عَ مدار الساعة


القديس باييسيوس الآثوسي: إحترسوا لئلا تُوجدوا غير مستعدين.. بهذه الأزمنة المعقدّة لا يكفينا أن نكون مستعدين، بل مستعدين ثلاثة أضعاف عَ الأقل!!


يُسأل باييسيوس: ماذا لو أخذ أحدهم العلامة دون علمِهِ؟

يقول: يُستحسن أن نقول “دون مبالاة” كيف لأحدٍ أن لا يعرف رغم وضوح كل الأمور؟ وإذا كان أحدٌ لا يعرف، فيجب أن يهتمّ ويعرف. فالمرء بقبوله العلامة، حتى دون علمه، سيخسر النعمة الإلهية ويُسلّم نفسه للتأثيرات الشيطانية. عندما يغطس الكاهن الطفل في جرن المعمودية يتقبّل هذا الأخير الروح القدس دون علمه وتسكن النعمة الإلهية فيه.


يجب أن تستعدوّا للموت


فقد العالمُ السيطرة على نفسه، فقدَ الناس الشرف والتضحية بالنفس، وصار طعمُ فرح التضحية مجهولاً لأناس اليوم. ولذلك يتعذبون بهذا المقدار، لأن المعجزات تحصل فقط عندما تشترك في ألمِ الآخر.

ما لم يُغذِّ الشخص روح التضحية بالنفس في ذاته، فهو يفكّر بنفسه فقط ولن يتلقّى النعمة الإلهية.

يشبه زماننا (خَليقنا) يغلي ويدخّن. يحتاج المرءُ لضبط النفسِ والجرأة والشجاعة. إحترسوا لئلا تُوجدوا غير مستعدين إذا حصل شيء ما. بل إبدأوا الآن بالإستعداد لكي تتمكنوا من مواجهة الصعوبات. يقول المسيح: “كونوا أنتم مستعدين، لأنه يأتي إبن البشر في ساعةٍ لا تتوقعونها” (متى24: 44) أليس كذلك؟ اليوم أن نحيا في هذه الأزمنة المعقدّة، لا يكفينا أن نكون مستعدين فقط، بل مستعدين ثلاثة أضعاف على الأقل!

يُحتمل أن نتعرض ليس فقط للموت الفجائي ولكن لأخطار أخرى. لذا فلنَدفع عنا رغبة ترتيب حياتنا بكشل مريح..

أرى أن شيئًا ما في المستقبل القريب، لكنه يتأجل باستمرار. تأجيلات صغيرةٌ طول الوقت..

.. يضيف الموت في المعركة كثيرًا من رحمة الربِّ. لأن من يموت ميتة الشجعان يُضحّي بنفسه دفاعًا عن الآخرين. فمن يضحّي بحياته بدافع الحب النقي دفاعًأ عن أخيه يقلّد المسيح. أشخاصٌ كهؤلاء هم أبطال شجعان يبثّون الرعب في أعداءنا. والموت نفسه يرتعد منهم لأنهم يجرحونه بحبّهم العظيم..