- لبنان رسالة تفاعل حضاري بين الفلسفات والأديان والشعوب
“لبنان أكثر من وطن، هو رسالة…” هذا ما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وآمن به، فلبنان ونحن في زمن الميلاد، زمن الحب والتلاقي، هو رسالة تفاعل حضاري بين الفلسفات والأديان والشعوب، ما شكل نموذجا فريدا في العالم، يحتذى به في أوروبا والولايات المتحدة وكل العالم، ولو شاب هذا التعايش مراحل من النكسات نتيجة تحريض الخارج وبخيانة من الداخل، اللبنانيين على بعضهم البعض.
إن تاريخ لبنان مليئ بالشواهد المشرفة عن التعايش او العيش الواحد، وهوية لبنان ثابتة وضاربة في التاريخ، وإرادة شعب لبنان راسخة بتشبثه بأرضه وميراثه، هو شعب عظيم لا يتنازل عن وطنه، لا للفلسطيني ولا للسوري وبالتأكيد لا يتنازل عن شبر من أرضه وبحره ونفطه للعدو التاريخي للبنان؛ فعلى رغم الصعاب وموقع لبنان الجغرافي، ازدهر وطننا ونجح شعبنا في الوطن الام كما في كل أصقاع العالم، وكما أرز جبال لبنان الشامخ، رمز عيشنا المشترك التعدديّ، قاوم اللبنانيون طوال تاريخهم الغزاة، وصمدوا بوجه المؤامرات الخارجية وتحملوا الفقر والجوع والحصار، فلم يهاجروا ولم يتخلوا عن أرض أجدادهم؛ واليوم برسالة البابا فرنسيس للبنانيين وطلبه من العالم مساعدة لبنان للخروج من أزمته، رسالة مماثلة يجب ان تصل للبنانيين، بمناشدتهم الاستمرار في النضال لاستعادة الوطن، والحفاظ على تعدديته وتنوعه، فعلى اللبنانيين مساعدة أنفسهم أولا، ليبقى لبنان رسالة سلام وجسر لقاء.
وبناء على ما تقدم أسأل: كيف ينادي بعض اللبنانيين بالتقسيم والعالم يحتاج لنموذج لبنان بالتعايش ليتحقق السلام؟