أردوغان يدّعي قصف إرهابيي داعش ويقصف الأكراد
أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن دعم النظام التركي وتمويله للتنظيمات الإرهابية في سورية هو أحد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء وقوع الهجمات الإرهابية في تركيا.
وقال فيسك في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية: “أليست أنقرة هي التي أسهمت بإشعال الحرب في سورية وسمحت بتدفق الأسلحة والأموال عبر حدودها إلى تنظيم داعش الإرهابي وإلى إرهابيي جبهة النصرة التابعين للقاعدة ممن تعتبرهم “أبطال الأحياء الشرقية في حلب” وإلى “معتدلي الغرب” من المجموعات المسلحة المختلفة الذين يرتكبون جرائم القتل دون أن يبادر الغرب إلى وصفهم بالجهاديين المتطرفين”.
وأضاف فيسك: “في حال عمد دكتاتور ما حتى وإن كان منتخباً إلى تحويل بلاده إلى قناة ولاعب أساسي في إثارة حرب في دولة مجاورة.. ما الذي يمكن أن يتوقعه في نهاية الأمر سوى مجازر في المدن الكبرى في بلاده نفسها”.
ولفت الكاتب البريطاني إلى أن “أردوغان الذي يدّعي قصف واستهداف إرهابيي داعش فيما هو يقصف أعداءه الأكراد ويجرؤ على المطالبة بعدم تدخل أي كان في شؤون بلاده الداخلية فيما هو يرسل قواته إلى دول الجوار هو بالتأكيد يمشي في طريق خطير للغاية”.
وتابع: “إن نظام أردوغان الآن وبعد خفوت حماس الأتراك للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بات يلجأ إلى محاولة ابتزاز الاتحاد لإغلاق الممرات البحرية ومنع اللاجئين من الوصول الى الشواطىء الأوروبية في مقابل الحصول على المزيد من المكاسب وعلى رحلات مستثناة من تأشيرة الدخول لمواطنيه الأتراك إلى أوروبا”.
وقال فيسك: “إنه وفوق هذا كله عمد أردوغان الذي لم يعد يتمتع بموالاة الجيش التركي له بشكل كامل إلى اعتقال أكثر من سبعة آلاف جندي بينهم 164 ضابطاً رفيعاً خلال شهر تشرين الأول الماضي وحده وهدفه في ذلك بالتأكيد ليس مجرد معاقبتهم فاعتقالات بهذه الضخامة في صفوف أي جيش لا تعني مجرد تقديمهم للمحاكمة وإنما منع الجيش من تنفيذ المزيد من محاولات الانقلاب التي قد تكون ناجحة هذه المرة ويواجه فيها “الخليفة العثماني” نفسه السجن أو مصيراً قد يكون أسوأ من ذلك.
وكان 39 شخصاً على الأقل بينهم 16 أجنبياً قتلوا في هجوم استهدف ملهى ليلياً في إسطنبول خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة حيث حملت أوساط سياسية وحزبية تركية واسعة رئيس النظام التركي أردوغان وأجهزته الأمنية والاستخبارية مسؤولية ارتداد الإرهاب على تركيا بسبب احتضانه وإيوائه التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها في سورية.