أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الخطة للمرحلة المقبلة هي استعادة حلب والتوقف من أجل المفاوضات، مشيراً إلى أنّ المفاوضات في الأستانة يعوّل عليها الروس كثيراً، لافتاً إلى أنّ الهدنة تحصل في كل دول العالم ويمكن أن تُخرَق في كل لحظة.
وفي حديث إلى تلفزيون “سما” من دمشق ضمن برنامج “نبض الشرق”، شدّد على أنّه تمّ تحرير حلب من الإرهابيين وعادت إلى حضن الدولة، ملاحظاً أنّ القيادة السورية تولي أهمية استثنائية لحلب، لأنّ المطلوب إعادة حلب إلى حضن الوطن عبر المساعدات السريعة التي ستقدم لأهالي حلب لضمان عودتهم إلى المناطق التي هُجّروا منها، وهنا المسؤولية الكبرى على الدولة وكذلك على الدول التي دعمت الإرهابيين وسلحتهم وموّلتهم.
ورأى أبو فاضل أنّ الهدنة تحصل عادةً عبر جبهات، لافتاً إلى أنّ كل دول العالم تراقب هذه الهدنة.
مصالح متبادلة؟
ودعا أبو فاضل لانتظار إلى ما ستؤول إليه الأمور بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب زمام الأمور خلفاً للرئيس باراك أوباما، مشدّداً على أنّ الخلاف بين إيران وتركيا في حلب لن ينعكس على الأرض.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ روسيا لم تأت لسوريا كرمى لعيون أحد، بل لها مصالح، لافتاً إلى أنّ المصلحة الرئيسية لروسيا تتفق مع مصلحة سوريا وكذلك إيران في كثير من النقاط.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ وقف إطلاق النار لن يستمرّ طويلاً، مشيراً إلى أنّ الدول الداعمة للإرهابيين لا مصلحة لها بجعلهم يعودون إلى دولهم.
على إردوغان أن يرحل
ولفت أبو فاضل إلى أنّ تركيا أصبحت بلداً غير آمن، وتمنّى على الإعلام بالبدء بالمطالبة برحيل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مشيراً إلى أنّ الأخير يذهب إلى الأمام لكن تركيا من الداخل تتفجّر، وقال: “يجب أن نقول أنّ إردوغان يجب أن يرحل، كما كانوا هم يقولون في بداية الأزمة أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل”.
ولاحظ أبو فاضل أنّ الاقتصاد التركي بدأ بالانهيار، وأشار إلى أن لا أمان ولا خطة سياسية واضحة للرئيس التركي بأيّ شكل من الأشكال.
دول الخليج تتخبط
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الأزمة السورية طويلة، مشيراً إلى أنّ الأردن والخليج بشكل عام ينكفئ عن الساحة السورية، ورأى أنّ دول الخليج اليوم تتخبط وخاصة السعودية في حرب اليمن، وتساءل أين يذهب المسلحون أو من يطلقون على نفسهم الجهاديين في حال حصول هدنة طويلة الأمد في سوريا.
ونبّه أبو فاضل إلى أنّ هؤلاء الإرهابيين سيتجهون في هذه الحال نحو الأردن ونحو تركيا ونحو السعودية، مشيراً إلى أنّ حزب الله والجيش اللبناني يحميان الحدود اللبنانية.
الهدنة هشّة
وجدّد أبو فاضل الحديث عن نفس طويل لدى القيادة السورية وحلفائها، وهو ما ظهر منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أنّ السوريين عرفوا كيف يمتصّون الأمر ويفتتون المعارضة التي هي أساساً مفتتة، لافتاً إلى أنّه لم يعد هناك معارضة موجّهة بل معارضات بالجملة.
وفيما انتقد أبو فاضل التبرع بالأموال الذي يأتي من دول خليجية، مستشهداً بكلام للمعارض ميشال كيلو عن إتيانه بخمسين مليون يورو مثلاً من قطر، تساءل إلى أين تصل هذه الأموال.
وإذ شدّد أبو فاضل على أنّ أي قافلة ممكن أن تدخل الأراضي ممكن أن تقصَف، رأى أنّ السيادة السورية لا تزال مؤمنة طالما يوجد طيران يستطيع أن يحلق فوق الأراضي ويطال أيّ مكان، وخلص إلى أننا اليوم أمام هدنة هشة، معرباً عن اعتقاده بأنّ المفاوضات تفيد سوريا جداً وتهدئ الوضع.
بدعة الحياد
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّه في لبنان هناك تركيبة عجيبة غريبة، ولفت إلى أنّه يمكن الحديث بمعادلة قبل حلب وبعد حلب في لبنان والدول المحيطة بسوريا، لكن المعادلة نفسها لا تسري في سوريا.
واستهجن أبو فاضل كيف أنّ الحكومة اللبنانية تلتزم اليوم الحياد تجاه سوريا، واصفاً ذلك بالبدعة والمهزلة، لافتاً إلى أنّ الكون أصبح اليوم قرية واحدة تتواصل مع بعضها البعض، مشدّداً على أن لبنان لا يمكن تحييده.
وتمنى أبو فاضل أن يستطيع الرئيس ميشال عون في تحقيق خرق على هذا الصعيد لأن المسؤولية كبيرة تجاه الإخوة السوريين، جازماً أنّ لبنان لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن سوريا، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ الحكومة نالت الثقة وستنطلق، وعلينا ترقب ما ستفعله، خصوصاً أنّ لدينا سفارة سورية في لبنان ولدينا سفارة لبنانية في سوريا.
كيف تترجم مصر مواقفها؟
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ المصريين لديهم مشكل، موضحاً أنّ الوضع الاقتصادي الذي ترزح مصر تحته صعب جداً، وهو يؤثر على دورها ومواقفها بشكل كبير.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ مواقف مصر العروبية كما موقف مصر تجاه سوريا هي مواقف مشرّفة، ولكنّه سأل كيف يمكن لمصر أن تترجم هذه المواقف، وهل باستطاعتها أن تقاطع الخليج أو أن تقاطع الولايات المتحدة الأميركية.
وتساءل أبو فاضل كذلك الأمر عمّا إذا كان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مستعداً ليتعاون مع نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي ويقفز فوق دول الخليج، ولمّح إلى أنّ ذلك ممكن، موضحاً أنّ ترامب يسعى إلى دولتين في فلسطين، لافتاً إلى أنّه دخل في مشاكل مع الديمقراطيين بعدما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالذكي.
المسار طويل
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الأمور في سوريا مفتوحة في المرحلة المقبلة على الكثير من السيناريوهات من المفاوضات إلى تفكيك الهدنة وتفكيك المعارضات، وصولاً إلى اشتباكات جديدة فهدنة فمصالحات، وقال: “سنرى ذلك في المرحلة القادمة”.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المفاوضات في الاستانة مهمة جداً خاصة أنّنا لا نتحدث عن دولة محايدة كما في جنيف أو فيينا، موضحاً أنّ كازاخستان دولة موالية لروسيا.
لكنّ أبو فاضل خلص إلى أنّ المسار طويل، مشيراً إلى أنّه في 2017 يمكن أن ترمم الأمور لكن لا يمكن أن يحل شيء، موضحاً أنّ ما فعله الغرب وأميركا والعربان وإسرائيل يتطلب وقتاً طويلاً حتى تنتهي الأمور.