حلم اللاجئ بالعودة (ميشال غنيم)
تزداد أزمة اللجوء السوري في لبنان أهميةً لدى اللبنانيين والمجتمع الدولي بعد صمتٍ طويل دام سنوات. فاليوم يعاني اللاجئ السوري في لبنان من مشاكل اقتصادية واجتماعية تنعكس سلبًا عليه وعلى أخيه اللبناني، حيث أصبح للّاجئ حلم بالعودة إلى دياره. فأي مشاكل يعاني منها هؤلاء في لبنان؟
بحسب دراسة قام موقع “The National Law News”، فإن 9% من اللاجئين في لبنان يرغبون البقاء على الأراضي اللبنانية، أما ال91% فيفضلون العودة إلى المناطق الآمنة في إحدى المحافظات ال13 السالمة. فمن يعرف جيّدًا كيف يعيش اللبناني في بلده الأمّ، من الطبيعي أن يشعر مع اللاجئ الذي لا يستطيع أن يعيش حياة كريمة في بلد غير مؤمنة فيه حقوق شعبه أوّلًا. إن أخذنا التعليم على سبيل المثال، فهناك 48% من النازحين في العالم غير خاضعين للتعليم بحسبب الUNHCR، إذًا كيف يبدو الحال في لبنان في ظل إنفاق فقط 10% من الموازنة العامة على التعليم أي تحت الحد الأدنى التي تحدده الجهات الدولية المعنية بحقوق الانسان؟ مع العلم أن عدم التعلّم يؤدي إلى التطرف والأخير يسبّب بإضطراب أمني قد يهدد أمن البلد ككل وصولًا للإرهاب. فالأحداث الأخيرة في أوروبا وبعض الجرائم التي طرأت في لبنان خير دليل على نتيجة عدم خضوع الفئات العمرية الصغيرة من اللاجئين للدارسة والتعليم. إضافةً إلى كل هذا، فمن يتقن الخيم في البقاع والجرود القاحلة لا يمكنه تحمّل البرد القارس والعواصف في ظل عدم وجود وسائل للتدفئة من ملبس ومسكن لائق. من يعتقد أن هذا الواقع قد يتغير في السنوات المقبلة ومن يراهن أن أوضاعهم ستتحسن تدريجيًا مخطئ لأن أوضاع اللبنانيين قبل السوريين نوعًا ما مذرية.
حلم اللاجئ أصبح العودة إلى بيته وداره حيث تعمّه الذكريات الجميلة والسليمة بعيدًا عن الحرب والتجاذبات السياسية. أليس من المنطق الإنساني قبل السياسي، مساعدة أخوتنا بالعودة إلى المناطق الآمنة ليبنوا مستقبلهم الذي حاول البعض سلبه منهم؟