أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


باسيل: المواجهة اقتصادية مالية لتركيع البلد والناس، والسلاح هو الدولار


التمسكن وبيمون الجنرال ما بقى بتقطع علينا..
يلي بدو يرأس حكومة اختصاصيين لازم يكون هوي الإختصاصي الأول او يزيح لاختصاصي..
مش على علمنا ان الرئيس ماكرون عيّن Prefet او مشرف عام على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية

***
كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بمناسبة ذكرى ١٣ تشرين: 

أيّها اللبنانيون، 

– ثلاثون سنة مرّت على 13 تشرين 1990، وكلّ سنة نلتقي بهذه المناسبة لنستذكر أبطال غابوا؛ لكن قيمة الذكرى هي باستخلاص العبرة، والعبرة من 13 تشرين هي انّ “ما من حق وراءه مناضل، الاّ وينتصر”. 

– ثلاثون سنة مرّت، يعني أكثر من ثلث اللبنانيين كان بعد ما خلق في هذا التاريخ!

– ثلاثون سنة مرّت، يعني قسم كبير من شعبنا نسي الذكرى أو حتى لا يعرف معناها!

– ثلاثون سنة مرّت، ولكن نحنا لا ننسى ولا يمكن ننسى لأن 13 تشرين بالنسبة النا كانت البداية بالوقت كتار ارادوها تكون النهاية!

– تماماً متل ما السنة الماضية قلنا ونبّهنا انّو جايين على 13 تشرين جديدة ولكن هالمرة اقتصاديّة! اعتقدوا كمان هالمرة انّهم انتهوا منّا. بعدن مفكرين هيك وخلّيهم مفكرين هيك! 

هيك مرّت علينا سنة جديدة من معمودية النار والظلم لنجدّد فيها التيار! 

نعم! 30 سنة، سنة ورا سنة، من النار والنضال، من الشقاء والعذاب، من الظلم والاستهداف، من الحرب والسلم، من النفي والسجن للحكم، من القهر بالخارج وبالداخل، بالإعلام المأجور وبالسياسة، بالأمن وبالإقتصاد… بكل الوسائل، بكل الظروف، وبكل العالم بوجهنا ونحن نواجه 13 تشرين ورا 13 تشرين!

الكل معتقدنا عم نخسر وننتهي، ونحنا عم نعمل بداية جديدة للتيار وعم نتجدّد!!!

بتتذكّروا لما قالوا انتهى الكابوس؟ بتتذكّروا لما قالوا انتهى عون؟ بتتذكّروا لما قالوا انتهت العونية؟

كانوا يتنمروا علينا، متل اليوم ويسألونا: بعدكن عونيين؟ بعدكم مآمنين؟ بعدكم مصدّقين؟ 

هم يقولوا “ضروري وشرعي ومؤقّت”، ونحنا نقول “حرية سيادة استقلال”! مين بقي؟! أي شعار مات؟ وأي شعار ما بيموت؟

وقتها كنا بضع مئات وبقينا! اليوم نحنا مئات الألوف!

وقتها كنا وحدنا وبقينا! اليوم نحنا مش وحدنا! 

وقتها المعادلة الداخلية والخارجية كانت ضدنا وبقينا! اجتمعوا علينا من جوّا ومن برّا وبقينا!

وقتها اجت طيّارة وفوقها طيّارة وبقينا! اليوم الطيّارة ومعادلتها انكسرت وما بقا تنفع!

المعادلة يلّي عم تحمي لبنان اليوم كسرت الطيّارة، ونحنا بصلبها! 

ما بتنفع طيّاراتكم، ولا تهديداتكم، ولا عقوباتكم! 

اليوم الخطر هو من نوع ثاني، ومنشان هيك سمّيناه 13 تشرين اقتصادي، لأن الخطر مالي اقتصادي وبيهدّد الكيان بالزوال، وتحديداً بالسنة يلّي عم تحل الذكرى المئوية الأولى لولادة لبنان الكبير… هيدي أهميّة الذكرى السنة! 

مئة سنة بما لها وبما عليها، بتخلّينا نوقف باحترام أمام كل النضالات والعذابات، من حرب 48، لثورة 58، لحروب 67 و73 ولإنفجار الحرب بالـ 75 وصولاً لـ 13 تشرين 90، وبعدها 93 و 96 والـ 2000 والـ 2005 والـ 2006، و2019  و 2020 والله وحده بيعرف شو مخبّالنا…

مئة سنة من المحطّات عاش فيها لبنان ضغوط الخارج وهي مدمّرة، وعاش انقسامات الداخل وهي قاتلة، لكن ما مرّ يوم محنة مثل يلّي عم نمرّ فيه اليوم! 

محنة اليوم هي الأصعب، ليش؟ لأن الإصابة اليوم طايلة شعبنا، بلقمة عيشه، بشغله، بمعاشه، بايداعاته وبمدّخراته وبتعليم اولاده. المواجهة اليوم هي على شعبنا …

هي مواجهة شاملة بالإعلام وبالمال وبالسياسة وبالحرب النفسية، وبشلّ القدرة على التفكير السليم، وبغسل الأدمغة بالثورات الملوّنة، المصطنعة جزئياً والمموّلة خارجياً! 

لو المواجهة هي تقليديّة بالعسكر، منربحها وربحناها أصلاً…

لو المواجهة هي تقليديّة بالسياسة، منربحها وربحناها أصلاً…

لكن المواجهة هي اقتصادية مالية لتركيع البلد والناس، والسلاح هو الدولار، والدولار مش بإيدنا، الدولار بإيد يلّي بيطبعه! هيدي نقطة ضعفنا وهم عارفينها وعم يستغلّوها!

لهيك بتشوفنا بالمقاومة السياسية نصمد وننتصر، بينما بالمواجهة الإقتصادية منفكّر مرتين، مش لأننا ضعفنا نحنا ولكن لأن شعبنا ضعف ومش قادر يتحمّل الضغوطات المالية!

نحنا ما ضعفنا! نحنا كلّ همّنا هو شعبنا ما ينكسر أكثر، وهني كلّ همّهم كيف يكسرونا!

نحنا همّنا الناس، وهم كل همّهم نحنا وكسرنا!

هيدي هي المعادلة! بعدنا بنفس المعادلة الداخلية بمجتمعنا من سنة 1990! نحنا همّنا نخلّص البلد وهم همّهم يخلّصوا علينا! وما عندهم شي بالبلد غيرنا! وما فهموا معادلة انهم من دوننا خسرانين شو ما عملوا حتّى لو ربحوا!!! 

اقسى ما في الحياة ان يعيد الانسان التجارب المميتة نفسها من دون ما يتعلّم… لمّا انسان يؤذي حاله او يقتل حاله، فهذا أمر ممكن تتوقعه لأنّه يتعلّق بشخصه؛ ولكن ما لا يمكن انك تتوقعه او تقبله او تفهمه هو أنّو انسان يقتل مجتمع بكامله من دون ما يتعلّم! 

شو ممكن تسمّي هيك انسان؟! 

مجرم؟! لا، اكثر…

المجرم هو يلّي بيقتل إنسان بريء، ولكن شو منسمّي  يلّي يقتل مجتمع بكامله بسبب نزواته وعقده النفسيّة؟! أي لقب منعطيه؟

انا هون ما عم احكي عن لعبة ديمقراطيّة عاديّة! هيدي مفهومة، وبيقدر واحد يتأمّل بانتخابات، بلحظة او بفورة معيّنة، انها تجي لصالحه! هيدا حقّه وخاصةً اذا عايش كل حياته على هيدا الحلم! خلّيه يحلم مش مشكل! 

المشكلة مش الديمقراطيّة! المشكلة أمنيّة! لأن بلّشنا نشوف مظاهر تفلّت أمني من بعد 17 تشرين وصارت تأخذ أشكال مريبة! ساعة غرفة عمليّات وقطع ممنهج للطرقات، وساعة عمليّات انتشار وخطط تقطيع أوصال وحواجز، وساعة مظاهر وعروض شبه عسكرية ورسائل تهديد… وصولاً لميرنا الشالوحي!

انا بس بدي قول كلمتين: حطّ اليد على مجتمعنا بالقوة ممنوع! بالمنيح وبالاقناع وبالاعلام وبالديمقراطيّة، جرّب قدّ ما بدّك، ما في مشكلة! بس بالقوّة، ممنوع!

وهيدي المحتلة والتمسكن والبيانات “وبيمون الجنرال”، منعرفها وقديمة وما بقى بتقطع علينا.

في ظاهرة ثانية أسوأ وأخطر على المجتمع من الميليشيا، وهي الحراك الفوضوي لأنّه يزرع الفوضى مش بس بالمجتمع وبالإعلام، بل اخطر بالفكر! طبعاً ما عم نحكي عن الحراك الصادق يلّي منؤيّده ومنريده انّو يستمرّ، ولكن للأسف لا ساعد حالو ولا ساعدنا بحربنا على الفساد!

ياما نادينا المجتمع المدني قبل 17 تشرين، واليوم عم نناديه  

مجدّداً بذكرى مرور سنة ليستنهض نفسه، ولنتشارك نحن وايّاه بتحريك القضاء والملفات، وبإقرار القوانين العالقة.

الحراك اسمه معه، لازم يتمتّع بالدينامية البنّاءة الإيجابية، يلّي بتقدّم الأفكار والمشاريع وترسم الأهداف التي تتحقّق وتجمع الناس حولها؛ مش انّو يكون اداة هدم، تسكّر المصارف والطرقات، وتدمّر المؤسسات والشركات، وتسرّع بانهيار العملة وزيادة التضخّم وتعطي العذرلوقف الدعم  ولانسداد الأفق! 

نحنا مندعي لإعادة تحريك الحراك على أسس صادقة وهادفة، ووضع برنامج تنفيذي للضغط على مجلس النواب بإقرار القوانين الإصلاحيّة ومش قوانين العفو، للضغط على الحكومة باعتماد سياسات دعم للأفراد ومش للمواد، للضغط على المصرف المركزي بإعادة الأموال المهرّبة للخارج، للضغط على القضاء بإصدار الأحكام بالملفات العالقة عنده، للضغط على القوى السياسية لتكون جزء من الإصلاح ومش تجهيلها وحمايتها عبر تعميم تهمة الفساد.

أهلي ورفاقي، 

لبنان الكبير عاش مئة سنة من الصراعات على الخيارات وعلى الإنتماء، ولغاية اليوم ما لاقى الأجوبة الشافية، وهو اليوم هائم على وجهه، بلا بوصلة وبلا قوّة جاذبية بسبب الأعطال بنظامه! العطل الأساسي اليوم عدم وجود حكومة يلّي هي مركز القرار. 

وبالمناسبة، مش على علمنا ان الرئيس ماكرون عيّن Prefet او مشرف عام على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى التزامها بالمبادرة. 

وبكل الأحوال، يلّي بدّو يرأس حكومة اختصاصيين لازم يكون هوّي الإختصاصي الأوّل، او يزيح لاختصاصي، ويلّي بدّو يرأس حكومة سياسيين، فحقّو يفكّر اذا كان هوّي السياسي  الأوّل، ويلّي بيحب يخلط بين الإثنين، بدو يعرف يعمل الخلطة، بس بلا تذاكي وعراضات اعلاميّة.

كلّ مرّة بدّنا نألّف حكومة في مشكلة، بسبب إضاعة الوقت وتعطيل التأليف؛ ومؤخراً بلّشنا بموضة جديدة هي اقتناص فرصة التأليف للإنقضاض على الدستور باختراع صلاحيّات  وأعراف جديدة، وآخرها اعتبار فريق من اللبنانيين انّو الفرصة سانحة له ليحطّ يده من خارج الأصول والدستور على وزارة، واعتبار فريق آخر بالمقابل ان الفرصة سانحة له ليحطّ يده على كلّ الوزراء، ويسمّيهم هوّي من خارج كل الأصول حتى من دون امتلاكه لأي أكثرية ميثاقيّة او نيابية! الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة انّو الفريقين جاهزين لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيلهم لمكسب بيكرّسوه بمحفظة موقعهم بالنظام!

بالمقابل، نحنا بالتيّار الوطني الحرّ، منشوف الفرصة سانحة اليوم ليس فقط لإنقاذ البلاد عبر المبادرة الفرنسية، بل أيضاً عبر إجراء تعديل دستوري بيمنع الشغور بالسلطة التنفيذيّة وبيقوم على فكرتين: 

1 – إلزام رئيس الجمهوريّة بمهلة قصوى لا تتخطّى الشهر الواحد لتحديد موعد للإستشارات النيابيّة، تكون طبعاً ملزمة له بنتائجها، ولكنّها لا تكون مقيّدة للنواب بتحديد خياراتهم كما هم يرتأون.

2 – إلزام رئيس الحكومة المكلّف بمهلة شهر كحدّ أقصى لتأليف الحكومة وحصوله على موافقة وتوقيع رئيس الجمهورية على مرسوم التأليف، وإلاّ اعتباره معتذر حكماً، وإعادة فتح مهلة الشهر المعطاة لرئيس الجمهورية للإستشارات. 

وطبعاً في الحالتين، يتوجّب على المجلس النيابي إعطاء الثقة أو حجبها بعد شهر من مهلة تأليف الحكومة وصدور مرسومها، (وتقصير المهلة الى اسبوعين في حال التكرار).

وإني أُعلن اليوم تقديم تكتلّ لبنان القوي لتعديل دستوري بهيدا الخصوص.

أيّها اللبنانيون، 

نحنا عم نعمل هالشي لأننا محروقين على البلد، محروقين على إضاعة الفرص، ومحروقين على تبديد الوقت! 

نحنا ناس عنّا البرنامج، والرؤية، والقرار، والإرادة، وعنا القدرة على الإصلاح. منعرف شو بدّنا، ومنعرف البلد شو بدّو! الوقت عم يقطع وما في شيء عم ينعمل، كرمال هيك نحنا محروقين…

– بالمال، معروف شو المطلوب نعمله، وعنا البرنامج الإصلاحي الكامل. لازم نغيّر القائمة السياسة منذ الـ 90 على تثبيت سعر الليرة ورفع الفوائد، لزيادة اموال المتموّلين، ونعمل سياسة معاكسة تماماً عبر خفض الفوائد وتأمين القروض للإقتصاد وإعادة هيكلة القطاع المصرفي ليكون محرّك للإقتصاد ومش مجمّد له… 

يعني باختصار، ما فينا نقبل بشخص بعدو عم يقول بعد 30 سنة انّو بدّو يحافظ على نفس السياسة ونفس الأشخاص ويتوقّع نتائج مختلفة عن سرقة أموالنا وودائعنا وسحبها وخطفها للخارج! 

وبحسب القول الشهير: “الغبي هو يلّي بيعمل نفس الشي مرتين وبنفس الأسلوب وبيتوقّع نتائج مختلفة“. 

– بالاقتصاد، معروف كيف لازم ننتقل من الريع لسياسة الإنتاج، والضائقة المعيشية اليوم هي فرصتنا لأنّها تعبّر عن حاجة الناس للاقتصاد المنتج، وهيدي الحاجة لازم تستمرّ لسنين طويلة: زراعة – صناعة – سياحة داخلية … واقتصاد معرفة!

– بالاصلاح وبمكافحة الفساد، كمان صار معروف شو لازم ينقرّ… كل القوانين عظيمة، ولكن في قانون واحد وفي عمل واحد عملناه نحنا، (واكيد انّو البيك ما بيسترجي يعمله) وهو انّو يكشف كل متعاطٍ بالشأن العام حساباته وأملاكه للرأي العام! هيك بتتغربل الناس، وبتفصل مين معه عن مين ما معه، وبتفصل بين الآدمي يلّي مصريّاته من تعبه، وبين الفاسد يلّي مصريّاته من الدولة والمال العام! وكل شي اقلّ من هيك، يعني كلّ شي اقلّ من قانون كشف الحسابات والأملاك، هو هروب من مكافحة الفساد! هيدا هو التحدّي للإعلام الكاذب، هيدا هو التحدّي للحراك الكاذب، هيدا هو التحدّي لأجهزة المخابرات الكاذبة، وهو فشل لكم جميعاً بالتحدّي يلّي رفعناه بوجهكم!هو فشل لهذه المنظومة السياسيّة الماليّة الإعلاميّة المخابراتيّة المنظماتيّة بوجه أوادم البلد!

هيدي منظومتكم يلّي هي فعلياً حاكمة البلد، مش نحنا! ونحنا شغلتنا انّو نكسّرها تنخلّص البلد من فساد سياسي ومالي وإعلامي تحكم فيه! نحنا شغلتنا انّو نكسّرها، وهي شغلتها انها تكسّرنا وهيدا هو صلب المعركة.

رفاقي وأهلي، وكل اللبنانيين، 

13 تشرين كانت لسيادة بلد واستقلاله، وسقط شهداء لأجل ذلك… ولكن بنتيجة 13 تشرين، انفرض علينا الطائف بقوّة المدفع، وارتضيناه من بعدها لأنه صار دستورنا، ولكن ما صار انجيلنا ولا قرآننا! الطائف دستور وليس كتاب مقدّس! ولا هو قدر محتوم، لنبقى عايشين ببلد نظامه متخلّف. 

الطائف وصلنا له بكلفة عالية ودفعنا ثمنه 30 سنة تخلّف وفساد وانهيار، والدساتير تعدّل! وخاصةً اذا كانت مولّدة للمشاكل ومش للحلول! ودستورنا، في آلية لتعديله ولتطويره من دون حروب، لا بل بالتفاهم! ما في إمكانية للعيش والاستمرار مع هذا الدستور النتن والعفن، الذي أتانا بالدبّابة، وكمّل علينا بالفساد وهلّق بدّو ينهينا بالجمود والموت البطيء! 

الحلول موجودة ولا حاجة لانتظار الخارج بل هي تنبع من الداخل، من ارادتنا الوطنية ومن ارادة شبابنا! بدّنا نجدّد حياتنا، وفاءً لشهدائنا وكرمال شبابنا، شبابنا الذين ما بيعرفوا لا الطائف ولا 13 تشرين، شبابنا يلّي بيريدوا نظام جديد يشبههم، يشبه تنوّعهم! نحنا متنوّعين وادارة التنوّع هي أصعب انواع الادارة، وعلينا مواجهة الناس بالحقائق، والحقيقة هي انّو اللبنانيين هم مجموعات طائفية تسعى لأن تكون شعباً واحداً متساوي في دولة ولكن بعد ما صارت هيك! صحيح انّو الطائفية هي في أساس الكيان، ولكن نظامنا الطائفي صار هو السبب بفشل الدولة! 

نحن نعرف تماماً اننا نعيش في هذا الشرق الطائفي، ونعرف تماماً معنى الإنتماء للأديان والحضارات والثقافات، ونعرف كمان معنى الحداثة والعصرنة؛ ومنعرف اننا اذا نحنا أولاد هذا الشرق، فهذا ما بيعني انّنا محكومين بالتخلّف، وهنا قدرة اللبنانيين على الإبتداع للحفاظ على لبنان الكبير الذي أراده الآباء المؤسسون. 

والإبتداع يكون بإيجاد صيغة خلاّقة بتفصل بين يلّي منختلف عليه وبتجمع بين يلّي منتفّق عليه! وبالحالتين بتصالح كل مكوّن مع فكرة الدولة، بتحرّره من موروثاته البائدة وبتحافظ له على مكتسباته الكيانيّة وبتدمج الإثنين، الموروثات والمكتسبات، بمشروع الدولة.

بمجلس الشيوخ؛ نضع كل فوارقنا وتمايزاتنا، وننشئ مجلس على أساس انتمائنا المذهبي، فيكون القانون الأرثوذكسي أساس تكوينه من دون عقد وخجل، ونقول أنّه ممنوع المس بخصوصيّاتنا المحميّة بهيدا المجلس والمصانة بمناصفة لا يمكن لعدد انّو يمسّ فيها!

وبمجلس النواب، نضع كل شي بيجمعنا، ومنخرج من أقبية طوائفنا ومنروح لنظام انتخابي بيوسّع دائرة انتمائنا وبيصغّر الفوارق بيناتنا، وبيسمح بأقصى مدى ممكن لانتمائنا المدني بدءاً بقانون موحّد للأحوال الشخصية يعطي أقلّه الحريّة والخيار لمين بيريد الخروج من شرنقة مذاهبنا عبر قانون زواج مدني…

ويبقى الأهم هو أن نعبّر عن مواطنيّتنا وانتمائنا لوطن ولكيان عبر انتمائنا لدولة ومؤسسات ونظام ودستور وقوانين، ومجموعة هذه الأمور تكون الدولة المدنية العصريّة. دولة مدنية من خلال عقد اجتماعي جديد يكون على مستويين: مناطقي وخدماتي. وهيدا بيعني إعطاء هوامش للمناطق بالإنماء، وإعطاء هوامش للناس بالخدمات، بحيث يشعر كل مواطن أنّه يأخذ حقّه من دولته مش بانتمائه لطائفته، ولكن بانتمائه والتزامه بمجموعة القوانين والضرائب والرسوم والمتوجبّات عليه للدولة، ومساهمته بمالية الدولة متل ما الدولة هي عم بتساهم بإعطائه حقوقه… هذا هو التوازي بالحق بين الفرد والدولة، وهذه التبادلية يجب ان تتأمن وتتساوى ليكون هناك منظومة مواطنين متساويين عايشين بدولة عصريّة مدنيّة! 

هيك بتنتفي الهواجس الذاتية يلّي لطالما دفعت الفرد للاحتماء بعصب الانتماء. هيدي اسمها لامركزية إدارية ومالية موسّعة، وهي تختلف عن الفيديرالية ليلّي بيخاف منها. 

نحن لا نريد الفيديرالية، ولكن استمرار التعامي عن اللامركزية رح يأخذنا لما هو ابعد من الفيديرالية.  

نحن لا نريد الفيديرالية، أكرّر، مش لأنّها تقسيم، بل لأنّها صيغة اتحاديّة متقدّمة للحكم لسنا جاهزين لها في مجتماتنا بعد…

نحن لا نريد التقسيم ولا نقبل به ونعتبره قضاء على لبنان الرسالة والكيان والوطن والدولة… 

ولكن نحن نريد اللامركزية بمعناها الواسع، والإستمرار بالتعامي عنها لن يأخذنا الاّ الى صيغ متشدّدة أكثر حولها! لازم يكون عنّا الجرأة بالذهاب اليها متفاهمين دون محاولة الحدّ منها، فهي ما بتفكّك الدولة بل بتشذّب المجتمع وبتكرّس ادارة سويّة للتعدديّة! الدولة مفكّكة أصلاً بالنظام الطائفي، ونحن نريد هذا العقد الإجتماعي لإعادة المعنى للإنتماء المواطني ولطمأنة المجموعات الطائفية بانتمائها الى دولة المواطنة العصرية التي تحميها بفوارقها وخصوصيّاتها وتحفظ لها تمايزاتها دون خروجها عن مفهوم القانون والعدالة. 

رفاقي بالتيار، 

هيدي هي البداية للبنان الجديد المتجدّد يلّي منريده بـ 13 تشرين بعد 30 سنة من النضال…

وبظلّ كل العواصف يلّي عم تجتاحنا، ومن دون ما نضيّع أولويّاتنا وننسى انّو الأولويّة المطلقة اليوم هي لوقف الإنهيار المالي والإقتصادي، ولتأليف حكومة تنجز هالمهمّة وتمنع الوطن من الإنزلاق للفوضى والفتنة؛

بتبقى مهمّتنا انّا نشتغل للبنان المدني العصري يلّي بيكون على مستوى شهادة أبطالنا، 

وبتبقى مهمّتنا انّو نمنع الوطن الصغير، لبنان الكبير، انّو ينبلع أو ينهضم أو يتفتّت او يتقسّم، 

وبتبقى مهمّتنا انّو نحافظ على الحريّة بهالبلد بوجه الأحادية والإرهاب، 

وانّو نحافظ على ثروات البلد وحقوقه، ونعرف كيف نوزّعها على الأجيال القادمة وكيف نتقاسمها بالحق وبالقانون الدولي لنخلق ثقافة السلام المبني على قوّة لبنان.

وانّو نحافظ على هالبلد بنفس الوقت واحة سلام ومقاومة لكلّ ظلم، 

وانّو نخلّي هالبلد عاصي على كل محتلّ، ومتآخي مع كلّ مسالم،

وانّو نجدّد للبنان مئة سنة من الحياة المتميّزة بهالشرق، لنبقى عنوان الكرامة بهالشرق! 

عشتم، عاش التيّارالوطني الحر، وعاش لبنان