مشروع الشهيد
قبل العام ١٩٧٥ لم نكن نسمع عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حتى خلال الحرب الاهلية لم نكن بحاجة للجهات المانحة ….
سياسة التسول وخدعة الديون الخارجية بدأت اوائل تسعينيات القرن الماضي، ما عُرف بمشروع الشهيد رفيق الحريري الذي يتباهى به بعض الجهلة او المتآمرين او المستفيدين حتى يومنا هذا. حيث قام هذا المشروع على الاستدانة والتسول، شجع الفساد على كافة الاصعدة، صرفٌ من دون موازنات ودون قطوعات حساب، هندسات مالية وسندات خزينة، صناديق هدر وفساد ومؤسسات رديفة دون حسيب او رقيب، محاولات مستمرة للخصخصة بغية الاطباق على مرافق الدولة.
دون ان ننسى مراسيم تجنيس عشرات آلاف السوريين غير المستحقين ونشرهم في كل الاقضية على مساحة الوطن….
هذه السياسات اسست للانهيار الكبير الذي لم يكن يُقلق الشهيد، هو الذي كان يعلم عواقب افعاله، كان يعتبر ان السلام مع اسرائيل وتوطين الفلسطينيين سيكونان ثمناً للديون.
على الصعيد السياسي كان انبطاح واستزلام وعمالة، واهداء مفاتيح بيروت لضابط سوري قتل ونكّل واحرق لبنان….
هذا هو مسار الشهيد وقد رافقته شخصيات ونُخب تتلمذوا على يديه ومن مختلف الطوائف، هؤلاء استدانو وسرقوا وافسدوا، وها نحن اليوم ندفع ثمن افعالهم….
اليوم وبعد هذا المسار الشاق ورغم هذه التجربة السيئة لا زلنا نطمح لاسترضاء المجتمع الدولي لاقراضنا من جديد، اي عاقل يستدين في تلك الظروف، في الوقت الذي يمتلك فيه الفاسدون ثروات تفوق ديوننا…
يريدوننا اليوم ان نوقّع السندات مرة اخرى فنورث اولادنا ديونا جديدة…
لقد دخلنا دوامة لن نخرج منها ابدا ، اتهامات متبادلة في الفساد ، شعب مشتت وحقيقة ضائعة في اروقة المجهول…
“يا سامعين الصوت ” لم يعد لدينا من خيارات،
تعالو الى ثورة حقيقية، تعالوا نسأل القاضي عن الحقيقة، تعالوا نضغط في المكان الصحيح، القضاء الصالح يحاسب الفاسد ويعيد للشعب ماله ويعطي البراءة لمستحقيها….
فليسمع العالم صوتًا رافضًا للاستدانة، رافضًا للتسول رافضًا للاستجداء، نريد الحفاظ على ما تبقى لنا من كرامة وعزة نفس….