أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الإساءة للنبي لا تبرر أعمال العنف لأنها تشجع التطرف من الجانبين- نسيم بو سمرا

  • التعرض للاديان والانبياء ينال من مشاعر المؤمنين لأي ديانة انتموا ويضرب ثقافة الحوار بين الأديان***

لا شيئ يبرر أعمال العنف ردا على الاساءة للنبي محمد (ص)، لأنها تشجع التطرف من الجانبين، فلا احد يقبل بالتأكيد بالتعرض للاديان والانبياء لأنه ينال من مشاعر المؤمنين لأي ديانة انتموا ويضرب ثقافة الحوار بين الأديان، وبخاصة نحن في لبنان، بلد الحضارات المتنوعة ولكن المتعايشة والمتحاورة، فكيف اذا كانت الاساءة موجهة الى النبي محمد (ص)؛

ولكن بالمقابل، من غير المقبول ان يعترض احد على كلام أو رأي قيل او كتب او تم رسمه، بأعمال العنف، وبخاصة في لبنان، لأن العنف والحوار لا يلتقيان، وليتذكر من أحرق العلم الفرنسي في طرابلس ومن تظاهر وارتكب اعمال تكسير وشغب، ان قطع الرؤوس هو أسلوب داعشي وإخواني، والاسلام براء منه، كما ان فرنسا تعرضت ايضا لاعتداء بقطع رأس المدرس الفرنسي في مدرسته، بغض النظر عن رأيه الذي عبر عنه عن الاسلام والذي لا نوافقه الرأي، ولكن يحق لأهل الضحية ولماكرون شجب الجريمة الارهابية والحزن على الضحية، بطريقتهم، غير انه يمكن الاعتراض في الوقت نفسه على كلام ماكرون، إن بالمقاطعة الاقتصادية او بأساليب حضارية أخرى؛

مع الاشارة الى ان مضمون كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في كلمته المقتضبة خلال حفل تأبين بجامعة السوربون للمدرس الفرنسي، لا إساءة فيها ولا تستوجب ردود فعل حاقدة وغاضبة تشجع التطرف لدى الجانبين، وقد لفت ماكرون في كلمة التأبين، الى ان صامويل باتي قُتل “لأنه كان يجسّد الجمهورية” مشددا على دور المدرس وشخصيته وخصاله، قائلا إن صامويل باتي قتل “لأنه كان يجسد الجمهورية” وإنه “بات (اليوم) وجه الجمهورية”. وأكد ماكرون أن فرنسا لن تتخلى “عن نشر الرسومات الساخرة” ولن ترضخ للتهديدات. وأضاف ماكرون قائلا إن “الإسلاميين يفرقون بين مؤمن وكافر، فيما كان باتي يؤمن بالمواطنة والجمهورية والحرية”، مشيرا أن فرنسا ستحمي المدرسين في مؤسساتهم التعليمية أو خارجها، مؤكدا أيضا أن الإسلاميين لن “يقتلوا مستقبل فرنسا” مشيدا بوجود “أبطال هادئين” مثل صامويل باتي لحمايتها.

وقال ماكرون إن صامويل باتي “ضحية أخرى للإرهاب”، رغم أنه “لم يكن عدوا بالنسبة للإرهابيين”، و”لم يكن عدوا للديانة التي يستخدمونها” لتدبير وتنفيذ جرائمهم، و”كان قرأ القرآن ويحترم تلاميذه بمختلف عقائدهم وكان مهتما بالحضارة الإسلامية” أيضا. وتابع: “لكنه قُتل بسبب ذلك كله، إذ أنه يجسد الجمهورية والحرية التي تنتشر في المدارس يوما بعد يوم”.

وأضاف الرئيس الفرنسي أمام نحو 400 شخص، مخاطبا المدرس الفقيد: “سنظل مدافعين عن الحرية التي كنت تعلمها وعن العلمانية، ولن نتخلى عن نشر الرسومات الساخرة، وسنمنح الشباب الفرنسي كل الفرص التي تسمح بها الجمهورية من دون أي تمييز”.