الراعي يتواصل مع الحريري وباسيل.. وهمّه التوفيق واقترح جمع الرئيسين عون والحريري تحت قبة بكركي أو أي مكان يختارانه بحضوره، لوضع حدّ للخلافات..
(غاصب المختار – الحدث)
أكدت زيارة رئيس الجمهورية إلى بكركي قبل يومين، عدم وجود خلاف حول تشكيل الحكومة وبعض المسائل الاخرى بين الرئيس ميشال عون وبين سيد الصرح البطريرك بشارة الراعي، خلافاً لما تردد قبل مدة بسبب تأخر زيارة الرئيس للتهنئة بالأعياد، لأسباب تتعلق بالوقاية من كورونا.
ويقول مسؤول مقرّب من بكركي، ان هناك تفاهماً كبيراً بين الرجلين، وان الراعي بقي على تواصل مع عون طيلة الفترة الماضية التي اعقبت زيارته الى قصر بعبدا، كما انه بقي على تواصل مع الرئيس الكلف سعد الحريري، وايضاً مع رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، من اجل تقريب وجهات النظر بين كل الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة، لأن البطريرك يرى اهمية كبرى للإسراع بتشكيل الحكومة لإخراج البلد من ازماته.
ويوضح المسؤول، ان البطريرك تلقى وعوداً إيجابية من الاطراف الثلاثة، “لكن المهم صفاء النوايا وتنفيذ هذه الوعود الإيجابية”. وعلى هذا الاساس استأنف الراعي مهمة التوفيق بين وجهات النظر، واقترح جمع الرئيسين عون والحريري تحت قبة بكركي أو أي مكان يختارانه بحضوره، لوضع حدّ للخلافات حول توزيع الحقائب وبعض اسماء الوزراء.
ويؤكد المسؤول المُطّلع، ان الراعي لم يدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة في إتصالاته مع الرئيسين، لأنه ينطلق من منطلقات وطنية عامة لإراحة البلاد والعباد، وعليه ينتظر البطريرك تجاوب الرئيسين مع مسعاه.
وعلى خطٍ موازٍ، ثمة مساعٍ ونصائح للرئيسين وللقوى السياسية المعنية، بتشكيل الحكومة قبل تسلم الرئيس الاميركي جو بايدن سلطاته الرسمية في 20 الشهر الجاري، لسببين: الاول تحسّباً لتطورات كبيرة في المنطقة تنعكس سلباً على لبنان، لا سيما اذا اقدم الرئيس دونالد ترامب قبل رحيله على عمل تصعيدي كبير في الخليج. وثانياً لأن بايدن لن يكون متفرغاً للملف اللبناني فور تسلمه مهامه وربما طال الامر اشهراً. عدا عمّا يمكن ان تقوم به اسرائيل المأزوم رئيس وزرائها نتانياهو داخلياً من توتير أجواء المنطقة اكثر للخروج من ازمته.
وفي الوقت ذاته، يُلاقي الرئيس نبيه بري البطريرك الراعي في إستعجال تشكيل الحكومة مهما كانت الظروف، لأنها تبقى أجدى من وجود حكومة تصريف أعمال شبه مشلولة، يكتفي بعض وزرائها بمتابعة موضوع كورونا، والباقين غائبون عن السمع والعمل. ويُقال ان بري يَحثّ عون والحريري على تجاوز بعض العقبات لتسهيل ولادة الحكومة، خشية حصول تطورات داخلية او خارجية تعرقل كل شيء.