أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


جنون ترامب (بقلم ميشال غنيم)


أيام معدودة تفصلنا عن ٢١ الشهر الحالي من يناير، أي نهار تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن من قبل الرئيس الحالي دونالد ترامب. أكثرية المحللين يعتقدون بأن شخصية ترامب المتمثلة بالego والعنجهية الكبيرة ستدفعه بالقيام بأمر جنوني قبل انتهاء ولايته وتسليم نظيره بايدن مفتاح البيت الأبيض. ولكن هل ستصب التطورات في مصلحته؟ وما هي السيناريوهات المحتملة في الأيام القليلة المقبلة؟

إن عدنا قليلًا إلى الوراء، نرى أن ترامب أقال وزير الدفاع ووزير العدل كخطوة أولى للسطو على الجيش والقضاء، فهو من الطبيعي يستعد إلى أمرٍ ما يتعلّق إمّا بحرب وتصعيد في الخارج أو بتغيير نتائج الإنتخابات. كما تجدر الإشارة إلى أن ترامب قال بخطاب سابق أن على الجميع أن يستعد لبداية السنة الجديدة لأن ستحدث أمور مثيرة وستفاجئ الجميع.

إضافةً إلى مواقف ترامب المعتاد عليها، تصريح لوزير خارجية إيران جواد ظريف “ينصح” فيه ترامب وينبهه من طابور ثالث أي اسرائيل التي قد تتدخل وتضرب مصالح أميركية في الشرق الأوسط ليتم اتهام ايران وتشتعل الحرب بين الجيش الأميركي والإيراني. هزّ هذا التصريح بالأمس مواقع التواصل الإجتماعي ووضع المنطقة بإستعداد أكبر لأي مواجهة قد تحصل وتحديدًا بعد تصريح الحرس الثوري الإيراني الذي شمل لبنان والعراق كخطوط دفاع عن المصالح الإيرانية في حال تم ضربهم من قبل الولايات المتحدة الأميركية. كما انتشر فيديو يظهر مروحيات أميركية حربية تتجه إلى العراق لحماية قواعدها العسكرية.

مؤشرات أخرى تدل على أن استعدادات جديدة تتحضر إليها المنطقة ومنها تصريح Wayne Allyn Root أحد أكثر المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال بأن الأخير قطع إجازته وعاد إلى البيت الأبيض للتحضير. وربما هذا التحضير يكون ردًا على أي انتقام إيراني قد يحدث في الذكرى السنوية على استشهاد قائد فيلق القدس قاسم سليماني أو استعدادًا لضربة عسكرية في بحر الصين الجنوبي يستطيع من خلالها ترامب أن يعلن الأحكام العرفية ليصبح الحاكم العسكري للبلاد وليس فقط رئيساً للجمهورية. مع العلم أن كيسنجر حذّر بايدن في مكتوب من مشكل قد يحدث بين أميركا والصين يكون فاعلها ترامب.

أخيرًا، هناك جلسة لمجلس النواب الأميركي في ٦ الشهر الحالي ستحدد إمّا فوز بايدن برئاسة الجمهورية أو تأكيد صحة كلام ترامب أن هناك تزوير قد حصل من إخفاء صناديق وقرصنة للحسابات وغيرها من أساليب الغش. ولكن من المؤكد أن في كلا الحالتين سيهتز الشارع الأميركي والإحتمال من حدوث فتنة داخلية ليس بعيدًا أبدًا.

لا يستطيع أحد أن يتوقع ما يمكن أن يفعله دونالد ترامب في أيامه الأخيرة خلال فترة الحكم، فمن الممكن ألّا يحدث شيئًا وأن يتسلم بايدن البيت الأبيض في ٢١ الشهر دون أي عائق أمامه. ولكن كل المؤشرات الأخيرة تدل بأن أمر ما يحدث في المنطقة ومن يدرك شخصية ترامب يعرف جيدًا بأنه لن يسلّم الرئاسة دون ضمانة سياسية أو قضائية. أما الأيام المقبلة فهي كفيلة لتكتب التاريخ في شهر جنوني يتحكم فيه رجل مجنون.