لبنان في أرضه المحتلة، وحدوده ونفطه ومائه، فيتنازلون عن سيادتهم، بالقبول بوضع اليد الدولية عليه، وذلك بحجة ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كما ذكر جنبلاط مرارا، يسيطر على كل مفاصل الدولة، بدعم من حz ب ال ل ه.

أما الكيان اللبناني الذي يتخوف جنبلاط على ديمومته، فعمره آلاف السنين، وحضارته ضاربة في التاريخ، ولن ينجح لا جنبلاط ولا احلامه، ولن تتمكن أي دولة كبرى او امبراطورية حتى، من زعزعة كيانه، وانهاء دوره الذي هو حاجة عالمية، قائمة على التنوع والتعددية، وتشكل نموذجا للتفاعل الحضاري بين جميع مكوناته.

بالمحصلة، جنبلاط هو هو، بعمالته للخارج، سعيا منه لقهر شركائه في الوطن، ليستمر هو بفساده وكارتيلاته وجشعه للمال والسلطة.