عَ مدار الساعة


جنرال… رأسمالك شعب لبنان العظيم ( وليد اللبيان)


فخامة الرئيس، لطالما ناديتنا بشعب لبنان العظيم، وذلك لأنك مؤمن بعظمة شعب يخرج من بين أنقاض منزله المهدّم، ينفض الغبار عن وجهه، يُشمّر عن زنوده، ويُباشر رصف الحجارة من جديد.

في العام 2016، وفي ذكرى عيد الإستقلال، توجّهت إلينا قائلًا ” اليوم حجارة الوطن تحتاج إلى سواعدكم”.

ومنذ 4 سنوات، لم نتحرّك إلّا في مظاهرة واحدة إلى بيت الشعب أسقطنا من خلالها الإنقلاب الذي شارك فيه ودعمه كل من وقف ضدّنا منذ ال 1988 من أكبر دولة لأصغر عميل داخلي.

جنرال، 4 سنوات مرّت والطرق الدستورية والقانونيّة والتشريعية لم تنفع في تحقيق حلم بناء دولة الحق والقانون.
فالمافيا فسّرت الدستور كما يحلو لها، أقرّت قوانين لخدمة مصالحها، شرّعت فسادها من خلال المجلس النيابي وأنشأت صناديق موازية للوزارات لتستفيد من القروض والهبات، وكل هذا متزامن مع تعطيل أعمال كل الهيئات والمجالس الرقابيّة.

جنرال، الجميع متكتل ضدّنا ولا أحد لديه الرغبة في محاربة الفساد وبناء الدولة، إلّا شعب لبنان العظيم. لا أحد لديه القدرة على التغيير والنهوض بلبنان إلّا الشعب العظيم.

هذا الشعب ليس حكرًا على التيار الوطني الحرّ بل هو كل إنسان آدمي، كل مواطن شبع من تصرّفات الميليشيات، كل صبيّة وشاب لديهم الطموح ببناء وطن يضمن لهم مستقبلهم وكل رب عائلة وأم يبكيان على هجرة أولادهم وتدمير أحلامهم.

جنرال، هذا الشعب لم ولن يصدق الإشاعات ولا يزال يؤمن بقدرتك على التغيير. ولكن، فقد الأمل من الوصول للتغيير بالطرق العادية، فهو وحده مصدر السلطات والتشريعات والقوانين.

فخامة الرئيس، لتكن سنة 2020 المُصادِفة للذكرى المئوية لتأسيس لبنان الكبير، سنة التغيير الفعلي من خلال الشعب العظيم ولتكن الذكرى الأولى لتأسيس لبنان القوي.

أملنا كبير وننتظر أن تنادينا إلى ساحات الشرف ونحن على أهبّة الإستعداد لبدء مسيرة التغيير التي بدأت تضيع في زواريب السياسة والتوافق ومعها تنهدم أحلامنا.