لنصوّب ثورتنا الحقيقية نحو الجهات الصحيحة.. وكل استقلال واللبناني مناضل ومتمرد أكثر..
تطل ذكرى الإستقلال السابع والسبعين اللبناني في ظروف لم يسبق لها مثيل وأوضاع اقتصادية عسيرة. ٧٧عامًا مرّ على استقلال حقيقي منجز من بشارة الخوري ورياض الصلح ورجالات الإستقلال الآخرين مانحًا اللبنانيين حرّيتهم المطلقة على شتّى الأصعدة.
ولكن أين نحن اليوم من هذا الإستقلال؟
ليس من الصدفة أن تتزامن هذه المناسبة مع خطوة التدقيق الجنائي التي تطال كافة المؤسسات العامة وحسابات مصرف لبنان لكشف وقائع وخفايا الفساد لطالما انتظرها اللبنانيون،آمنوا بمبادئهم وناضلوا من أجل تحقيقها لعقود وأكثر! ولكن كل هذا الحلم حال دون ذلك …من عرقلَ؟ومن المستفيد الأكبر الذي حقق انتصارًا لمصالحه الشخصيةعلى حساب المصلحة الوطنية التي على ما يبدو أن البعض تجاوزها وأزالها من قاموسه الشخصي.
܆ ٢٠٢٠/٩/٢٠ تبلورت وتوضحت الصورة في شأن هذه المسألة ليتبين أن مصرف لبنان عينه الذي لم يتعاون بالأمس القريب مع القضاء في ملف الفيول المغشوش وملفات أخرى، ها هو يسقط اليوم مع حلفائه من الطبقة السياسية التدقيق الجنائي بحساباته المالية، بعدما رفض تزويد شركة ألفاريز ومارسال بالمستندات التي طلبتها لتنفيذ مهمتها ، كل ذلك رغمًا عن إرادة وإصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أخذ على عاتقه خوض معركة مواجهة الفساد في كل أطواره مُدركًا صعوبته في بلدٍ تكثر فيه المذاهب والطوائف وتخلو من الدين ؛ومجلس الوزراء مجتمعًا. لكن ما هو جدير بالذكر أن هذه الحادثة مرّت مرور الكرام دون أي ردة فعل من قطب الجهات التي تدّعي الثورة الأصيلة إنما في الواقع الحالي هي ركبت موجاتها متمثِّلةً بأمراء الحرب، وكارتيلات الفساد، وزعماء الطائف بغيةَ تحقيق مكاسب سياسية، الترويج لها وصولًا إلى الشعبوية. ما من خلاص لهذا البلد سوى هزّ عروش هؤلاء لإنقاذ ما تبقى منه واسترداد أموال اللبنانيين المسلوبة ومحاكمة الجلّادين حتى آخر بارة.
الإنهيار الاقتصادي، المالي والسياسي، انعدام ثقة المجتمع الدولي،انفجار قلب بيروت في الرابع من آب،المستوى المعيشي الرديء الذي وصل إليه الكيان اللبناني..وغيرها. إذا كل هذه المفاعيل غير قادرة وكفيلة في إيقاظ ضميركم النائم في سباتٍ عميق عندها نقول تصبحون على وطن باعه بعض القيمون عليه وشعبه لا يرفع صوته إلا إذا مشى بجنازة! ويصبح الترحيب بكم “أهلًا بكم في جمهورية مصرف لبنان وحلفائه الفاسدين”
فهل على الشهيد أن يستشهد مرتين في موطنه؟!
حان الوقت أن يتنعّم اللبنانيون باستقلالٍ منجز ليُشفى غليلهم مما اقترفته السلطات المتعاقبة ضاربةً عرض الحائط بها.. فلنصوّب ثورتنا الحقيقية نحو الجهات الصحيحة متكاتفين مع عرّابي الإصلاح وتغيير النهج التقليدي ودعم مسيرتهم لتُتوّج بالانتصار ويصل بلدنا إلى برّ الأمان!
܆ كل استقلال والكيان اللبناني مناضل ومتمرد أكثر وأكثر!