نشر الناشط السياسي المناضل طوني أوريان عبر صفحته الخاصة، صورة لدماء شهداء الأرمن، كاتبًا:
..وبدمّن منتذكر المصلوب: “مملكتي مش من هالدني”
ملفات النائب العام الأذربيجاني عن مئات المرتزقة الأرمن
وكان تقرير وائل حجار (مراسل TRT عربي) كشف نقلاً عن النائب العام الأذربيجاني عن وثائق تثبت وصول مئات المرتزقة الأرمن من عدد من الدول للقتال في قره باغ إلى جانب القوات الأرمينية، قبل إعلانها القبول بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي التي تحتلها.
وجاء في مقالته:
قبل نحو عام نشرت صحيفة المدن اللبنانية مقالاً بعنوان “طوني أوريان “مناضل” في مرتبة كاره”.
كشفت فيه هذه الصحيفة أن هذا الرجل الذي ينتمي إلى التيار الوطني الحر وينشر صوره مع رئيس البلاد ميشال عون، سبق له أن شارك في القتال ضمن ما يسمى لواء القدس، من ضمن مجموعة من الأرمن، في حلب دفاعاً عن النظام السوري.
وهو بحسب وكالة الأناضول تزعَّم مجموعة تدعى “أوميغا تيم“، تابعة للتيار الوطني الحر أيضاً، كانت مسؤولة عن الاعتداء على السفارة التركية في لبنان.
خلال القتال في قره باغ ظهر طوني أوريان من جديد، هذه المرة في إقليم قره باغ الأذربيجاني المحتل، ليقاتل إلى جانب الجيش الأرميني، ويتفاخر بذلك ناشراً صورته مع آخر يدعى جورج طباقيان.
الأرمن في لبنان بحسب القانون مواطنون لبنانيون، ممثلون في البرلمان اللبناني، ولديهم نواب، وأكبر أحزابهم حزب الطاشناق الذي نفى زعيمه هاغوب بقرادونيان أن يكون الحزب قد أرسل المقاتلين إلى قره باغ، لكنه اعترف بأن ثمة من يذهب من تلقاء نفسه.
وعلى الرغم من نفي الطاشناق اللبناني إرسال شبابه، احتفلت صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بمن تعتبرهم شهداء، أحدهم أقيم له احتفال تأبيني في مدينة عنجر في البقاع اللبناني بعدما سقط في قره باغ.
هذا الشخص هو كيفورك حدجيان لبناني الجنسية أيضاً، مغني أوبرا وينتمي إلى التنظيم الدولي للطاشناق، كلمة تعني ترجمتها الحزب القومي الاشتراكي الأرمني، أكبر التنظيمات الأرمينية القومية المتعصبة.
كذلك نعت مجموعات أرمينية سورية بعض من قتل من أرمن سوريا في قره باغ مثل هاروت بانويان وهاكوب أصطارجيان وموسيك سيكمليان.
النيابة العامة الأذربيجانية تفتح تحقيقاً جنائياً
ولا يبدو الأمر متوقفاً عند أفراد ذهبوا إلى قره باغ من تلقاء أنفسهم. فقد كشفت النيابة العامة في باكو لـTRT عربي عن عناصر أتوا من دول مختلفة مثل سوريا ولبنان وجورجيا واليونان وإسبانيا وكندا، وكذلك من منطقة أبخازيا المحتلة والقرم.
ويقول كمران علييف النائب العام الأذربيجاني الذي التقيناه في مكتبه في العاصمة الأذربيجانية إنه يحقق في معلومات عن قدوم مرتزقة من دول أوروبية وعربية عدة.
ويعدد علييف بعض هذه الأسماء بناء على أدلة تم جمعها. ففضلاً عن حشيان من لبنان، يعدد علييف أسماء من بينها أرمين كينازيان من إسبانيا، وستيبان كشيشيان من سوريا، وكريستوفر أرتين من كندا، ويقول إنه تم رصد عدة حالات من فرنسا كجيلبرت ميناسيان الذي قاتل في قره باغ و”هو عضو في منظمة أصالة الإرهابية الأرمينية والمصنفة كذلك من دول مختلفة، والتي قامت في السابق بشن هجمات إرهابية عديدة، وقد حاول تجنيد عناصر أخرى من دول مختلفة كمرتزقة”.
ويقول علييف: “بحسب معلوماتنا قاتل ميسانيان في أذربيجان في عام 2016 أيضاً. ولقد فتحنا تحقيقاً جنائياً بشأنه وأرسلنا طلباً إلى السلطات الفرنسية، ونأمل بحصول تعاون من نظيرنا الفرنسي. وكذلك لدينا أشخاص آخرون من فرنسا مثل أرتور اوغانيسان وستيبان مراديان وستيبان كوروغليان وكراول كاراغليان قاتلوا في قره باغ”.
هذه المعلومات يؤكد علييف أنه تم استقاؤها من مصادر عدة، من بينها اعترافات جنود أرمنيين وقعوا في الأسر وأكدوا وجود مرتزقة وتحدثوا عن وجود 600 منهم، وكذلك تم العثور على جثث من الجانب الآخر بعضهم ليس من الإثنية الأرمينية وإنما من دول مختلفة.
تورط PKK وأصالة
وترى النيابة العامة في أذربيجان أن الامر يتعدى أفراداً أتوا من تلقاء أنفسهم، فبعض التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيمي PKK وأصالة الإرهابيين، متورطة في عمليات جلب المرتزقة وتجنيدهم بالتنسيق مع جهاز الأمن في دولة أرمينيا.
ويكشف علييف لـTRT عربي أن لديه “معلومات كافية عن عناصر من تنظيمي PKK وYPG الإرهابيين أتوا من دول مختلفة إلى أرمينيا”، و”بحسب معلوماتنا فإن السلطات الرسمية في أرمينيا وأجهزة الأمن تورطوا في ذلك. وتورط هؤلاء في تجنيد مرتزقة وأحياناً قاموا بتنظيم عمليات تجنيد ونقل المرتزقة”.
مخاطر شن عمليات إرهابية
وينبه النائب العام إلى مخاطر أخرى، فيكشف عن تورط جماعة إرهابية تتشكل من مرتزقة أرمينيين يقودهم فلاديمير فلتانوف، الذي أسس جماعة من الأشخاص تدعى غوما وتعني بالأرمينية “كيف يمكن العيش؟”.
ويقول علييف: “من الاسم نعرف أنها تسعى لارتكاب اعتداءات إرهابية في أوضاع مختلفة، وفي دول مختلفة. وفلتانوف وعناصره ملاحقون اليوم، أرسلنا قائمة بهؤلاء إلى عدة جهات من بينها الإنتربول. فهؤلاء قادرون على شن هجمات إرهابية في أي مكان ضد المواطنين الأذربيجانيين والدبلوماسيين”.
اطلعت TRT عربي على ملفات النائب العام وهي تشمل تفاصيل كثيرة وتضم أسماء عديدة. وتقدر السلطات عدد المرتزقة الأجانب بالمئات.
ومع أن الدلائل كثيرة، فإن الدول التي يأتي منها هؤلاء لا تزال تلتزم الصمت، بل على العكس تحاول نشر معلومات عن مرتزقة مزعومين قاتلوا إلى جانب القوات الأذربيجانية.
وفي هذا الخصوص يقول الجنرال حسين محمودوف، رئيس قسم التعاون الدولي العسكري الأذربيجاني، لـTRT عربي إن الجانب الأرميني عمد إلى نشر مرتزقة يرتدون الزي العسكري الأذربيجاني، وتم تصويرهم على أنهم مرتزقة يقاتلون على جانب أذربيجان.
ويقول محمودوف إن بعض هذه الصور تظهر وزير دفاع أرمينيا تونيان وإلى جانبه مرتزقة يلبسون ملابس عسكرية أذربيجانية، مشيراً إلى هدفين من وراء هذا الأمر الأول محاولة تضليل الجنود الأذربيجانيين في ميدان القتال، والثاني دعائي، إلا أنه، بحسب محمودوف، تبين من بعض جثث هؤلاء عندما قتلوا أنهم قاتلوا على جانب أرمينيا.
الدعاية وخطاب الكراهية
أسباب عديدة تدفع بأشخاص من خارج أذربيجان إلى القتال في هذه المنطقة. في مقدمتها الدعاية التي تبثها الأحزاب الأرمينية في دول مختلفة. فحزب الطاشناق مثلاً يرتكز على رواية منتقاة لأحداث تاريخية حصلت في الحرب العالمية الأولى، ليثير المخاوف من الأتراك بشكل خاص.
ويتجاهل المتعصبون الأرمن ارتكابات عديدة حصلت بحق الأذربيجانيين خلال العقود الماضية كمجزرة خوجالي في عام 1992، التي ذهب ضحيتها مئات الأذربيجانيين على يد القوات الأرمينية المدعومة آنذاك من روسيا.
كما يتجاهل الخطاب الأرميني المتعصب القانون الدولي الذي يؤكد حق أذربيجان في قره باغ والمحافظات التي احتلتها أرمينيا، محرضاً ضد المسلمين الأذربيجانيين ومخوفاً من خطر الإسلاميين، وهو تخويف لا أساس له في بلد مثل أذربيجان حيث تتعايش أكثر من 32 أقلية عرقية ودينية.
بل يذهب المتعصبون الأرمينيون بعيداً فيمجدون شخصيات مثيرة للجدل مثل غاريغين نزده، الذي أقيم له تمثال في العاصمة الأرمينية يريفان عام 2016 في احتفال حضره كبار رجال الدولة.
ونزده الذي يعتبر في أرمينيا بطل حرب هو بحسب الوقائع التاريخية إحدى الشخصيات المعروفة بمواقفها الفاشية ودعمها للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
هذا الخطاب القومي المتعصب، فضلاً عن حسابات دول وتنظيمات مختلفة في المنطقة، تشكل كلها جملة دوافع وراء جذب مرتزقة ومقاتلين إلى أرض ليست أرضهم.
المصدر: TRT عربي